المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

متفوقون على كراسي متحركة: تحدينا الإعاقة بالطموح

 

متفوقون مبدعون ومتميزون تحدوا الاعاقة وتسلحوا بالإرادة والعزيمة والطموح ليقطفوا ثمار نجاحهم ويتربعوا في صدارة الإبداع والتميز.. إنها نماذج مشرفة قادها «ذوو الهمم» الذين أثبتوا أن الاعاقة في الجسد لا في العقل، والنجاح والتفوق لا تحدهما حواجز أو عراقيل.
القبس هنأتهم بالنجاح الباهر، واستمعت الى تطلعاتهم وطرق اجتيازهم للتحديات:
أعربت الطالبة شوق العازمي، الثانية على الأوائل الكويتيين في مدارس التربية الخاصة – علمي، من مدرسة الرجاء الثانوية للبنات وحاصلة على %91.08، عن سعادتها الغامرة بتفوقها الدراسي.
وقالت: شعرت بالحزن في البداية عندما تجاهل الوزير سهوا الإعلان عن اسمي ضمن أوائل الثانوية بمدارس التربية الخاصة وتهميشي عقب الإعلان عن النتائج، لكن سرعان ما ذاب الحزن مع تفاعل الوكيل المساعد مع تغريدة لوالدي في «تويتر». وذكرت العازمي ان والديها وفرا لها سبل الراحة والجو الملائم، ما ساعدها على تجاوز الصعوبات، والتغلب على الاختبارات، لا سيما الفيزياء، بالإصرار والعزيمة.
واهدت نجاحها إلى وطنها الكويت وللقيادة العليا، وشددت على ان الكرسي المتحرك لم يعق نجاحي، وانها تطمح للالتحاق بكلية الصيدلة نظرا لعشقها للكيمياء.

لا صعوبات
بدورها، ذكرت الطالبة ندى عويس (مصرية) الثانية على مدارس التربية الخاصة، والحاصلة على %96.84 ـ علمي، أن إعاقتها لم تؤثر عليها، بل شجعتها على النجاح.
وأشارت ندى التي تعاني من هشاشة عظام وكسور منذ الولادة، إلى أن تشجيع والديها الدائم لها وتوفير الجو المناسب للدراسة هما سر نجاحي، مهدية نجاحها لأسرتها ولبلدها مصر.
ورأت أن الاختبارات كانت في مستوى الطلبة ولَم تواجهها صعوبة، متمنية حجز مقعد لها في كلية الصيدلة في مصر. وأضافت «رغم تفوقنا والنجاح الذي نحققه إلا أن هناك بعض الكليات لا تقبل ذوي الاحتياجات الخاصة».

أمي ثم أمي
من جهته، قال الطالب المتفوق بندر حميد خضير، الثالث على الكويتيين في التربية الخاصة من مدرسة الرجاء الثانوية للبنين – القسم العلمي وحصل على %92.40، انه عاش في جو تخلى عنه فيه والده وعائلته بسبب إعاقته، عندما كان في الثالثة من عمره، ولم يجد أمامه سوى والدته التي كانت ومازالت رفيقة دربه وعكازه الذي يتوكأ عليه في الحياة.
واضاف: «لا أنسى فضل والدتي وتشجيعها الدائم لي، ولم أشعر باليأس يوما لغياب والدي الذي تركني ولَم اعرف ملامحه حتى الآن، علما بأنه مرب فاضل وناظر سابق ربى أجيالا عديدة».
ولَم يكن التفوق أمرا غريبا على بندر، حيث نال جائزة الأمير في الإبداع والتفوق حينما كان في الصف الخامس.
وتمنى أن يدرس في جامعة اوكسفورد ليصبح أستاذا جامعيا في اللغة الانكليزية، لافتا إلى صعوبة الاختبارات، لا سيما الرياضيات والفيزياء.

ترتيب الأولويات
من جهتها، اهدت الطالبة المتفوقة هبة محمد المطيري، من ذوي الاعاقة الحركية البسيطة، التي نالت الترتيب الأول على الكويتين في مدارس التربية الخاصة من مدرسة الرجاء الثانوية للبنات – القسم العلمي بحصولها على %95.08، نجاحها إلى سمو أمير البلاد وولي عهده الامين ولوطنها الكويت «وعلى وجه الخصوص لوالدتي الحبيبة التي عانت معي في الاختبارات النهائية ووالدي، وأعضاء الهيئة التدريسية بمدرسة الرجاء».
وقالت ان مواظبتها على الصلاة وقراءة القرآن وتنظيم الوقت وترتيب الأولويات من أهم عوامل نجاحها التي ساعدتها على التغلب على بقية المعيقات بنفس واثقة وروح وثابة لبلوغ الهدف، لافتة إلى أن المشكلة الوحيدة التي واجهتها على الصعيد التعليمي كانت التوفيق بين الحصص العلاجية ودراستها.
وتمنت أن تسير على درب والدها لتحصل على شهادة الدكتوراه في مجال الإعلام والتصميم الجرافيكي،

أتطلع للطب
من ناحيته، قال الطالب عبدالله عابد حمد الابراهيم، السابع على مدارس التربية الخاصة من مدرسة الرجاء الثانوية – بنين «علمي» وحصل على %91.08، انه يتطلع إلى أن يصبح طبيب علاج طبيعي لخدمة المرضى، ومنهم ذوي الإعاقة، مثمنا دور مدرسته وكوادرها التدريسية الذين ساهموا في نجاحه ووفروا له ولأقرانه الاهتمام والرعاية.
وأهدى نجاحه الى والديه اللذين منحاه الثقة وقاما بتحفيزه على التفوق ليتحدى ذاته ويثبت بأنه ليس أقل من نظرائه الأسوياء .
واختتم حديثه موجها رسالة للمجتمع مفادها: «فلنكن في عيونكم، فنحن قادرون على العطاء والابداع مثلكم».

أزمة ثقة

رأت هبة المطيري، أن المتفوقين بشكل عام لا يتلقون الرعاية التي تليق بقدراتهم وتلبي احتياجاتهم، فما بالك بالمتفوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفة: «اعتقد أن المشكلة أزمة ثقة بقدراتنا، متى ما تلاشت سوف نتبوأ مقامنا المناسب، ونثبت للمجتمع جدارتنا بالاهتمام والرعاية والمسؤولية».

تجاوزت إعاقتي

تحدث بندر خضير، عن التحديات التي واجهته، فقال: نحن بطيؤون في الكتابة، وهذا الشيء لا يقدّره معظم الناس، الأمر الذي يضيع علينا درجات كثيرة، ولكن بحمد الله تم مؤخرا وضع اختبارات موضوعية، إضافة إلى أن إعاقتي أخرتني عاما كاملا حيث كنت في لندن لإجراء عمليتين، لذلك ضاع علي الكورس الأول، إلا أنني تجاوزت ذلك وتفوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى