في السنوات الأخيرة، أشارت دراسات عديدة إلى قدرة المكسرات على تعزيز صحة القلب، ولكنها كانت في معظمها دراسات رصدية لعيّنات محدودة الحجم. أما اليوم فقد أكدت المراجعة المنهجية لتجارب سريرية امتدت على مدى 25 عاماً أن المكسرات هي الغذاء المثالي لصحة القلب والأوعية الدموية.
معلومات أكيدة
تبيّن أنّ الوجبة هذه الخفيفة اللذيذة هي المفتاح لصحة القلب والشيخوخة الصحية، وأنّ تناولها يخفّف من خطر الإصابة بسكتة دماغية أو أمراض القلب التاجية.
لكنّ فوائد المكسّرات لا تقف عند الحدّ هذا، إذ يشير بعض الدراسات إلى أنّ تناول حفنة من المكسّرات يساعدنا على العيش لمدّة أطول وعلى تحسين ذاكرتنا وتقوية دماغنا. وقد أجرى علماء بقيادة الباحثة المشاركة في قسم التغذية في كلية هارفارد للطبّ العام في بوسطن في ماساتشوستس مارتا غاش فيري مراجعة واسعة النطاق للعديد من الدراسات التي تناولت العلاقة بين استهلاك الجوز وصحة القلب. فظهر لهم أن هذه “الكبسولات الصحية الطبيعية” (كما تسميها الدكتور غاش فيري) تفعل العجائب لنظامنا القلبي الوعائي.في ما يلي خلاصة المراجعة الجديدة هذه التي نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية.
نقاط قوة ومحاذير
قد تعود فوائد الجوز إلى احتوائه على دهون “صحية” أو دهون غير مشبعة، بما في ذلك أحماض الأوميغا 3 الدهنية الأساسية ومجموعة كبيرة من مضادات الأكسدة. ويشدّد الدكتور مايكل رويزن رئيس قسم العافية في قسم الطب الوقائي في كليفلاند كلينيك في ولاية أوهايو على أهمية النتائج قائلاً: “تعزّز هذه المراجعة المحدّثة فكرة أن تناول الجوز هو طريقة رائعة (ولذيذة) لإضافة مواد غذائية مهمة إلى نظامك الغذائي إلى جانب دعم صحة قلبك”.
من ناحية أخرى، ثمة محاذير للمراجعة هذه. فقد كانت العينات في معظم الدراسات التي تمت مراجعتها صغيرة إلى حد ما، ما خفّف من قيمة النتائج. كما استخدم بعض التجارب كميات كبيرة من الجوز التي قد يصعب تناولها بشكل يومي. ومع ذلك، رصد الباحثون فوائد كبيرة لتناول كميات جوز أقل (أي أقل من 28 غراماً في اليوم). كما تجدر الإشارة إلى أن لجنة الجوز في كاليفورنيا (وهي وكالة تابعة لولاية كاليفورنيا تعمل جنباً إلى جنب مع سكرتير دائرة كاليفورنيا للأغذية والزراعة لتطوير سوق الجوز ودعم البحوث الصحية) هي من موّل البحث هذا.
الحمية الغنية بالجوز تحمي قلبك
حدّثت المراجعة التي أجرتها الدكتورة غاش فيري والتي شملت 13 تجربة سريرية نتائج التحليل البعدي السابق الذي نُشر في العام 2009. كما قيّمت الدكتورة غاش فيري وفريقها التجارب المنشورة منذ ذلك الحين، والتي بلغت 26 دراسة عشوائية، وتضمنت 1059 مشاركاً تراوحت أعمارهم بين 22 و 75 عاماً.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض المشاركين في الدراسة عانى ظروفاً صحيّة سيئة مثل الارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم أو السكري من النوع 2 أو متلازمة التمثيل الغذائي أو السمنة.
قيّم العلماء في الدراسة هذه فوائد الحمية الغنية بالجوز وقارنوها بالوجبات الغذائية القليلة الدسم والمأكولات الغربية والمتوسطية واليابانية، فظهر لهم أن الحميات الغذائية الغنية بالجوز خفّضت مستويات الكوليسترول والمؤشّرات الصحية الأخرى المرتبطة بصحة القلب والأوعية الدموية بشكل أكبر من الأنظمة الغذائية الأخرى.فقد كان الانخفاض الذي سجّله النظام الغذائي الغني بالجوز في مستويات الكولسترول الكلية أكبر بنسبة %3.25 والانخفاض في نسبة الكوليسترول المنخفض الكثافة (LDL) أكبر بنسبة %37.7 ، والانخفاض في مستويات الدهون الثلاثية أكبر بنسبة %5.52.
كما انخفضت مستويات البروتين الشحمي B (وهو البروتين الأساسي في “الكوليسترول السيئ” أو الكوليسترول المنخفض الكثافة LDL) بنسبة 4.19 نقطة مئوية إضافية مقارنة بالأنظمة الغذائية الأخرى.
بناءً عليه، خلص الباحثون إلى أن “إضافة الجوز إلى النظام الغذائي يحسّن مستويات الدهون في الدم بدون التأثير سلباً في وزن الجسم أو ضغط الدم”.
