
واصلت مسابقة كأس سمو ولي العهد لكرة القدم التمسّك بتقليدها الراسخ منذ 27 عاماً، وظلّت وفيّة لمشهد أخير لا يتوّج به سوى «الخماسي الكبير».
ومنذ انطلاقها في الموسم 1993-1994، وفي 27 نسخة متتالية، سجل 5 أبطال أسماءهم في لائحة الشرف، هم القادسية (9 ألقاب) والعربي (7) و«الكويت» (7) والسالمية (2) وكاظمة (1).
وعلى عكس بقية المسابقات (الدوري وكأس الأمير)، لم يتمكن أي من الأندية من خارج «الخماسي» من دخول القائمة، والوحيد الذي كاد أن يلامس الكأس في مناسبتين هو خيطان في الموسمين 1995-1996 و2010-2011، حيث خسر أمام العربي و«الكويت» على التوالي.
هذه الوضعية لم تتغير في النسخة الحالية التي تختتم يوم الثلاثاء المقبل بمواجهة منتظرة بين «الأبيض» حامل اللقب و«الأخضر» الباحث عن التتويج الأول منذ الموسم 2014-2015، وذلك على الرغم من أن هذه النسخة بالذات ربما شهدت أكبر نسبة من «المناوشات» للاندية الأخرى الباحثة عن باكورة ألقابها في المسابقة، وخروجاً مبكراً لـ3 من الأبطال السابقين من الدور التمهيدي في سابقة لم تحدث منذ انطلاق المسابقة.
آخر من بقي من الساعين لكسر احتكار اللقب كان النصر وخيطان واللذان واجها العربي و«الكويت» على التوالي في الدور نصف النهائي، أول من أمس من دون أن يتمكنا من تغيير «منطق البطولة» الذي فرض نفسه معلناً تأهل «الأخضر» الى النهائي بفوزه بهدف وحيد جاء من ركلة جزاء نفّذها الليبي الهادي السنوسي (63)، قبل أن يلحق به «العميد» تالياً بعدما تغلب على خيطان بهدفين ليعقوب الطراروة وعبدالله البريكي من ركلة جزاء (45) و(79) من ركلة جزاء.
وشهدت المباراتان ظهوراً لأول صفقات جديدة تم إبرامها بالتزامن مع بدء فترة الانتقالات الشتوية، فشارك المهاجم النيجيري برنار هنري والمدافع السوري العائد له مجدداً أحمد الصالح، واللذان كان لهما دور في الفوز بعدما تسبب الأول عقب مشاركته بديلاً في الشوط الثاني بركلة الجزاء، فيما كان لوجود الصالح أثر واضح في التنظيم الدفاعي لـ«الأخضر».
وفي المباراة نفسها، أشرك مدرب النصر، التونسي لطفي رحيم، المهاجم البحريني محمد الرميحي، صاحب هدف الفوز في نهائي «خليجي24» بقطر، أساسياً ولكنه لم يظهر بالمستوى المنتظر منه.
وفي اللقاء الثاني، خاض مدرب «الكويت»، وليد نصار، المواجهة مع خيطان بلاعب أجنبي واحد هو الفرنسي عبدول سيسوكو معتمداً على تشكيلة محلية شهدت في الشوط الثاني ظهوراً للمهاجم أحمد الزنكي القادم من الشباب بعقد لمدة موسمين ونصف الموسم بعد اتفاق بين إدارتي «الأبيض» وناديه السابق القادسية.
ومن دون راحة، باشر قطبا المباراة النهائية استعداداتهما للمواجهة المرتقبة والتي تحمل الرقم 4 في تاريخ البطولة.
