المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

شعر

“محطة “

بقلم/ وسيلة الحلبي

أنا يا سيدي عندما أحببتك
نسيت أنني امرأة شرقية
لذا… غامرت، وجاهرت،
وكابرت وحاربت،
وظننت أنني انتصرت

أنا يا سيدي عندما أحببتك
نسيت أن المرأة في بلادي
تدفن حية
فتمشي على الأشواك
حافية القدمين،
بيدها المقلاع والحجر
وفي خاصرتها رضيع
من الجوع يحتضر
وفي رأسها ألف فكرة وفكر

تدافع عن أرضها، عن قدسها،
عن شرفها، عن عرسها المنتظر
تجوب المدينة، تجوب القفار
لتقضي على الصهاينة الأشرار
وتنجب من رحم فلسطين
أطفالها الأبطال.

أنا يا سيدي عندما أحببتك
نسيت أن الهوى في بلادي هواء
فوقفت في وجه الريح
أضخ هواك بقلب جريح
وأسعد كلما قالوا لي:
إن فتاي من لوعة العشق طريح
وأنه كلما غنت فيروز
(عن جارة الوادي)
يجترع من صوتها
بوح الحمام الجريح.

أنا يا سيدي عندما أحببتك
نسيت أن الحب،
حب تبعثره عصافير نزواتك
فصرت أنثرك بالجنان
وأصمُّ أذني عن قول
كل واش أو فتّان
فلا أعبأ بما تخبئه الأيام
من هزائم وخذلان.

ألا يكفي هزائمنا الداخلية،
وانقساماتنا العشائرية
وخذلاننا أمام أعدائنا.
وبقر بطون أمهاتنا،
وقتل الشيوخ في بلادنا.
متى نثأر لانهزاماتنا،
متى نسترد أرضنا
لن. لن.. يهدر دمنا.
متى نصلي في قدسنا..

حينها سيكون للحب
يا سيدي لون آخر
وطعم آخر
أتدري لماذا …؟
لأنك ستكون رجلاً من النار
منثوراً فوق كل جدار
منتشياً بلذة الانتصار
توحد الواحد القهار..

أنا يا سيدي عندما أحببتك
نسيت أن السكن في الجبال
أسهل من العثور
على كلمة صدق
وأن السباحة في بحر هائج
أسهل من السباحة في الظن.

ظننت أننا سنأكل
من زيتون جنين
ومن برتقال غزة
ومن تفاح نابلس
ويا قطين يافا
وأننا يوماً سنحتضن
سور عكا العظيم
وننسى الظلم اللئيم
وأيام التشريد والجوع
والعطش والعتمة
وشهداؤنا
تاج فوق الجبين
ظننت أنني بحبك
سأهشم رأس صهيون اللعين.

أنا عندما أحببتك يا سيدي..
نسيت أن بعض الرجال الأغبياء
يخونون مع مرتبة الشرف
مقابل حفنة من مال.
خانوا الوطن.
خانوا الأبرياء في أرض الشرفاء.
ساهموا في تخريب الديار.
ولكنني أحبك سيدي..
لأنك مع الأطفال ترمي الحجر.
ومع النساء تصنع حزام النار
وتدخل وسط المعركة
لتستشهد عاشقاً للقدس
وفلسطين،
للأرض ولكل الشرفاء.

حينها أحبك سيدي..
لأنك شهيد الوطن
شهيد الفداء
تذود عن الأرض والعرض
وعن كل النساء.

* سفيرة الإعلام العربي
*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى