المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

مهندسة الديكور Melissa Charlier: الأسلوب «المينيمالست» يعزز التجارب في المساحات الداخلية المعيشية

المصدر: سيدتي.

مهندسة الديكور البلجيكيّةميليسا تشارلييه  Melissa Charlier مقيمة في دبي منذ عام 2015؛ وهي تُعرف بالأسلوب «المينيمالست» الذي يميّز مشاريعها السكنيّة، وبنسج بيئات هادئة في إمارة دبي الصاخبة. تعاين تشارلييه عن كثب التحوّلات في الإمارات العربية المتحدة؛ الدولة التي انتقلت من كونها مقرّ للعمل حيث يأتي الناس لكسب الرزق، إلى مستقرّ حيث يعتبرها الوافدون «موطنهم»، الأمر الذي ينعكس على مشهد التصميم الداخلي وتجديد الشقق والمنازل. وتشعر بالامتياز لكونها تساهم في هذا التغيير، في ميدان التصميم الداخلي. في الحوار الآتي نصّه، تتحدّث المهندسة لـ«سيدتي» عن النشأة وأعوام الجامعة والأسلوب الذي تتبعه في أعمالها والتحدّيات…

حصلت على درجة جامعيّة في التصميم من جامعة «توماس مور للعلوم التطبيقيّة»؛ ماذا بقي من أعوام الدراسة الجامعيّة معك في دبي؟
لطالما كنت مهتمّة بالتصميم والعمارة، في أعوام النشأة، لذا عندما قرّرت نيل درجة جامعيّة في التصميم الداخلي وتصميم الأثاث، شرعت في رحلة إبداعيّة ساعدتني على مستويات عدة، لأن التعليم لم يتعلّق بالديكور الداخلي فحسب، بل اشتمل أيضا ًعلى تصميم الديكور المسرحي وتطوير الأثاث وتصميم المنسوجات… منحني كل ّ ذلك قاعدة إبداعية وتقنيّة قويّة، القاعدة التي مكّنتني من القيام بما أقوم به اليوم. يجعلني دوري التصميمي في حالة دائمة من التعلّم والبحث عن أحدث الاتجاهات والأساليب والمواد الجديدة والتطوّرات.

ما هي الدروب التي سلكتها بعد التخرّج؟ وما الذي جاء بك إلى دبي؟
خلال أعوام الدراسة الجامعيّة، قمت بتدريب داخلي في شركة متخّصصة في تصميم الأثاث حسب الطلب، وحصلت على وظيفة في الشركة، فانخرطت مباشرة في عالم تصميم الأثاث، وتحديداً المطابخ الراقية، على صعيدَي التصميم والإنتاج. جعلتني التجربة أفضّل تصميم المطابخ، في أي مشروع أتولّاه. ثمّ، مع نموّ اهتمامي بأعمال أخرى، اكتشفت المزيد من الخيارات، كما أتيحت لي وظيفة ضمن مجموعة إستيه لودر Estée Lauder. كنت مستشارة نقل، في المجموعة، ما أكسبني فرصة التعرّف إلى جنسيات مختلفة ومتطلبات منازلهم. بعد أربعة أعوام من التخرّج، أسّست شركتي، وشرعت في السير في ميدان ريادة الأعمال. لكن، مع مرور الأعوام كنت أعلم أن بلجيكا لن تكون محطّة نهائيّة في مسيري، لكنّي لم أحصل على الفرصة المناسبة للمغادرة إلّا عندما عُرضت علي وظيفة في شركة متخصّصة في حلول المنسوجات المبتكرة وطباعة المنسوجات الكبيرة للأحداث والمناسبات. في تلك الفترة، التقيت أيضا ً بالرجل الذي أصبح زوجي. تعلّمت الكثير في مضمار صناعة الأحداث واكتسبت المزيد من البصيرة الإبداعية والمعرفة التقنيّة. ثمّ، بعد أن شرعت مع زوجي في شراء وتجديد شقّتنا في دبي، بدأت ألاحظ الأخطاء في التصميم الداخلي وأدركت أنه من المفترض أن أتبع حدسي. لذا، أنشأت «استوديو» التصميم HI Projects Design Studio في عام 2021.

تتصف مشاريعك بأنّها «مينيمالست»؛ ما هي أفكارك حول «أسلوب الحدّ الأدنى»، في ناحية التصميم؟
للإجابة عن سؤالك، أقتبس من لودفيغ ميس فان دير روه (مهندس العمارة الأميركي الألماني الشهير) العبارة الآتية: «الأقلّ هو المزيد»؛ أشعر أن «أسلوب الحد ّ الأدنى» في التصميم يتعلّق بإنشاء مساحات داخليّة هادئة ومميّزة بالبساطة والعمليّة، وأطمح إلى حمل بيئات هادئة إلى مدينة دبي الصاخبة.

هل تعتقدين أن «طراز الحدّ الأدنى» مناسب لمساحات دبي الداخليّة مترامية الأطراف؟
ليس الأسلوب التبسيطي خاصّ بحجم الفراغ المعماري، بل هو يقود إلى اختيار القطع للأخير، بصورة منطقيّة، وبهدف محدّد، وإلى تعزيز التجارب المعيشيّة في المساحات الداخليّة. يمثّل تصميم المساحة الضخمة حسب الطراز المذكور تحدّياً، على غرار تصميم المساحة المحدودة، فالأمر يرجع إلى وضع الأمور في المنظور الصحيح وإيجاد الطريقة الأفضل والأكثر عمليّة ً للتعامل مع سعة المساحة، من دون مبالغة.

في الشقق الأوروبيّة، لكل ّ من البساطة والوظيفيّة أهمّية قصوى. ماذا عن شقق دبي؟
أستطيع أن أشعر بالتحوّل في كيفيّة تعريف الناس للعيش في الإمارات العربية المتحدة؛ الدولة التي انتقلت من كونها مقر ّ للعمل حيث يأتي الناس لكسب الرزق، إلى مستقرّ حيث يعتبرها الوافدون «موطنهم». في هذا الإطار، يقوم المصمّمون في أنحاء الإمارات العربية المتحدة بتحويل مشهد التصميم الداخلي من خلال تجديد الشقق والمنازل، وجعلها مساحات داخليّة معاصرة ومُصمّمة بشكل جيّد. المساهمة في هذا التغيير، في ميدان التصميم الداخلي سريع الحركة والنمو ّ في دولة الإمارات العربية المتحدة هو امتياز كبير لي.

كيف تقاربين المشروع السكني قبل البدء في تصميمه؟
نقطة الانطلاق هي الاستماع إلى الناس الذين سيعيشون في المساحة، وسيختبرونها، وليس المنزل. مداخلات أصحاب المشروع وتعليقاتهم مهمّة لتطوير مفهوم يتناسب في نهاية الأمر مع أسلوب حياتهم.

هل من مصادر مؤثّرة بأعمالك؟
لطالما تأثّرت بالأنماط التي تركّز على استخدام المواد الطبيعيّة بشكل أساسي والدرجات اللونيّة المخفّفة والأنسجة الناعمة والأثاث الخالد والقطع المميّزة والنباتات خضراء اللون. لا أرغب في تصنيف أسلوبي، لأن مفهوم التصميم يتطوّر بناءً على متطلّبات العملاء وتفضيلاتهم، التي أنجزها في تصاميمي. يتعلّق الأمر بإيجاد التوازن الصحيح.

يتكرّر حضور اللمسات الطبيعيّة خضراء اللون في غالبيّة مشاريعك؛ هل تعتبرين أن نباتات الظلّ هي إضافات للمشاريع أم دعائم أساسية؟
أحبّ إضافة اللمسات الطبيعيّة خضراء اللون إلى الديكورات الداخليّة، فهي تجعل المنزل يبدو كأنّه بيت. تجلب النباتات الطبيعيّة الحياة، فيما الزهور تملأ المكان نضارةً. تمثّل نباتات الظل ّ اللمسة الأخيرة التي تقوم عادةً بتجميع كل العناصر معاً في وحدة تصميميّة متماسكة. لذا، أود ّ أن أقول إن نباتات الظل ّ هي دعائم أساسية.

تقول كوكو شانيل إن «التصميم الداخلي هو المظهر الطبيعي لروحك»؛ إلى أي حد ّ تتفقين مع «أيقونة» الموضة الفرنسيّة؟
كانت كوكو شانيل محقّة للغاية في القول المذكور في السؤال؛ وعلى غرارها أشعر أن التصميم الداخلي يجب أن يعكس من نحن، وأسلوب حياتنا، الذي ما زال يتطوّر. لذا، تسمح لي مهنتي بإعطاء العميل مفهوما ً قد يتطوّر معه، وهذا ما أحاول دمجه بالمشروع عند العمل على مفاهيم جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى