طغت مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن توطين النازحين السوريين في المناطق القريبة من بلدهم على الحراك الداخلي اللبناني وحجب الاهتمام باقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري بتقصير ولاية المجلس. واستحوذ موقف ترامب على نقاش النواب في الجلسة التشريعية. فقد طالب بعض النواب من الرئيس بري توصية باسم المجلس النيابي برفض طرح ترامب، فأعاد بري التأكيد على مقدمة الدستور، الرافضة لكل أشكال التوطين. وهذا الموقف أكّده رئيس الحكومة سعد الحريري الذي شدّد عقب اجتماعه مع بري على رفض التوطين واضعاً كلام الرئيس الأميركي في إطار الموقف السياسي غير الملزم بالنسبة إلى لبنان، وأن أي قرار دولي لن يصدر في هذا الشأن.
ويترقب الداخل اللبناني كلمة الرئيس ميشال عون اليوم أمام الجمعية العامة وما ستتضمنه من مواقف، خصوصاً لجهة الملفات التي ستقاربها من حياد لبنان الى النزوح السوري وتصريحات ترامب في ما يتصل بتوطين اللاجئين.
الأمن والانتخابات
في إطار آخر، وفي رد رسمي على تحذيرات السفارات الأجنبية لرعاياها بتوخي الحذر، طمأن الحريري الجميع على الوضع الأمني «الممسوك»، لافتا الى انه «لا خوف على الأمن وسنواجه الإرهاب بالعيش». ورد على دعوة بري الى تقصير ولاية المجلس اعتبر انها «ربما من أجل تفادي الأسوأ ونحن كحكومة نقوم بكل واجباتنا لتطبيق القانون، مشيرا إلى ان هناك امورا بحاجة الى توضيحات في شأن القانون الانتخابي، فثمة خوف من القدرة على انجاز «البيومترية» ومن «التسجيل المسبق للمقترعين».
واستمرت أمس ردود القوى السياسية على دعوة الرئيس بري بإجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية العام، وقد أصبح من شبه المؤكد ان البطاقة البيومترية التي نص القانون الانتخابي الجديد على اجراء الانتخابات على أساسها صعبة التحقيق. وسط دعوات صدرت من بعض الأحزاب مؤيدة لاجراء الانتخابات على أساس بطاقة الهوية.
وفي بيان صادر عن اجتماع مشترك ضم قيادتي «حركة امل» و«حزب الله» في بيروت تحضيرا لاحياء عاشوراء. اعتبرت القيادتان ان اجراء انتخابات نيابية مبكرة بات ضرورة ملحة ما دامت البطاقة الممغنطة بعيدة المنال، وان شعار التأجيل ارتباطا بمبررات التقنية وغيرها اصبح من الماضي. وفي سياق متصل، قال رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط «كفانا ان البطاقة الممغنطة مرت وغفلتكم بلمحة البرق فاحذروا من غيرها وعلى سبيل المثال السفن التركية التي هي مأساة الوطن».
