المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

«مكافأة» الشيخ خالد السعيدي خصم 5 أيام من راتبه لكلمة ألقاها موظف «بيت الزكاة» في مسجده بالجهراء

لم يكن الإمام الشهير صاحب الصوت العذب في وزارة الأوقاف الشيخ خالد السعيدي يعلم أن كلمة ألقاها موظف في لجنة «بيت الزكاة» الكويتي داخل مسجده الذي يؤم المصلين فيه بمنطقة الجهراء سيكلفه خصم خمسة أيام من راتبه من دون تحقيق أجري معه من قبل إدارة المساجد، وسط تذمر من عدد من الإئمة أن ينالهم العقاب نفسه على فعل لا يعد في نظر قانون العمل الخيري جريمة…

وذكرت مصادر في وزارة الأوقاف أن «الشيخ السعيدي والذي كان لسنوات يتولى الخطابة في المسجد الكبير، والمعروف في المجتمع الكويتي والعربي بوسطيته واعتداله في الطرح الديني، ويتميز بحلاوة الصوت لدى قراءته القرآن الكريم، وهو من الأئمة المُعينين الذين رفضوا مناصب إدارية كبيرة عُرضت عليه من أجل شغفه بالعمل الدعوي والخيري التطوعي تفاجأ بخصم خمسة أيام من راتبه وهو ما يساوي مبلغ 365 ديناراً من دون أن يعلم الأسباب التي تسببت في هذا الخصم».

وذكرت المصادر أنه «لدى مراجعة الشيخ السعيدي للإدارة المالية في وزارة الأوقاف أُخبر أن خصم الأيام الخمسة من راتبه جاء (عقاباً) له من قبل وكيل المساجد القائم بدور الوكيل المالي وليد شعيب، لأنه سمح لموظف في (بيت الزكاة) بإلقاء كلمة في مسجده الكائن بمنطقة الجهراء عقب صلاة الجمعة لحث المصلين من المواطنين والمقيمين على إخراج زكوات أموالهم لإنفاقها في أوجه الخير التي يقوم عليها بيت الزكاة».

وتساءلت المصادر «إذا كان بيت الزكاة جهة حكومية تتولى مهمة الإشراف عليه وزارة الأوقاف فما الضير من إلقاء كلمة لموظف فيه داخل المسجد؟، وما ذنب الشيخ السعيدي في ذلك؟، وهل كان مطلوباً منه أن يرفع صوته في المسجد ويقوم بمنع من انبرى لتوجيه كلمة في جموع المصلين غير عابئ بما يمكن أن يؤدي إليه صنيعه هذا من جلبة في حرم العبادة؟».

وأبدت المصادر تعجبها من أن «حسم خمسة أيام من راتب الشيخ السعيدي جاء من دون سابق إنذار أو تحذير أو حتى استدعاء للجنة تحقيق في ما حصل»، معتبرة أن «هذا الأمر يُعد تعسفاً وترصداً في حق شيخ مشهود له بالكفاءة في وزارة الأوقاف وفي أوساط المواطنين والمقيمين».

من جانبهم أعرب عدد من أئمة المساجد عن تخوفهم من أن ينالهم نصيب من عقاب وكيل المساجد جراء ما اعتبره ذنباً استحق الحسم من راتب الشيخ السعيدي، لاسيما وأن وجود أعضاء من بيت الزكاة واللجان الخيرية المعتمدة في مساجد الكويت كافة يتم بشكل دوري، وكثيراً ما يقومون بتوجيه كلمات في جموع المصلين.

وناشد الأئمة وزير الأوقاف محمد الجبري التدخل لرفع ما وصفوه بالظلم الذي يقع عليهم بين الحين والآخر، وهو المعروف عنه حب الخير والفزعة للمظلوم نصرة أئمة المساجد أصحاب الصوت النابض الذي يصدح على المنابر يعلو بدعوة الناس إلى الدين القيم بوسطية واعتدال، حتى لا تهتز كلماتهم ولا ترتعش رسالتهم من أناس يضعونهم تحت أعين الرصد فيتصيدون أشياء لا يجرمها القانون ولا يحرمها القائمون على العمل الخيري في البلاد، فينالهم إيقاف من الخطابة تارة أو حسم من الراتب تارة أخرى، وهو ما لا يليق بمكانة الخطباء ومنزلتهم.

وطالب الأئمة الجبري بأن يفتح تحقيقاً في واقعة الخصم من راتب الشيخ السعيدي، للوقوف على الأسباب التي دعت وكيل المساجد لاتخاذ قراره هذا وإن كان أقدم عليه بعد تحقيق فليرسل لكم صورة منه، وإذا كان هناك قرار يمنع موظفي بيت الزكاة والجمعيات الخيرية من إلقاء كلمات في المساجد فأين هذا القرار؟

وأبدى الأئمة تعجبهم من أن هذا العقاب يأتي في وقت يشجع فيه الوزير الجبري المواطنين كي ينخرطوا في الالتحاق بالعمل الدعوي، ويحث كل من يجد في نفسه من المؤهلات ما يجعله داعياً أو خطيباً الانضمام لقافلة الخطباء، فكيف يتسنى له تحقيق هذا والدُعاة يشعرون بعدم الاطمئنان والخوف من عقاب (جائر) على عمل لا يستحق العقاب» بحسب ما ذكرت صحيفة”الراي”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى