المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

مثقفون على مقاعد المشجعين في المونديال

يبدو أن المثقفين لايمكن أن يكونوا كالأفراد العاديين حتى وهم يتابعون مباريات كأس العالم. يتقاطع الشغف الكروي والحماسة في تشجيع المنتخبات المفضلة، مع قراءاتهم وتفضيلاتهم الأدبية والفنية وخلفياتهم عن ثقافات الشعوب وآدابها وكتابها، فيستحضرونها وهم يتابعون المباريات، لذلك تبدو اللغة التي يكتب بها بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك، تعليقا على نتائج المباريات وعن فرحتهم وخيباتهم بنتائجها، لغة مختلفة بالنسبة لمشجعي لعبة شعبية.
المترجم المغربي محمد آيت حنا وضع سلسلة تغريدات يودع فيها كل منتخب يودع المونديال بأفضل ما قرأه من أدبه وسمعه من موسيقاه وشاهد من أفلامه- إن وجدت- لافتا النظر الى أن هذه الاختيارات أو التفضيلات شخصية جدا.
أما عبدالمجيد سباطة؛ الروائي المغربي، فخصص هاشتاغ «المونديال بعيون الأدب» ليختصر المواجهة الكروية ونتيجتها بعنوانين روائيين مثل (الأورغواي ضد البرتغال «أفواه الزمن» تلتهم «كواريشيما فكاك الرموز» وترمي بـ«كتاب اللاطمأنينة» إلى «ذاكرة النار»)
الكاتب والباحث السوري فاروق مردم بك ذكر بعض أصدقائه من مشجعي الأرجنتين وميسي بما كتبه عام 2014، مشاكسا إياهم ومبتهجا بفوز فرنسا على الأرجنتين:
قُلْ لمنْ ظَنَّ أنَّ ميسّي النَجاءُ
كَفْكِفِ الدَمْعَ لا يُفيدُ البُكاءُ
وإذا ما أضْناكَ داؤكَ فاشْرَبْ
مَتّةً، قد يكونُ فيها الشِفاءُ!
المترجم السوري ثائر ديب ذكّر بمقال لمحمود درويش «مارادونا.. لن تجدوا دماً في عروقه بل صواريخ»، واستحضر مواقف وانحيازات سياسية لأساطير كرة القدم مثل مارادونا وسقراط، ومقولات عن كرة القدم لبورخيس وبازوليني وشيللر وكامو. استعارات الأقوياء والضعفاء

الشاعر محمد النبهان لفت النظر إلى أزمة ثقافية بانت أعراضها في شعارات المنتخبات العربية والمعلقين العرب على مباريات المونديال، الذين يستخدمون جمل الحروب والكر والفر و«الرجولة» في وصفهم لمجريات اللعب واللاعبين، إضافة للشعارات الترويجية للمنتخبات العربية والتي تلقبهم بالصقور والنسور والأسود رغم ضعف مستوى المنتخبات، وقال «الضعيف وحده يبحث عن الأمثلة والتشبيهات البطولية والأفلام الهندية الخيالية، لأنها تشبع هذا الفراغ الحقيقي في إثبات وجوده الإنساني» في حين المجتمعات الأخرى المتطورة على المستوى الإنساني ومستوى اللعبة، تختار كما قال شعاراتها بشكل مغاير، ومنها على سبيل المثال:
البرازيل: أكثر من خمس نجوم، 200 مليون قلب.
كولومبيا: من أجل حُلم واحد، 3 ألوان و50 مليون قلب.
كرواتيا: بلد صغير وأحلام كبيرة.
إنكلترا: عودوا إلينا منتصرين.
فرنسا: قوتكم هي شغفنا! إلى الأمام أيها المنتخب الأزرق!
آيسلندا: فلنحوّل حلمنا إلى حقيقة.
روسيا: العبوا بقلب منفتح.
السنغال: المستحيل ليس سنغالياً.
سويسرا: أربع لغات، أمة واحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى