سجلت “مبادرة طريق مكة” نجاحها الأهم بعد توسيع نطاقها في حج هذا العام، مع وصول مليون حاج إلى الأراضي المقدسة في المملكة العربية السعودية.
وتهدف المبادرة لتيسير رحلة الحجاج من خلال إنهاء إجراءات الجوازات والجمارك والاشتراطات الصحية وفرز وترميز الأمتعة في مطارات بلدانهم، وبالتالي الدخول إلى السعودية كأي رحلة داخلية، ونقل أمتعة الحجاج إلى أماكن سكنهم، وفقًا لما نشرته شبكة سكاى نيوز عربية.
كما تهدف المبادرة للوصول إلى الحج الذكي من خلال مسار إلكتروني موحد، بدءًا من إصدار التأشيرة، ومرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توفر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في السعودية.
وعند وصول الحجاج لن يمروا بإجراءات الدخول التي أجروها مسبقا، إذ ينتقلون مباشرة إلى حافلات تنتظرهم لإيصالهم إلى الأماكن المعدة لسكنهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، أما أمتعتهم فتتولى الجهات الخدمية إيصالها إلى مساكنهم.
وأطلقت السعودية من العام 2017 أكبر مشروع لتطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين باعتماد التقنية كوسيلة أساسية لدعم جهود الحكومة السعودية في مواسم الحج والعمرة عبر تطبيقات هاتفية تساعد الحجيج في كل شيء من الترجمة إلى الخدمات الطبية مرورا بكيفية أداء مناسك الحج.
ووضع الهلال الأحمر السعودي تطبيق “اسعفني” لمساعدة الحجاج الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة.
وبإمكان السلطات تحديد مكان الحجاج باستخدام هذا التطبيق.
كما أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق “مناسكنا” للترجمة يستفيد منه الحجاج الذين لا يتكلمون العربية ولا الإنجليزية.
ومن التطبيقات الأخرى والتي بلغ عددها 19 تطبيقاً، الخرائط الرقمية لمنطقة المشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وتتضمن المعلومات المكانية الخاصة بالمباني والمنشآت والطرق والشوارع والأحياء والخدمات والمرافق العامة.
وهناك تطبيق المقصد ويساعد زوار مكة تحديد مواقعهم بدقة داخل أروقة المسجد الحرام، ومعرفة طريقهم إلى أي مكان يريدون الذهاب إليه، وهذا التطبيق لا يحتاج إلى الاتصال بشبكة الإنترنت.
وهناك أيضا تطبيق “كلنا أمن” الذي يحيل الحاج مباشرة على رجل أمن لتسريع عمليات الإنقاذ وتقليل نسبة الأضرار والخسائر، ففي حالة حصول حادث ما يمكن للحاج إرسال بلاغ عن طريق رفع صور أو فيديو أو تسجيل صوتي.
وتهدف المبادرات الرقمية المضافة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وهي خطة طموحة تعمل على تحقيق أعلى درجات الجودة الممكنة في الخدمات المقدمة للحجاج مع الخطط الموسمية لزيادة أعدادهم.
وينتظر توسع مبادرة طريق مكة خلال السنوات الخمسة المقبلة مما سيقدم خدمات أكثر تيسيراً للحجاج بمجرد إنهائهم لإجراءات السفر في بلادهم وهو ما سيوفر تسهيلات أكثر في محطات الوصول داخل منافذ المملكة المختلفة البرية والبحرية والجوية وسيسهل نقل الحجاج وتفويجهم بوسائل مبتكرة وأكثر أمناً.
وتعتبر السعودية في مواجهة تحديات كبرى تتمثل في زيادة البنية التحتية الرقمية لاستيعاب أكثر من خمسة مليون حاج بحسب رؤية 2030 وهو ما يتطلب خطط تنفيذية متواصلة لتتمكن السعودية من توفير الخدمات المطلوبة بالجودة المثالية لتوفير أفضل الإمكانيات لضيوف الرحمن.
