المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

كواليس «الصحة»… جنود مجهولون في دائرة القرار

المصدر:الراي

في كل مجالات الحياة يقف خلف الكواليس جنود مجهولون يواصلون ليلهم بنهارهم من دون كلل أو ملل، يعملون كخلية نحل في كل اتجاه… وفي الكويت اليوم، وبمواجهة وباء لم يشهد العالم مثيله منذ عقود، يقف خلف الستار داخل غرفة عمليات وزارة الصحة، وتحديداً في مركز تطبيق اللوائح الصحية الدولية قياديون من محترفي فن صناعة القرار.
أربعة من مسؤولي الوزارة، ابتعدوا عن الأضواء، وفضلوا العمل في الظل، وخلف الأبواب، فوهبوا حياتهم لخدمة وطنهم، وحفظ أمنه الصحي، فهم بحق محركو صناعة القرار، وحلقة الوصل بين الوزارة ومنظمة الصحة العالمية ومختلف وزارات وهيئات الدولة، يقضون معظم ساعات اليوم في مقر العمل، يغادرون بيوتهم الساعة السابعة صباحاً، وقد يعودون العاشرة مساءً أو بعد ذلك… هم في اجتماعات مفتوحة حتى بعد العودة لمنازلهم إن استجد طارئ.
فريق منظم، يجمع المعلومة ويفلترها ويحللها، معتدلاً في عملية البحث، واستكشاف كل التفاصيل بدقة متناهية، لم تهزه الأزمة، ولم يسمح لمعلومة مغلوطة أو إشاعة يتم تداولها هنا وهناك، أن تشتت أفكاره أو تبعده، عن طريق اتخاذ القرار العلمي المبني على بيانات ومعلومات وإحصائيات علمية، بعد استخلاص النتائج ومراجعتها ووضع خيارات قابلة للتطبيق… جهود قادت إلى تطبيق اجراءات احترازية، واتخاذ قرارات استباقية فاقت في درجة دقتها معظم دول العالم المتقدم، والتي أثنت عليها منظمة الصحة العالمية، واعتبرتها تفوق حتى ما توصي به، كما لاقت هذه الجهود استحسان وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية.
ومن باب الانصاف، وجب تسليط الضوء على هؤلاء الجنود الذين بطبيعتهم لا يحبون الظهور، ويتوارون عن أعين الصحافة، ووسائل الإعلام، فهم كتيبة معسكر الصحة، التي نرى أعمالها، ولا نشاهد وجوه عناصرها إلا نادراً، وتفضل العمل في صمت وإنكار الذات… فشكراً أولاً لوزير الصحة على حسن اختيار هذه الكفاءات، وشكراً لأعضاء هذه الكتيبة التي تضم كلاً من وكيل وزارة الصحة المساعد للشؤون الفنية الدكتور عبدالرحمن المطيري، ووكيلة الوزارة المساعدة لشؤون الصحة العامة الدكتورة بثينة المضف، ومديرة الادارة الفنية الدكتورة ليلى العنزي، ورئيسة مركز تطبيق اللوائح الصحية الدولية الدكتورة سندس القبندي، التي أثبتت جدارة واستحقاقا تستحق أن نرفع لها، ولكامل الفريق القبعة، على جهوده الجبارة.
دائماً وراء كل مشروع أو برنامج ناجح فريق عمل يقف خلف الكواليس، ليصنع لنا في النهاية عملاً متكامل الاجراءات بمهنية تستحق التقدير، وفريق وزارة الصحة يستحق أن نفخر به وبأعماله وتضحياته، ومثابرته، وإن غابت وجوه أعضائه عن وسائل الإعلام، فأعمالهم حاضرة… وكم هو جيد أن تعرف الكتب من دون أسماء أصحابها، لكن الأروع أن تُرى الأعمال الجليلة من دون أن يُعرف من يقف وراءها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى