المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

هادي: لو لم تقم عاصفة الحزم لكان مصير الشعب اليمني أسوأ

قال سفير المملكة لدى اليمن محمد سعيد آل جابر، إن الرئيس اليمني عبد ربه منصو هادي طلب دعم المملكة قبل وصول الحوثيين إلى صنعاء الذين انقلبوا فيما بعد على اتفاق السلم والشراكة والرئيس. وأشار إلى أن المبادرة الخليجية منحت الشعب اليمني الأمل والفرصة لصناعة وطن جديد، مشيرا في حوار له إلى أن لو لم تقم عاصفة الحزم لكان مصير الشعب اليمني أسوأ من الأوضاع في سوريا والعراق. وأوضح أن الانقلابيين كانوا يستخدمون ميناء المخا في التهريب لقربه من المياه الدولية، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تواجه صعوبات كبيرة في الإشراف على ميناء الحديدة. وأشار إلى أن تحركات الحوثي المدعومة إيرانيا تهدف إلى خلخلة الأمن في اليمن رغم موقعه الإستيراتجي على باب المندب ممر الملاحة العالمي. وأشار إلى أن لقاء سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برجال القبائل في اليمن عكس حرص المملكة على عروبة اليمن في مواجهة التدخلات الخارجية، لافتا في السياق ذاته إلى تقديم مركز الملك سلمان 600 مليون دولار لدعم أعمال الإغاثة في اليمن.

وفيما يلي نص الحوار:

ما الذي دفع الحوثيين للجوء للحل العسكري رغم أن بداية الأزمة شهدت محادثات حول حل سياسي؟

رغم أن اليمن في بداية الأزمة دعا المجتمع الدولي، إلى التدخل للمساعدة في إيجاد حل سياسي، إلا أن الحوثي بدأ التحرك، ووصل إلى صنعاء وقبل وصولهم، طلب الرئيس اليمني من المملكة، تقديم دعم لمعالجة الأمور الخاصة بالشعب اليمني إلا أن الحوثيين استمروا في التقدم للعاصمة بحجة الخلاف بشأن ارتفاع أسعار المشتقات البترولية، واجتمعت الأطراف، بدارالرئاسة في وجود المبعوث الأممي السابق، وقدم الحوثيون ما وصفوه باتفاقية السلم، والشراكة، ولقيت قبولا من جميع الأطراف، ووقعها الرئيس اليمني وتم تشكيل الحكومة بموافقة كل الأطراف بمن فيهم الحوثيين، وتضمنت تعيين مستشار من جانب كل فصيل سياسي، إلى جانب الحكومة التي قادها خالد بحاح، إلا أنهم كانوا يعدون العدة للتقدم لجميع المحافظات، بالاتفاق مع علي عبدالله صالح.

وماذا كانت الخطوة التالية؟

تم وضع برنامج حكومي، صادق عليه البرلمان للعمل به، وكانت المملكة وجميع الدول وخاصة الدول العشرة الراعية للمبادرة الخليجية حريصة على دعم الاستقرار والحكومة الشرعية، والإصلاح الاقتصادي، واجتمع وزير خارجية اليمن في حكومة بحاح، حينما زارالمملكة بسمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله، وناقشا قضية الاقتصاد اليمني، وكيفية دعمه والاستقرار باليمن، وتوقع الجميع أن تكون نهاية الأزمة لأن الحوثيين فرضوا شروطهم، لكن للأسف فوجئنا بانقلاب كامل على الاتفاق والرئيس.

كيف ترى رفض الحوثيين توقيع الاتفاق الأمني لنزع السلاح؟

هم فرضوا شروطهم لدرء الفتنة، وإقرار السلم، إلا أنهم أرادوا أن يفرضوا كلمتهم بالقوة، لذا لم يوقعوا هذا الاتفاق، إلا بعد تدخل القوى الدولية، وكذلك لم ينفذوه، كما لم ينفذوا الحل السياسي أيضا.

كان الانتقام من الشعب دافعا للتحركات الحوثية ألم يضع ذلك حاجزا نفسيا بينهم والجماهير؟

بلا شك أصبح الشعب اليمني يكره الحوثي، لأنهم صار مفروضا عليهم الانحناء بالقوة والسلاح، خاصة أنهم كان لديهم برنامج لهدم وتدمير المنازل والمدن، وإهانة القيادات السياسية والمجتمعية، بهدف إرسال رسالة للجميع بأن ذلك يخيف المواطن العادي ليخضع لهم، وهذه الذهنية الانتقامية موروثة بينهم، ودأب الحوثيون على تفجير المساجد في مظهر عجيب، انتقاما من الشخصيات التي بنتها، والتيارات السياسية التي تنتمي إليها بهدف الإرهاب والترويع، وهي تحركات مدعومة إيرانيا، من أجل خلق أجواء تسمح للجماعات الإرهابية للانتشار كما جرى بشأن داعش في العراق، إذ إن خلخلة الأمن في بلد مثل اليمن، تطل على باب المندب كممر ملاحي عالمي، يهدد الأمن بالمنطقة.

برأيك لماذا طالت المعركة حول تعز؟

تعز إحدى المحافظات التي تقع في قلب اليمن، وتضم ربع السكان، وثرية بالمثقفين، ورجال الدولة، والسياسيين، والمغتربين، كما أنها معقدة جغرافيا، ومتداخلة سكنيا، والحوثي ليس لديه مانعا في أن يقتل، ويستخدم هدفا مدنيا، يقتل من خلاله الناس، ثم يتهم التحالف بهدف تشويه صورته، وفي حين يحرص التحالف على عدم استخدام قوة تؤثر على المدنيين، ينخرط الحوثي داخل المجمعات السكنية، وهو ما يصنع صعوبة خاصة في هذا الاتجاه، لكن الآن تعز في أغلبها صارت تحت نفوذ قوات الشرعية، وأمكن تمرير المساعدات الإنسانية، واستعادة قدرة السكان على الحركة.

كيف تم تحرير المخا بهذا النجاح والسرعة؟

المخا ميناء له تاريخ، يخدم تعز، وإب، ولحج، والحوثيون وجماعة صالح استخدموه للتهريب، ومنع وصول المساعدات الإنسانية للمواطن اليمني، وكانوا يمررون منه السفن الإيرانية، لتغذية وحداتهم العسكرية، لذا كان لابد من تحريره بسرعة.

ما المدخل الرئيس للأسلحة الإيرانية إلى اليمن؟

هناك محافظة المهرة، بالإضافة لميناء الحديدة، وكل المحافظات المطلة على البحر، وتم التفتيش على كثير من السفن، بالموانئ المحيطة، واكتشاف ما بها من أسلحة، لكن يعد ميناء الحديدة المدخل الرئيس للتهريب فيما يخص الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.

الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يقول في خطاباته إن المملكة تشن حربا لتدمير اليمن بماذا تعلقون؟

هذا ادعاء تبطله الوقائع، إذ إن دعم المملكة لليمن في جميع المجالات واضح ولا يقبل الشك، سواء على الصعيد العسكري، أو الاقتصادي، أو البنية التحتية، وفقا للتقارير والأرقام، وهناك مبان قائمة في اليمن تشهد على ما تقدمه المملكة، وفي عهد علي صالح، أعلنت مجموعة أصدقاء اليمن الدولية، التي رأستها المملكة المتحدة، عن 7 مليارات دولار لدعم اليمن اقتصاديا، وذلك في 2010، وتبرعت المملكة وقتها بنصف المبلغ وهو 3.5 مليار دولار، كما طلب صالح المساعدة في مواجهة الحوثيين، وساعدته المملكة، إبان فترة حكمه، بالإضافة إلى كثير من الدعم قدمه مجلس التنسيق السعودي اليمني.

ما أهمية نقل البنك المركزي إلى عدن؟

في الحقيقة هذه الخطوة مهمة للغاية، إذ إن الهدف الرئيس لعاصفة الحزم، هو دعم الحكومة الشرعية، وتحقيق الأمن والاستقرار، ورغم أن بقاء البنك في صنعاء، سيساعد في الاستقرار، ومعاونة الشعب، إلا أن الحوثيين وجهوا أمواله إلى لجانهم المشرفة على الوزارات، ومليشياتهم، كما أنفقوا 5 مليارات دولار من أموال هذا البنك خلال 2015، والآن البنك يعاني لاستيراد ما يحتاجه الشعب، ولذلك رأت الحكومة نقله إلى عدن، وتم دعمه من المملكة، والإمارات، ومختلف الدول الصديقة، والشقيقة، من أجل تمكينه من الاضطلاع بدوره في خدمة المواطنين وتوفير احتياجاتهم الأساسية.

ألا ترون أن احتجاز شخصيات كبيرة في اليمن يعكس عدم وجود نية لحل سياسي؟

الحوثي لا يرغب في حل سياسي، ولا يحترم القانون الدولي ولا الإنساني، كما لا يقيم وزنا للقرارات الدولية الداعية إلى الإفراج عن هؤلاء المحتجزين، وقد دعوناهم أكثر من مرة لتقديم مبادرة في هذا الشأن تكشف عن حسن النوايا لكنهم رفضوا بصورة قاطعة، وهذه الاستراتيجية هم مستمرون فيها من أجل تكريس الإرهاب والترويع.

رغم سيطرة الحوثي على الأرض بقوة السلاح، لماذا يبدون انزعاجا من وسائل الإعلام وأقاموا محاكم تفتيش للإعلاميين والنشطاء؟

هذه الوسائل باتت معروفة من جانب الجميع، ويلجأون إليها لترويع المواطنين، وإجبارهم على الخضوع بقوة السلاح.

سمو الأمير محمد بن سلمان التقى عددًا من رؤساء القبائل خلال الفترة الماضية فما هي نتيجة هذا الاجتماع؟

اللقاء هدف إلى إيصال رسالة أساسية مفادها أن اليمنيين هم أصل العرب وأبناء العرب، و يجب ألا يسمحوا للفرس أن يدخلوا بينهم، والشيوخ الذين حضروا كانوا من جميع المناطق ، ولم يكن هناك أي تحفظ، وبالتالي اللقاء وجه رسالة بأن جميع اليمنيين بالنسبة للمملكة واحد، في ظل المصاهرة بين الجميع وتداخل القبائل على الحدود بين البلدين، وهدف المملكة هو الحفاظ على عروبة اليمن وأصالته.

وما الذي استمع إليه سمو الأمير محمد بن سلمان من رجال القبائل؟

جميع الحضور أعربوا عن شكرهم للمملكة على قيادتها للتحالف وعزمهم الحفاظ على عروبة اليمن والعمل بجوار التحالف على استعادة الشرعية.

كيف تجاوز مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية الصعوبات في إيصال المساعدات إلى المستحقين؟

سؤالك مهم للغاية، مركز الملك سلمان قدم مساعدات ضخمة بلغت 600 مليون دولار للإنفاق على تحسين الأوضاع الصحية والاقتصادية للمواطنين في مختلف المناطق، والمسألة لم تتوقف عند ذلك وإنما قادت المملكة جهودا كبيرة من أجل إقناع المنظمات الدولية للمساهمة في دعم اليمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى