المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

مليارديرات التكنولوجيا.. «بارونات» الصحافة الجدد

مارك ولين بينيوف هما أحدث رجال الأعمال الجدد الذين يراهنون على وسائل الإعلام القديمة من خلال شراء مجلة تايم الأميركية بقيمة 190 مليون دولار. فهل تؤول ملكية وسائل الاعلام في العالم إلى أباطرة التكنولوجيا الحديثة؟
في شهر فبراير الماضي، خسرت مجلة تايم مقرها الرئيسي في مانهاتن السفلى. وبدا أن أشهر مجلة أميركية تتجه نحو سلة مهملات التاريخ، لتصبح الضحية التالية للعصر الرقمي.
الآن، ها هو العصر الرقمي يتقدم لإنقاذها!

مؤخراً، اشترى مارك بينيوف الملياردير ومؤسس شركة Salesforce لخدمات البرامج، وزوجته لين، مجلة تايم مقابل 190 مليون دولار. وجاءت عملية الشراء بعد عام واحد فقط من حصول عائلة الناشر «ميريديث» على ملكية المجلة التي تبلغ من العمر 95 عاماً.
وقد سادت حالة من الابتهاج في مكاتب المجلة الأسبوع الماضي عندما أخبر رئيس التحرير إدوارد فيلسنثال الموظفين بنبأ البيع.
وقال فيلسينثال لصحيفة «كولومبيا»: «كنا نعرف منذ البداية – وكان مارك ولين قد قالا الشيء نفسه علانية – أن هذه الصفقة مناسبة تماماً». ولكن بمجرد أن يتلاشى التصفيق، فلا تزال هناك أسئلة كبيرة يتعين الإجابة عليها، فهل ما زالت ثمة مساحة فعلية لمجلة إخبارية أسبوعية في عصر يحمل فيه العالم كل الأخبار التي يحتاج إليها – مع تحديثات متواصلة باستمرار – على هاتفه المحمول؟ وهل هو أمر محمود أن يصبح مليارديرات التكنولوجيا هم بارونات الصحافة الجدد؟

علامة تجارية
هكذا ينضم بينيوف إلى مجموعة من مليارديرات التكنولوجيا الذين راهنوا أخيراً على وسائل الإعلام القديمة، من أمثال جيف بيزوس الذي اشترى صحيفة واشنطن بوست، ولورين باول جوبس أرملة صاحب شركة أبل ستيف جوبس، حيث تمتلك أغلبية أسهم مجلات «أتلانتيك»، وباتريك سون شيونغ الجراح ورجل الأعمال المختص بالتقنيات يمتلك صحيفة لوس أنجلوس تايمز.
فهل يرى هؤلاء الأثرياء شيئاً لا تراه وسائل الإعلام ولا وول ستريت؟ يعتقد سمير حسني مدير مركز ابتكار المجلات في جامعة ميسيسيبي، وهو المعجب بالطباعة لدرجة أنه يُعرف باسم «السيد ماغازين»، أن الإجابة هي نعم.
ويقول ان «هؤلاء الناس يقدرون وسائل الإعلام التقليدية أكثر بكثير من الناس الذين يعملون فيها».
ويرى جيف غارفيس، الذي عمل لمجلة تايم لمدة عشر سنوات ويعمل الآن مديراً لمركز Tow-Knight للصحافة التجارية، في حديث لصحيفة أوبزرفر اللندنية، أنه بإمكان أقطاب التكنولوجيا أن يجلبوا شيئاً تحتاجه صناعة الأخبار بشدة، ألا وهو الأفكار الجديدة.

منظور جديد
ويجادل غارفيس بأن شركة Salesforce Benioff من الخبراء في برنامج إدارة علاقات العملاء CRM، وهو الأمر الذي تحتاجه أي مؤسسة إخبارية، وأمازون تعرف عملاءها بطرق تحلم بها معظم المؤسسات الإعلامية. «فهؤلاء يمتلكون الخبرة التي يمكن أن تفيد الصناعة حقاً، والأمر لا يتعلّق فقط بالمال، الأمر يتعلّق بمنظور جديد ومهارات جديدة».
ويرى انه «في عالم يستطيع فيه القارئ في نيويورك الحصول على أخباره من صحيفة غارديان أو برلينير أو صحيفة نيويورك تايمز، فإن المجلة الأسبوعية سوف تكافح بغض النظر عمّن يقف وراءها».
ويبدي كايل بوب محرر كولومبيا ريفيو للصحافة ومدير التحرير السابق في نيويورك أوبزرفر ونائب رئيس تحرير مجلة كونديناست بورتفوليو، حذراً أكبر، قائلاً «إنه ليس العصر الذهبي للمجلة الأسبوعية المطبوعة».

أجندات خاصة
ويبدو ان البيئة الحالية تعيدنا إلى أيام بارونات الصحافة، مثل ويليام راندولف هيرست ابن المليونير وصاحب مناجم الفحم الذي أسس أكبر سلسلة صحف في الولايات المتحدة، أو روبرت ميردوخ، حيث استخدما مطبوعاتهما لخدمة أجنداتهما الخاصة.
حتى الآن، كان الأثرياء الجدد – في المقام الأول – المالكين الجيدين. فقد استثمر بيزوس بقوة في صحيفة واشنطن بوست وأوفى بوعده بعدم التدخل في قرارات هيئة التحرير. ولكن ذلك قد لا يسير على ما يُرام الى ما لا نهاية. إذ يمكن تخيُل حدوث تصادم (وهو أمر حتمي) بين إدارة التحرير ومصالح المالكين من الأثرياء.
وهناك، أيضاً، أمثلة على رجال أثرياء يشعرون بالضجر من «ألعابهم الجديدة» وضغوط إدارة شركة إعلامية. فمثلاً، أقدم الملياردير جو ريكيتس على إغلاق صحيفتي Gothamist وDNAinfo اللتين كان يمتلكهما، لأن هيئتي التحرير اتفقتا على الاندماج في صحيفة واحدة. وقرر المليونير بيتر باربي وريث شركة VF Corporation لبيع التجزئة إغلاق صحيفة Village Voice الإلكترونية بعد ان سبق أن أوقف نسختها الورقية.
لقد كان امتلاك الاثرياء لوسائل الإعلام يثير القلق دائماً، ويرى بوب ان مثل هذا الاتجاه «يقول شيئاً عن حال الصحافة هذه الأيام، مفاده أن مال الأثرياء هو ملاذها الوحيد».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى