المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

فضيلة الشيخ البعيجان في خطبة اليوم : احرصوا على أن يكون لكم أكثر نصيب من فضل صيام يوم عاشوراء

أدى جموع المصلين من حجاج بيت الله وزائري مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام صلاة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي الشريف وسط منظومة الخدمات التي وفرتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي سعياً منها لتوفير الراحة والاطمئنان لهم ليؤدوا صلاتهم وعبادتهم بكل يسر وسهولة وأَمّ المصلين فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي .

واستهل فضيلة الشيخ الخطبة الأولى بالحمد ، والثناء على الله  ، والعياذ به من شرور النفوس وسيئات الأعمال ، وذِكرِ بعض من الآيات الكريمة من الذكر الحكيم عن تقوى الله جل وعلا في السر والنجوى مؤكداً أنها وصية الله للأولين والآخرين قال تعالى: ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ? )).

وأضاف فضيلته : ثم اعلموا رحمكم الله أن الزمان سيار ، وقد أدبر عامه واستدار ، وما مضى فلن يعود ، وكل لحظة تمر تزفك عبد الله إلى يوم موعود وشاهد ومشهود ، وإلى فراق ولحود , فاغتنموا فرصة العمر ، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا .

واستطرد البعيجان أيها المسلمون : قد دخلتم في عام جديد ، بدايته شهر محرم  ، ونهايته شهر حرام ، طبتم في غرته وسائر أيامه ، وبورك لكم في أوقاته وأزمانه , وشهر محرم من الأشهر الحرم التي قال الله  تعالى فيها((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ? ذَ?لِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ? فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ? )) فحري بالمسلم أن يستقبل عامه الجديد بطاعة الله عز وجل والانقياد لأوامره ، والاستعداد للقائه ، وأن يستشعر ويعرف للأشهر المحرمة حرمتها وفضلها ومكانتها ، وتلك طاعة يلتمس ثوابها ويحذر من عقابها .

وبين فضيلة الشيخ أنه قد رغب الشارع في صيام شهر المحرم تطوعاً ، فاحرصوا على أن يكون لكم أكثر نصيب من فضله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ ” . رواه  مسلمٌ

وفي الخطبة الثانية أوضح فضيلته أنه بعد أيام معدودات سيحل عليكم يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم ،يوم عظيم وفضله قديم ، قد اختص بخصائص تاريخية ودينية منها : مشروع صيامه فقد كان نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام يصومه وكانت قريش تصومه ، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومونه فلما كان في العام القابل صامه وأمر بصيامه ثم فرض شهر رمضان ذلك العام فنسخ وجوب صوم عاشوراء وبقي صومه مستحبا على الراجح ففي صحيح البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ , فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالُوا : هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْفَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ ثُمَّ أَمَرَ بِصَوْمِهِ ” .

فالأفضل أن يصام قبله يوم خلافا لليهود ومن غلب فلا يغلبن على صيام العاشر وأضاف : أن الواضعون انتحلوا في شأن وأمر يوم عاشوراء مفتريات كثيرة لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام ولا أئمة السلف فجعل بعض الناس يغلو في فيبتدع عبادات لم تشرع ويتشبث بأوهام وضلالات لم يوفق للخير ملابستها .

واختتم فضيلة الشيخ عبدالله البعيجان خطبته بالدعاء للمسلمين بالتمسك بالسنة والسير على وفقها وتجنب البدع وطرائق الغلاة والجفاة والتزام منهج الوسطية والاعتدال ،  وان يحفظ ولاة أمرنا من كل سوء وأن يحفظ هذه البلاد خاصة وجميع بلاد المسلمين من الفتن وأن يوحد صفوف المسلمين وأن يجمع كلمتهم على الحق ويبعد عنهم الخلاف والفرقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى