المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

لا دليل عن فعاليته.. أبحاث ودراسات تحذر من استخدام “الكلوروكين” لعلاج كورونا

كشفت “موسوعة الملك عبدالله” آثاراً جانبية له تثبت عدم جدواه أو تحسين أعراضه

كشفت موسوعة الملك عبدالله العربية، عن أدلة متزايدة لاستخدام الكلوروكين في علاج عدوى كورونا المستجد وخطورته (وخاصةً عند استخدامه بجرعات عالية)، دون أي دليل على فعالية حقيقية في علاج المرض أو تحسين أعراضه وعواقبه.

وفصلت “الموسوعة” ذلك، بأن الكلوروكين Chloroquine ينتمي إلى زمرة دوائية تُعرف باسم مضادات الملاريا، وعقار كلوروكين مرخَّص ويُستخدم منذ سنوات طويلة في علاج الملاريا وبعض أمراض المناعة الذاتية.

وأشارت إلى أن المصادر الدوائية تذكر بأن استخدام الكلوروكين في علاج هذه الحالات قد يترافق مع بعض التأثيرات الجانبية والاختلاطات القلبية والكبدية والكلوية، وقد يُسبب أذية عصبية تؤدي إلى اختلاجات، وقد يُسبب انخفاض مستوى سكر الدم.

وأوضحت أنه مع انتشار عدوى فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتحولها إلى جائحة أصابت الملايين وحصدت أرواح مئات الآلاف حتى الآن، برز اسم عقار كلوروكين كعلاج محتمل للعدوى، وذلك بعد أن أظهرت بعض الدراسات المخبرية، مثل الدراسة التي أجرتها الأكاديمية الصينية للعلوم ونُشرت في الرابع من شهر فبراير 2020 في مجلة Nature، بأن الكلوروكين نجح في إيقاف تكاثر فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) في المختبر، وبالتالي فقد يؤدي استخدامه سريرياً إلى إنقاص الحِمل الفيروسي عند المصابين بحالات شديدة من عدوى كوفيد-19.

وبناءً على نتائج تلك الدراسات وغيرها، قامت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بمنح موافقة طارئة على استخدام عقارَي كلوروكين فوسفات وهيدروكسي كلوروكين في علاج البالغين والمراهقين المصابين بعدوى كوفيد-19، وذلك وفق عدة شروط، ومع استمرار الدراسات السريرية.

وبدأت تظهر نتائج غير مشجعة لعقار كلوروكين في علاج عدوى كوفيد-19، ففي دراسة مشتركة، خلص الباحثون إلى أن استخدام جرعات عالية من الكلوروكين في علاج عدوى كوفيد-19 يترافق مع زيادة خطر الوفاة، وخاصة عند مشاركة الكلوروكين مع المضاد الحيوي أزيثرومايسين أو المضاد الفيروسي أوسيلتاميفير (تاميفلو)، وهو ما استدعى إيقاف تجربة هذه المقاربة العلاجية.

وأضافت “موسوعة الملك عبدالله العربية”: أنه “بعد ذلك بفترة قصيرة، ظهرت نتائج دراسة أخرى أجراها باحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية قاموا بتحليل بيانات مرضى مصابين بعدوى كوفيد-19 منومين في عدة مشاف في الولايات المتحدة الأمريكية، تلقى بعضهم علاجاً بالكلوروكين (سواءً لوحده أو بالمشاركة مع المضاد الحيوي أزيثرومايسين)، وتلقى بعضهم معالجة قياسية داعمة لتخفيف أعراض العدوى”.

وخلص الباحثون إلى عدم وجود أي دليل على فعالية الكلوروكين في تقليل حاجة المرضى لجهاز التنفس الاصطناعي، وفي الوقت ذاته لاحظ الباحثون زيادة معدل الوفيات بين المصابين المعالجين بالكلوروكين وحده.

كما أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في الرابع والعشرين من شهر مارس 2020، تحذيراً من استخدام الكلوروكين في علاج مرضى كوفيد-19 خارج المستشفيات أو المراكز الطبية، وذلك بسبب مخاوف من اختلاطات خطيرة تتعلق باضطراب النظم القلبي.

وأشارت الهيئة إلى أن هذا التحذير لا علاقة له باستخدام الكلوروكين التقليدي في علاج الملاريا والذئبة الحمامية والتهاب المفاصل الروماتويدي.

وختمت بأنه بناءً على الأبحاث التي جرت، يلاحظ تزايد الأدلة السريرية التي تشير إلى عدم فعالية الكلوروكين أو هيدروكسي الكلوروكين في علاج عدوى كورونا المستجد، فضلاً عن احتمال حدوث اختلاطات خطيرة عند استخدام الدواء بجرعات عالية، وعلى الرغم ضرورة إجراء المزيد من الدراسات السريرية حول الدواء، إلا أن هذه النتائج غير المشجعة من شأنها أن تقلل حماس بعض الخبراء لهذا الدواء وتدفعهم نحو البحث عن خيارات علاجية أخرى أكثر أماناً وفعالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى