المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

نظرة ٢٠٢٠ للحياه

د.سعاد النقير

هناك على الأقل ثلاث فئات في النظر للحياه في عام ٢٠٢٠ وخاصة بعد أحداث فايروس كورونا و التغييرات التي حدثت على صعيد العالم أجمع
فهناك:
الفئه الأولى وترى أن العالم بأسره قد تغير و لا شيء سيعود كما كان لا على صعيد التجاره و لا العلاقات و لا العمل و لا التعليم و تعيش في قلق و ترقب و حزن وهذه قد يجوز تسميتها بالعقلية الواقعية المتشائمة السوداوية
و في الطرف المقابل تأتي الفئة الثانيه لترى الواقع بعدسة الفأل و الانطلاقه و الفرح و الاحتمالات اللامحدودة و أن التغيير للأفضل قادم و تعيش باستمتاع مع التغييرات التي حدثت فهي تعطيها نكهه جديدة و لذة مختلفة للحياه حيث أنها تمقت الروتين و التكرار و النمط السائد في العيش وقد يُطلق عليهم وصف الإيجابيون الذين يعيشون بإفراط في عالم الخيال البعيد كل البعد عن الواقع و عن ما يعيشه المحيطون بهم
بينما لا تملك الفئة الثالثة ردة فعل تجاه الأحداث و ترى أن الحياة تسير و لا تقف لأجل شخص أو حدث أو خطة و عليها أن تسلّم و تستسلم و تتماوج مع أمواج الحياة و قد نتفق أن ندعو هذه المجموعة بالعقلانية السلبية، لأنها لن تتخذ أي فعل أو تضع خطة فهي كالماء المنسكب يذهب إلى النهاية دون أن يقف عند اصطدامه بصخره بل تراه ينسال بكل انسيابية جارفاً ما يجد أمامه و لا يبالي يسير بلا توقف أو انقطاع في عجلة الحياة
برأيي:
أرى أن الفئة الأولى جيده في عيش الشعور السيء من الحزن والخساره والفقد والصدمه إلى النهاية
فهم لا يصطنعون شعوراً أفضل من واقعهم. و لكن نصيحتي للفئة الأولى ألاّ تستغرق في الشعور أكثر من اللازم و لتسمح لنافذة الأمل بأن تشرق شعاع النور على الألم
و تأتي الفئة الثانيه لتعطي الفئة الأولى نفحة من التفاؤل وحسن الظن. ولكن عليها ألاّ تفرط في الإيجابية و تصطنعها فلا ترى الواقع بعقلانيه وتقع فريسة للظروف الصعبه التي وُضع بها العالم بأسره فلا تفكر ملياً ولا تخطط بجدية في أمور حياتها
بينما أرى الفئة الثالثه أفضلها لأنها وصلت إلى حكمة الحياه و هي أن تحلم و ترغب و تتوكل و تسلم أمرك لمن خلق الحياه ومن يدير الكون بأسره. فهذه الفئة لا تتعلق بأحلامها ولا تحزن إن لم تتحقق. و لكن مأخذي على هذه الفئة هو فقد الشعله و السعي و الكفاح لتحقيق الحلم.
و في الختام كما رأينا هناك نقاط جيده وغير جيده في كل فئة و أرى أن الحل السحري لأي فئه هو محاولة الاعتدال في النظرة للحياة و عيشها

*تقبلوا كل الحب والامتنان اللامشروط مني لكم جميعاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى