قبل أزمة الكورونا كنا في سباق مع الزمن ،
دخلنا في دوامة علاقات احتماعية مقلوبة فجعلنا الأبعدون أولى بالمعروف وآخر اهتماماتنا العائلة يليها الأسرة.
تُهنا في دوامة مظاهر اجتماعية تعصف بنا فنرتطم في حدودها الا متناهية ، سباق في المجاملات الإجتماعية التي أصبحت قيود تكبلنا وتسرق من زمننا الكثير ، فكان الجدول اليومي لابد أن يحوي زيارة استقبال تهتئة تعزية ، والتهنئة تشعبت الى بضع وعشرين شعبة فلا نعرف على ماذا نهنيء أو بماذا ،يروق لنا قول (الجدول المزدحم ) وهو في الحقيقة فارغ المحتوى ، إلا من مهام لا تسمن ولا تغني من جوع .
دخلنا في دوامة الادعاءات الكل مشغول الكل لديه عمل وإن لم يكن لديك فعليك أن تخلق لنفسك مايشغلك عن بيتك حتى لو الخروج للقهوة ، فحجم إنشغالك يتوازى مع أهميتك،
جدول الأعمال ممتليء بالخطط الحاليه والمستقبلية
الزيارات لا تنتهي بين مجاملات وواجبات
مواعيد الطبيب تزدحم ويتم التأجيل التاريخ قليلا أو كثيراً .
الشوارع تختنق بالسيارات وصوت الأبواق يرتفع
الأسواق مكتظه طوال العام بدون موسم محدد
نسرق لأنفسنا من اليوم ساعة سكينة إن أمكن ..
وفي السماء الطائرات تحلق دون هوادة فلم يعد السفر يرتبط بالإجازة الدراسية ولا بالطبقة المخملية .
درجة التلوث ترتفع و ثقب الأوزون يتوسع ، اللهاث حول العمل وعقد الصفقات لايهدأ، العالم الإقتصادي منتعش والعالم الاجتماعي والبيئي في الإنعاش .
المطاعم تزدحم لا لتناول الطعام بقدر ماهو للهرب من المنزل
المنازل هجرت من الأب ومن الأم ..
هل نحتاج الى كل هذا الزيف في العلاقات والأولويات ؟؟
واليوم نقبع في حظر يلزمنا المنزل الغريب ..
فنعود لنقطة الصفر والتي نسيها جيلنا ويجهلها تماما الجيل الحالي ،الرجوع للمنزل والأسرة
نعيش حياة راكدة بلا ازدحام ..
يفرض منع التجول فنسكن منازلنا وتنعم البيوت بالسكن والسكينة ..
تُلغى المواعيد والزيارات فنكتشف الوجه المريح للحياة ..
تُمنع الصالونات والأندية الرياضية فنجد امكانياتنا
تغلق المطاعم فتعود النساء للمطبخ وتجتمع الأسرة على المائدة ..
ساعة السكينة التي كنا نتمناها حظينا بها ساعات..
هل نحتاج فيروس لكي يوعينا
هل كان بإمكاننا الخروج من دوامة الإنشغالات الغير مجدية بدون الفيروس ؟؟