وفيما تبدو الأمور اكثر استقراراً في «الأخضر» على صعيد «الأجانب» بعد انضمام هنري والصالح والتوصل إلى اتفاق مع لاعب الوسط الفلسطيني محمد درويش والذين يحلون بدلاء للإسباني راؤول رودريغيز والبرازيلي ماريون سيلفا والسوري يوسف قلفا، فإن «الأبيض» في طور الانتهاء من ابرام صفقاته الجديدة بعدما توجهت بوصلة الإدارة هذه المرة إلى العراق بالاتفاق مع لاعب الوسط الدولي أمجد عطوان وزميله المهاجم علاء عباس، حيث تم تقديم اللاعبين في مؤتمر صحافي أمس.
كما بات «العميد» قريباً من ضم المهاجم البرازيلي بيسمارك فيريرا الذي فسخ عقده أخيراً مع خورفكان الإماراتي.
ويبقى ضمن حسابات النادي استقطاب مدافع مكان السوري عمرو ميداني.
معلوم أنه يتعيّن على ادارة «الكويت» تقديم القائمة النهائية للفريق إلى الاتحاد الآسيوي قبل اسبوع من موعد انطلاق الدور التمهيدي الأول المؤهل الى دور المجموعات في دوري أبطال آسيا 2020، والتي يواجه فريقها «الأبيض» مضيفه الفيصلي الأردني في 14 من الشهر الجاري.
عودة الروح
لطاما تميّز فريق النادي العربي لكرة القدم وعلى مدار تاريخه بالروح العالية واللعب القتالي الذي كان يعوّض في كثير من الأحيان تراجع المستوى الفني لدى الفريق، ويمنحه أفضلية على المنافسين.
هذه الروح و«القتالية» هي التي جاوزت بـ«الأخضر» الكثير من المحطات والحواجز وانتهت به إلى منصات التتويج في مختلف البطولات.
ولن تنسى جماهير الرياضة الكويتية عموماً، والنادي العربي على وجه الخصوص تلك اللقطة الشهيرة للحارس الأسطوري الراحل سمير سعيد في مباراة الفريق مع القادسية في مسابقة الدوري للموسم 1988-1989 والتي أكملها بيد مكسورة وذقن تم خيطه داخل الملعب بعد تعرضه إلى جرح قطعي.
وبعد بداية مهزوزة للموسم الحالي نتج عنه تأخره في ترتيب «دوري stc» الممتاز، استعاد العربي بريقه في بطولة كأس ولي العهد محققاً ثلاثة انتصارات متتالية وضعته طرفاً في المباراة النهائية أمام حامل اللقب «الكويت»، كما استعاد ثقة جماهيره وقبل كل ذلك روحه العالية التي كانت طابعاً لأجيال متعقبة مرّت عليه.
في المواجهات الثلاث أمام الغريم التقليدي القادسية، وبرقان وأخيراً النصر، سالت دماء العرباوية وظهر «الضماد الأبيض» على رأس ثلاث من لاعبيه هم القائد عبدالله الشمالي في لقاء «الأصفر»، وفيصل عجب أمام برقان، قبل أن يلحق بهما الوافد الجديد، النيجيري برنار هنري في مواجهة «العنابي».
كل من اللاعبين الثلاثة كان حريصاً على اكمال المباراة التي أصيب بها، حتى نهايتها وكلهم أسهموا بصورة مباشرة في الانتصارات التي تحققت، ومن يدري فقد تحمل مواجهة الثلاثاء اصابة «عرباوية» جديدة ومعها انتصار جديد ولقب ثامن؟
النهائي بالمجان
صرح الأمين العام للاتحاد الكويتي لكرة القدم بالتكليف صلاح القناعي ان مجلس إدارة الاتحاد قرر فتح بوابات استاد جابر الأحمد الدولي في المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد التي تجمع «الكويت» مع العربي، الثلاثاء المقبل، مجاناً أمام الجماهير. من جانب آخر، قرر الاتحاد إسناد إدارة المباراة النهائية إلى الحكم السويسري ساندرو شير والذي يعتبر من الحكام المصنفين حاليا في أوروبا، وأدار مباريات عدة في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي للموسم الراهن.