شهدت المنطقة تحركات عسكرية متسارعة في أعقاب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني ومرافقيه، في الغارة الأميركية فجر الجمعة الماضي، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية إرسال قرابة ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، كما ذكرت في بيان، موضحة أنه «يجري نشر لواء قوة الرد السريع بالفرقة 82 المحمولة جواً، حيث سينتقل اللواء إلى الكويت كإجراء احترازي مناسب، رداً على ازدياد مستويات التهديد للمنشآت والأفراد الأميركيين وسيساعد في إعادة تكوين قوة الاحتياط».
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الراي» أن «الكويت دائماً مستعدة لأي طارئ، وكانت تنبه دائماً من خطورة انزلاق المنطقة إلى أوضاع صعبة، وتدعو إلى معالجة الأوضاع بعيداً عن أي توترات ومظاهر تصعيد».
بدوره، أكد القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى البلاد لاري ميموت أن التزام الولايات المتحدة بأمن الكويت واستقرار المنطقة أمر ثابت. وأضاف في تصريح لـ«الراي» ان «التهديدات الإيرانية رداً على مقتل سليماني متوقعة، والسفارة كعادتها ستقوم بالتصريح عن أي تطورات تتعلق بالتهديدات والمخاطر المحتملة للمواطنين الأميركيين وأصدقائنا الكويتيين بكل دقة وشفافية».
وتابع أن «سليماني والمنظمة الإرهابية التي يقودها مسؤولون عن مقتل المئات من الأميركيين، وأفراد قوات التحالف، والمدنيين الأبرياء وآلاف الجرحى، والضربة الأميركية كانت تهدف إلى ردع خطط الهجوم الإيراني المستقبلية التي كان سليماني يخطط لها».
توازياً، أصدرت السفارة الأميركية لدى الكويت تحذيراً لرعاياها عبر موقعها الالكتروني، بشأن التوترات الأمنية المتصاعدة في المنطقة، موضحة أن السفارة ستكون مفتوحة خلال ساعات العمل العادية للحصول على التأشيرات ومواعيد خدمة مواطنيها، بما في ذلك إصدارات جوازات السفر.
وأشارت إلى أنها ليست على علم بتهديدات واضحة وصريحة ضد المواطنين الأميركيين في الكويت، ولكن الظرف الحالي يستدعي أخذ الحيطة واليقظة، ونصحت مواطنيها بمراجعة خططهم الأمنية الشخصية وأن يكونوا في حالة تأهب لمحيطهم في جميع الأوقات.
وأدرجت في تحذيرها بعض الإجراءات التي يمكن أن يتخذوها مع عوائلهم لزيادة سلامتهم وأمنهم الشخصي، وهي الابتعاد عن المناطق المكشوفة ومعرفة محيط المكان الذي يتواجدون به، وحمل بطاقة الهوية إما جواز السفر الأميركي الذي يحمل تأشيرة الكويت الحالية أو بطاقتك المدنية الكويتية،وأن يكون في حالة تأهب في المواقع التي يرتادها السياح،مع ضرورة توخي الحذر عند المشي أو القيادة ليلاً.
في المقابل، أكد السفير الإيراني لدى الكويت محمد إيراني أن «ما قامت به القوات الأميركية يعتبر خطأ استراتيجياً كبيراً، سيدمر جميع المحاولات المستقبلية الساعية لتقارب وجهات النظر بين البلدين».
وأضاف في تصريح لـ«الراي» أن «قواعد اللعبة ستتغيّر بعد هذا العدوان السافر والاغتيال العسكري العراقي والإيراني، فلم يتوقع أحد أن تخطئ الولايات المتحدة هكذا، كون هذا العمل سيدخل المنطقة في نفق مظلم».
