المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

مبتعث سعودي أصبح مترجماً محترفاً باليابانية

المصدر: العربية نت

بدأ مبتعث سعودي إلى اليابان بتعلم اللغة اليابانية، حتى أتقنها وأصبح مترجماً محترفاً، بعد مشوار من التعليم والدروس، والإصرار والعزيمة.
المبتعث السعودي، خالد بن عبدالرحمن آل رشود، يروي قصة رحلته في تعلم اللغة اليابانية: “بدأت بتعلم اللغة اليابانية في أواخر عام 2008، بعد أن حصلت على بعثة دراسية للحصول على درجة البكالوريوس في اليابان، وسافرت في بداية عام 2009 والتحقت ببرنامج دراسة اللغة اليابانية المكثف لمدة عامين، وهو برنامج يخولك اجتياز أحد الاختبارات اللازمة لدخول الجامعة، وبفضل من الله ثم بالتحاقي بدروس إضافية صباح كل يوم سبت، كانت تقام في مجلس بلدية المدينة التي كنت أسكنها، ويقوم عليها مجموعة من المعلمين المتطوعين، وبفضل سكني مع عدة عوائل من السكان المحليين، تمكنت من اجتياز جميع الاختبارات الضرورية لدخول الجامعة قبل المدة المحددة لها بـ 6 أشهر، ومن حينها وأنا أعمل على تطوير قدراتي اللغوية بشكل مستمر، وبعد دخولي الجامعة حرصت على الانخراط في العمل بمختلف الشركات اليابانية بدوام جزئي، مما ساعدني على توسيع مداركي وفهمي للثقافة واللغة اليابانية”.

وأوضح آل رشود أنه تمكن من الفوز بالمركز الأول في مسابقة الخطابة باللغة اليابانية بين مختلف الجنسيات: “ترسخت قناعتي بأهمية اللغة اليابانية بعد كلمة سمعتها من الملحق الثقافي لدى اليابان الدكتور خالد الفرحان، والذي أكد أن إجادة اللغة اليابانية لا تقل أهمية عن الشهادة الجامعية، وبعدها عملت على إتمام متطلبات درجتي البكالوريس والماجستير في جامعات يابانية، وحالياً أدرس في السنة الثالثة ببرنامج الدكتوراة في تخصص الهندسة الدولية للتطوير والبيئة والاجتماع بكلية الدراسات البينية للعلوم والهندسة بمعهد طوكيو للتكنولوجيا”.
وقال: “بدأت بالعمل كمترجم مستقل منذ أواخر عام 2015، وتمكنت من الترجمة الفورية لعدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين واليابانيين، وكذلك أعضاء مجلس البرلمان الياباني، وكل ذلك توج بحصولي على الثقة العظيمة للترجمة الفورية لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته لمحافظة هيروشيما اليابانية”.
آل رشود، الذي توسط ولي العهد السعودي ومسنة يابانية أثناء حديثهما، حكى عن هذه التجربة: “تشرفت بالترجمة الفورية لولي العهد خلال تجوله بين أقسام متحف هيروشيما التذكاري للسلام، حيث التقى السيدة شيرايشي تاميكو، إحدى الناجيات من انفجار القنبلة الذرية الناشطة في مجال مكافحة انتشار الأسلحة النووية، وهي تبلغ من العمر 81 عاماً، وبدأت شيرايشي بسرد قصتها المؤلمة، وكيف تعرضت للإشعاع الناتج عن القنبلة الذرية وهي بعمر السابعة، ورحلة بحثها ووالدتها عن جدتها المفقودة، واستمع ولي العهد لها باهتمام كبير وواساها في مصابها”.

وأضاف: “بعد الانتهاء من الترجمة كانت مشاعري مختلطة بين الدعاء بالرحمة للملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – الذي شهد برنامج الابتعاث في عهده توسعاً كبيراً، وكنت وما زلت أحد المستفيدين من هذا البرنامج، مما ينم عن استشراف الملك الراحل للمستقبل، ومشاعر الشكر والاعتزاز بحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي مكنت الشباب ومنحتهم الفرص ليثبتوا للعالم اقتدار الشاب السعودي، متى ما أتيحت لهم الفرصة، كل ذلك أصبح ظاهراً للعيان في بلد فَتيّ يقود تحولاته الاقتصادية والاجتماعية ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان، ولا شك أن الترجمة لولي العهد شرف عظيم ومهمة ليست بالسهلة، زادتني إصراراً على تطوير قدراتي اللغوية بلا توقف”.
وأفاد أن مكانة اليابان كإحدى الدول الصناعية السبع الكبرى في العالم، ساعد بجذب أنظار العالم إلى أهمية اللغة اليابانية، والأخيرة يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسيين، هما: (كانجـي-Kanji)، وهي مقاطع الكتابة الصينية التصويرية أو التعبيرية، و(كانا-kana) وهي المقاطع الصوتية المستنبطة من القسم الأول (كانجـي-Kanji)، وكلاهما يتم استخدامه في آن واحد في الكتابة. ويحتاج الممارس للغة اليابانية إلى حفظ ما لا يقل عن 3000 حرف (كانجـي-Kanji)، ليتمكن من قراءة صحف الأخبار وممارسة حياته اليومية دون مواجهة تحديات كبيرة عند تواصله مع الآخرين باللغة اليابانية.
وتابع: “كما هو الحال مع كل اللغات، تعلمك لغة جديدة يسمح لك أن ترى العالم من زاوية مختلفة، ويفتح لك آفاقاً جديدة خصوصاً إذا كنت تدرس لغة بلد عريق في تاريخه، متقدم في حاضره كاليابان. أحاول بين الفينة والأخرى، زيارة مكتبات الجامعات اليابانية العريقة وقراءة الكتب القيمة والنادرة التي تم تخزينها تحت الأرض خلال الحرب العالمية الثانية خشية تلفها، لما تحتويه من كنوز المعرفة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى