محطات من حياة أول وزير مالية للمملكة: استدعاه الملك عبدالعزيز للعمل لديه بعدما سدد ديونه وهكذا كان يؤمّن احتياجات الحكومة

قال أحمد نجل الراحل عبدالله السليمان، أول وزير للمالية في السعودية بعد توحيد المملكة عام 1932م، إن أسرته كانت فقيرة وكان والده برا بوالديه وخاصة أمه، حيث كان يغسل ملابسها. وأضاف أن والده كانت عليه ديون في البحرين عندما كان يعمل في التجارة، ولما طلبه الملك عبدالعزيز للعمل عنده وعلم أن عليه ديونا سددها عنه.

وأسند الملك عبدالعزيز عام 1927 لعبدالله السليمان مهمة الإشراف على مديرية المالية بعد أن نال ثقة الملك، وفي عام 1932 أصبح أول وزير للمالية، وكانت الوزارة تشرف على الحج والزراعة والبلديات والمواصلات، وتميز في إدارتها رغم الميزانية المحدودة وشح الإيرادات.

وقال أحمد الحمدان، رئيس مركز المسئولية الاجتماعية بالغرفة التجارية بجدة وأحد أقارب الراحل، إن والده حدّثه أن عمه محمد السليمان (أخو الراحل) كان يعمل لدى الملك عبدالعزيز في الرياض، وذهب عبدالله السليمان لزيارة محمد ورآه الملك عبدالعزيز وسأل محمد: “أخوك عبدالله ما يشتغل عندنا؟”، إلا أن عبدالله رد على أخيه بأنه لا يريد العمل في الحكومة ومرتاح في التجارة.

وأضاف، في لقاء ببرنامج “الراحل”، أن الأيام مرت ولما مرض “محمد” وفقد السمع طلب من أخيه “عبدالله” العمل مع الملك عبدالعزيز، وتزامن ذلك مع حدوث نكسة في تجارتهم، فذهب وعمل مع الملك عبدالعزيز، مؤكدا أن الأمر لم يكن صدفة، لأن الملك يعرف الرجال على حقيقتهم.

وأوضح الحمدان أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك إيرادات سوى الزكاة وكان السليمان يضطر أحيانا إلى الاقتراض من التجار والعوائل المنتجة، وبيّن أن الشيخ عبدالوهاب مؤمنة شيخ النحاسين في مكة أبلغه أن عبدالله السليمان كان يصدر أوامر بتأمين احتياجات الحكومة، وأنه في إحدى السنوات تأخرت “المالية” في السداد لمؤمنة.

وأشار إلى أن مؤمنة تلقى اتصالا من “المالية” بأن يحضر حساباته فذهب إلى عبدالله السليمان بالحسابات، فإذا به يرفض ما قدم له، وقال لمؤمنة عدّل الحسابات، فعاد مؤمنة إليه بعد أسبوع بنفس الورقة، وقال: هذا حسابي لن يتغير، فأخذ السليمان قلما وضاعف المبلغ، وقال له: هذا حسابك، وفاءً لهم ومكافأة لمدة الانتظار.