المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

محمد الشارخ يسلّم 6 آلاف كتاب لمكتبة الكويت الوطنية

أثنى ‏نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح على المبادرة التي قام بها العم محمد ‏الشارخ والمتمثلة بتسليمه جزءا من كتبه ومقتنياته الثمينة ثقافيا والتي تحتوي على جميع أنواع المعارف إلى مكتبة الكويت الوطنية.

كلام الجراح جاء في تصريح صحافي عقب جولة قام بها في المكتبة على هامش رعايته الحفل الذي نظم أمس لتسليم حوالي 6 آلاف كتاب من مكتبة الشارخ للمكتبة الوطنية، بحضور أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة ومشاركة عدد من المهتمين والمتابعين للشأن الثقافي.

وقال إن هذا العطاء السخي الذي تمثل بإهداء المكتبة الوطنية هذا الكم من الكتب الثمينة والمتنوعة والذي يهدف إلى دعم الثقافة لدى المجتمع الكويتي، ليس غريبا على الكويتيين ويمثل عطاءهم تجاه وطنهم في مختلف المجالات.

‏وأشاد الجراح بما تقدمه المكتبة الوطنية والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في سبيل توسيع آفاق المعرفة وما يبذلانه من جهود لإثراء الحياة الثقافية في الكويت.

من جهته توجه المدير العام لمكتبة الكويت الوطنية كامل العبدالجليل بالشكر إلى محمد الشارخ على إهدائه مكتبته الخاصة وقال إنها مكتبة ثرية ذات تنوع وشمول وكثافة في محتواها ورصيدها القيم من مصادر عديدة، لافتا إلى أن المكتبة يربو عددها على ستة آلاف عنوان لكتاب كمرحلة أولى، وسيهدي المكتبة الوطنية في المرحلة الثانية ألفي عنوان لكتاب، مشيرا الى أنه إذا حسبت بعدد الكتب أو المجلدات فالأعداد تزيد عن ذلك بكثير.

وذكر العبدالجليل عطاءات الشارخ لافتا إلى أنه أدرك مدى أهمية وقيمة تحديث لغتنا العربية، والمساهمة في إطلاقها المتطور في عالم البرمجيات وتقنية المعلومات والمعرفة الإلكترونية، فأنشأ في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، مشروع برامج صخر، لخدمة الأطفال والناشئة والشباب بتوفير برامج علمية وثقافية ومعرفية باللغة العربية.

وأضاف أن عطاءات الشارخ لم تتوقف فلقد كان من المبادرين لتأسيس منظمات حقوق الإنسان العربية، وأسس مشروع «كتاب في جريدة» بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وله في عالم الأدب نصيب وافر، مشيرا إلى أن لدى الشارخ قناعة راسخة بضرورة دعم المكتبة الوطنية دفعته إلى هذا الإهداء والتعاون المقدر له، لتعميم الاستفادة المجتمعية القصوى من مكتبته الخاصة لينتفع بها الجيل الحاضر والقادم.

وأوضح العبدالجليل أن المكتبة المهداة ستخضع إلى العمليات الفنية المكتبية اللازمة، وتحظى بموقعها المميز ما بين المكتبات الخاصة التي بلغ عددها تسع عشرة مكتبة أهلية عدا المكتبات المهداة من الجهات الحكومية والخاصة، برصيد وصل إلى 59 ألف عنوان للكتب المتوافرة في المكتبات الخاصة، مشيرا الى أنه بلغ الرصيد الإجمالي لمجموعات الكتب في المكتبة الوطنية إلى 403 آلاف كتاب وفي نمو وازدياد مضطرد.

بدوره اعتبر أمين عام رابطة الأدباء طلال الرميضي ان تسليم المكتبة الخاصة للأديب محمد عبدالرحمن الشارخ إلى مكتبتنا الوطنية الرسمية في الكويت هو أمر مفرح وجميل وله عدة دلالات ومنها أن الكويت فيها رجالات لديهم الاعتناء الكبير بجمع الكتب الورقية بالرغم من التطور التكنولوجي الهائل في عصر العولمة.

وأضاف الرميضي أن الشارخ هو قامة ثقافية تعتز الكويت بمثله حيث له عطاءات كثيرة منها دوره الكبير في تعريب الحاسب الآلي منذ عام 1982 عبر شركته كمبيوتر صخر التي لها بصمة كبيرة في خارطة الثقافة العربية ولايزال أيضا يشرف على مواقع أرشيف المجلات العربية القديمة الذي يعتبر أكبر موقع إلكتروني يخدم المجلات العربية عبر تصويرها وإتاحتها للمتلقي بالمجان وهذا الجهد الكبير والمال المصروف يهدف من خلاله لدعم لغة الضاد التي عشقها منذ صغره ولايزال بارا بها بكل أمانة وعطاء وإبداع.

وأكد أن هذه المبادرة الكريمة من الشارخ الذي أهدى جزءا عزيزا من قلبه وعقله لزوار المكتبة الوطنية حتى يتعرفوا على ذائقة أستاذنا القدير في القراءة وبعضا من جوانب شخصيته الكريمة وهذه الكتب هي كنوز لا تقدر بثمن ولها ذكريات جميلة معه.

‏ومن جهته تحدث العم محمد الشارخ عن أهمية إثراء المكتبة الوطنية بالكتب القيمة قائلا: إنه ليس سهلا ان يتخلى المرء عن ممتلكاته العزيزة عليه فكل كتاب اشتراه او نقله او اقتناه من مكان ما يشكل جزءا منه بل هو تركته التي يود أن تبقى إلى الأبد.

‏وأضاف: «سئلت مرة ماذا تستفيد من القراءة فقلت إنها هوايتي والكتب هي ممتلكاتي وأنا مستعد اليوم أن اترك هذه الممتلكات للمكتبة الوطنية لتشكل إضافة للمكتبات الموجودة من الرعيل الأول وتكون مدخلا للتبرع بالكتب ‏من المكتبات الموجودة حاليا ومن الأشخاص الذين يقتنون الكتاب الثمينة».

ولفت الشارخ إلى أنه ومن خلال عمله في المجال الإلكتروني لاحظ اتساعا في مجال الـ e-Books أو الكتاب الإلكتروني ولكن ذلك لم يقلل من استخدام الكتب الورقية ولم تتأثر هذه الكتب كثيرا أو ربما أبدا بانتشار الكتب الإلكترونية كما تأثرت الصحافة من وسائل التواصل الاجتماعي.

‏وأشاد بالاهتمام الذي توليه دول الخليج العربي للقراءة والمكتبات لافتا إلى انه في زيارته الأخيرة إلى دبي اطلع على المكتبة الوطنية المزمع إنشاؤها وهي على مساحة مليون قدم مربعة ومن المقرر أن تحوي ‏مليونا ونصف مليون كتاب مطبوع واكثر من مليوني كتاب إلكتروني وهي تهدف إلى تشجيع القراءة بشكل عام.

‏وعاد بالذاكرة إلى حصص القراءة في المدرسة والحصص التي كانت مخصصة لدخول المكتبة التي من المؤسف أنها لم تعد موجودة او لم تعد نشطة في مدارسنا حاليا، وقد كانت تخصص لتعويد الأبناء على القراءة التي كانت ولا تزال مسؤولية اجتماعية فهي ليست لاستكمال المعلومة العلمية فقط وإنما للاثراء الثقافي بشكل أساسي.

‏وشكر الشارخ نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح على حضوره ورعايته حفل تسليم المكتبة لافتا الى انه يدل على اهتمامه بهذا الجانب الثقافي شاكرا جميع الحضور على تلبيتهم الدعوة وعلى اهتمامهم بالجوانب الثقافية وبما يخص اللغة ‏العربية الأم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى