أقيم أخيرا في المنامة معرض للفنان ناصر اليوسف، طارحا عددا من الأسئلة حول إمكان تصوير الحالات الذهنية العالية والمتدنية للإنسان، وذلك من خلال النحت وفن الطباعة، الذي يعتبره اليوسف حاملا لبعض خصائص العمل النحتي. عن تاريخ علاقته بالتشكيل قال اليوسف «لقد تعرضت للفن في سن مبكرة جدا، وقضيت سنواتي الأولى في استوديو والدي الراحل، الفنان ناصر اليوسف، بينما كان يعمل، جئت لأقدر الوسائل العملية التي تجلت في فنه. كان يقول لي إن العمل الفني هو نتيجة عمل مضن، على غرار الحمل والولادة. «سوف يأتيك أولا الإدراك، ومن ثم الأفكار، يليها الاتجاه والتسليم». وهكذا شكل والدي الطريقة التي أفكر بها والطريقة التي أقترب بها من موضوعاتي.
يعبر اليوسف عن غرامه بفن النحت «أنا مغرم بالنحت باعتباره تعاطيا مع المادة العنيدة والتي تفسح المجال للتحدي والمهارة». ويتابع اليوسف «لقد جربت العديد من المواد، مثل الزجاج والبرونز والطين والغرانيت والرخام. كل منها لديها مجموعة من التحديات التي أجد فيها متعة رائعة».
وعن علاقة والده بهذا الفن قال اليوسف «كان والدي رحمه الله يرسم بالزيوت والأكريليك، وجزء كبير من سنواته قضاها لاحقاً في الطباعة. هو الذي قدم لي فن الطباعة على الزنك للمرة الأولى ولكن لم يسعني ممارسة فن الطباعة خلال حياته على الرغم من أنني على دراية بجميع التقنيات التي كان يستخدمها. أخذت أول خطوة لي في مجال الطباعة من خلال الانضباط في ورشة عمل قدمها الفنان السوداني الكبير محمد عمر خليل في صالة البارح للفنون التشكيلية ولقد ادمنت هذا الفن منذ ذلك الحين».
يشير اليوسف إلى أن عمله يركز على تصوير الحالات الذهنية العالية والمتدنية للحالة الإنسانية «أسأل نفسي أسئلة مثل: كيف للحنين ان يؤثر فينا، وما الأسباب والآثار؟ أعتقد أن هناك نوعية نحتية في الطباعة. إذ كانت لا تزال تسلب أو تؤثر على سطح العمل لتحقيق نتائج المرجوة. أجد هذا مثيرا».
يذكر أن اليوسف درس الهندسة الكهربائية والفن مع التركيز على النحت من جامعة كوجزويل في الولايات المتحدة. وأسهم في عدد من المعارض المدرسية والجامعية. وفي غاليري، الكويت، المعرض الجماعي «خطوط»، والبينالي الدولي، معرض الطباعة: 2016 ROC ومعرض الدوحة الدولي للفنون البسيطة 2، ومعرض طوكيو الدولي للطباعة الصغيرة.
