ازدانت العاصمة العمانية مسقط بمهرجانها تحت شعار «لنحتفل معًا»، الذي انطلق في 18 من الشهر الجاري ويستمر حتى 10 فبراير المقبل، ويحتفل هذا العام بمرور 20 عاما على انطلاقته، الأمر الذي جعله يظهر في صورة مغايرة ومميزة عن الأعوام السابقة، وذلك من خلال الفعاليات والأنشطة المختلفة التي تشمل فعاليات متنوعة تناسب جميع الفئات العمرية، وهو من تنظيم بلدية مسقط ومساهمة عدد من الجهات الحكومية والخاصة، حيث تم تكثيف الجهود خلال هذا العام على المهرجان والتركيز على الجانب الإعلامي من قبل وزارة الإعلام العمانية، التي استقطبت عددا كبيرا من الإعلاميين من الخليج والوطن العربي وحتى العالمي.
انطلق المهرجان في يومه الأول بمتنزه النسيم من خلال عدد من الفعاليات التي تقام بشكل يومي، والتي ضمت مسرح الطفل والقرية التراثية والعرض الصيني لمجموعة متنوعة من المجسمات، بالإضافة إلى المعرض الاستهلاكي ومتنزه فنون التسلية، والفرق الشبابية والفنون.
قرية تراثية
واحتضنت القرية التراثية ركن البيئة البدوية التي تقدم العديد من الفنون التراثية، وكذلك ركن بيع التراثيات والحرفيات، إلى جانب ركن البيت التراثي مع مسرح للفعاليات اليومية المختلفة والتي تقدم الفنون التراثية، وتحتوي القرية على ركن خاص بالأفرا ح والمناسبات، وقامت اللجنة المنظمة بتخصيص خيمة للمعرض الاستهلاكي تضم 358 محلا تحتوي مختلف المعروضات والمنتجات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي يديرها الشباب العماني ليكون لهم دور من خلال مهرجان مسقط في التسويق لمنتجاتهم.
جوانب ترفيهية
يضم متنزه فنون التسلية ألعابا كهربائية وهوائية جديدة لمختلف الفئات العمرية التي توفر جانبا ترفيهيا متميزا للأسر وأطفالهم، حيث تجمع بين التسلية والمغامرة في أجواء يسودها المرح والتشويق، ويقدم المسرح المفتوح العديد من الفعاليات الفنية والاكروبات العالمية، وعروضا فكاهية وشخصيات كرتونية، بالإضافة الى عروض رقص فلكلورية من الهند والجزائر وأوروبا، وإقامة 3 حفلات غنائية لعدد من المطربين العمانيين.
وتشارك في المتنزه 20 فرقة شعبية وحماسية من مختلف ولايات السلطنة تعكس فنونها التقليدية والحضارية، وتقدم الشلات بكل أنواعها وأشكالها التي تتمثل في الرزفة واليولة والعازي والشلات التراثية الوطنية، التي نالت إعجاب العديد من الزوار المحليين والقادمين من خارج السلطنة لمشاهدة فعاليات المهرجان.
متنزه العامرات
فعاليات المهرجان لم تقتصر على متنزه النسيم فقط، بل احتضن متنزه العامرات أيضا عددا من الفعاليات والأنشطة المختلفة لمشاركة المواطنين من المناطق الأخرى، وتميزت هذه الفعاليات بالحضور والمشاركة بشكل لافت، خاصةً من فئة الشباب العماني الذي حرص على الحضور والمشاركة في المهرجان، سواء من خلال مشاهدة الفعاليات أو المشاركة في المعارض والقرى التراثية الموجودة هناك.
وشهدت فعاليات متنزه العامرات تغطية إعلامية كبيرة، خاصةً التلفزيون العماني الذي حضر في المتنزه من خلال استديو نقل مباشر لأنشطة المهرجان، الذي يأتي بطابع تراثي يعكس جمالية الحياة البسيطة في السابق للإنسان العماني، الذي احترف وامتهن بعض المهن الصعبة التي لا يزال لها وجود في الوقت الحالي.
وضمن الاحتفال بمهرجان مسقط، قال مساعد رئيس اللجنة الرئيسية المنظمة لدورات مهرجان مسقط، خالد بهرام، إننا نسعى في المهرجان وفي كل الدورات المتعاقبة أن نقيم الفعاليات لكل دورة، ومن ثم في الدورات القادمة نعمل على أن نستعرض كل الفعاليات التي أقيمت، ونبحث في جانب التقوية لبعض الفعاليات وإضافة أخرى.
وشدد برهام على أنه في كل دورة من دورات المهرجان تحرص اللجنة على وضع بعض الاقتراحات أثناء التحضيرات، مبينا أن هناك إضافة لبعض الفعاليات والأنشطة خلال هذا العام، حيث ان هذه الإضافات تمت بناء على الاستبيانات التي أجريت في المهرجان الماضي لعدد من الزوار، والتي أصبح لها قبول كبير لدى الجميع.
تحدي الاستمرارية
وذكر برهام أن المهرجان محلي، لكنه يستقطب عددا من الزوار من دول مجلس التعاون، خاصة أنه يقام في فترة إجازة المدارس في دول مجلس التعاون، مما يجعل زيارة السلطنة بشكل عام، والمهرجان بشكل خاص، أمرا سهلا لكل الخليجيين، لافتا إلى أن التحدي الكبير هو استمرارية هذا المهرجان والإنفاق على فعالياته، الأمر الذي جعل اللجنة المنظمة تضم القطاع الخاص في تنظيم بعض الفعاليات منذ العام الماضي كشراكة، إضافة إلى أن هناك عددا كبيرا من الشركات في هذا العام بادرت بتقديم بعض الفعاليات.
دعم السياحة
أما المدير العام المساعد لشؤون الاعلام الخارجي محمد البوسعيدي، فأكد أن شعار المهرجان «لنحتفل معًا» يأتي للاحتفال بهذا العرس الخليجي والمشاركة به متاحة للجميع، مشيرا إلى أن المهرجان يحظى بسمعة جميلة في الخارج، وأيضا له متابعوه سواء على المستوى الشعبي أو المؤسسات الإعلامية المختلفة، موضحا أن هناك تواصلا وتعاونا مستمرا بين الإعلام العماني ووسائل الإعلام في مختلف الدول، خاصة في دول مجلس التعاون، التي تسعى إلى الترويج في عدة مجالات متعلقة بالسلطنة، وليس فقط على مستوى مهرجان مسقط.
