المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

هدى صلاح: الشهرة والفن… أنقذاني من مواقف كثيرة

سنوات العمر تمضي، ومعها يكبر ذلك الطفل الذي خزّن في داخله الكثير من قصاصات الذكريات المليئة بأفراح وأحزان… آمال وآلام.
وقفة أمام المرآة في الكبر، قد تعيد ذلك الطفل الصغير، أو قد تكشف الوجه الآخر الذي يخفيه صاحبه عن محيطه الخاص والعام… قد تنطلق محادثة مع الذات، يحاورها، يتأملها، يلومها في بعض الأحيان وفي أخرى يكافئها… ليقول في النهاية «هذا أنا» أو «لست أنا».
«الراي»، منحت الفنانين الفرصة للوقوف أمام المرآة والانطلاق بالبوح بكل ما يجول في خاطرهم والغوص داخل أعماق النفس. فماذا تقول الفنانة التونسية هدى صلاح لنفسها؟

• عندما تقفين أمام المرآة مَنْ ترين أولاً، الفنانة أم الطفلة التي كبرت وأصبحت ما عليه الآن؟
– لا أرى نفسي هدى الطفلة، بل امرأة ناضجة لها خبرة جيدة في الحياة.
• عادة، ماذا تتحدثين مع نفسك؟
– أقارن نفسي بنفسي، وأرى ماذا أصبحت عليه اليوم، وما هي التطورات في حياتي و في مجالي المهني.
• على ماذا ندمتِ في مسيرتك الفنية؟
– لم أندم على شيء طوال مسيرتي الفنية، لأن كل تجربة تعلمت منها الكثير، سواء كانت سلبية أم إيجابية.
• عندما تلتقين بأصدقاء الطفولة، هل تنسين معهم أنك فنانة مشهورة؟
– منذ طفولتي وأنا أمتلك صفات القيادة مع أصدقائي الذين اعتادوا على ذلك حتى الكبر، إذ كنت التي تتولى تقديم حفلات المدرسة والتي تشارك في الأعمال التمثيلية أيضاً، لهذا أرى أن الوضع لم يختلف اليوم عندما ألتقي بهم وأعاملهم على سجيتي.
• كل إنسان أخطأ في حياته خلال مرحلة الطفولة أو الشباب وفعل أموراً طائشة. هل تخافين أن يتحدث بها أحد ما اليوم أمام الآخرين؟
– لم أكن طائشة عندما كنت طفلة، بل على العكس وكما تقول أمي كنت مؤدبة جداً، ولا أرتكب الحماقات في تصرفاتي أو ما شابه ذلك، وأحرص على تقديم الهدايا للأصدقاء وتذكر مناسباتهم السعيدة.
• ما الشيء الذي تحبين القيام به، لكن لكونك فنانة لا تستطيعين ذلك؟
– أن أشارك أصدقائي وعائلتي بعض الأمور في «السوشيال ميديا»، لكن بسبب انتهاك الخصوصية لا أستطيع القيام بذلك.
• أي حياة تشعرين بأنها أفضل… قبل الشهرة أم بعدها؟
– الشهرة سلاح ذو حدين، لهذا لا أفضل حياة على أخرى، لأنني استطعت أن أحافظ على بعض خصوصياتي التي أعيشها مع نفسي وأهلي، وفي الوقت ذاته أستمتع بمحبة الناس.
• متى قلتِ «ليتني لم أدخل المجال الفني»؟
– لم اقل هذه الكلمة ولن أقولها، لأني أحب مجال عملي كثيراً. وعلى العكس، أشعر بالشغف تجاهه، ولم أندم لاختياري له.
• متى شعرت أن الفن أنقذك من شيء سيئ؟
– في بعض المواقف ينقذنا كوننا أشخاصاً مشهورين لدى الناس، ما يسهّل لنا إنجاز بعض المعاملات بسرعة، وعلى الصعيد الشخصي هناك كثير من المواقف التي أنقذتني فيها الشهرة، لكن في الوقت الراهن لا أتذكرها تفصيلاً.
• ما موقفك في حال كنت في مكان ما، ولم يتعرف عليك أحد؟
– لا أتضايق أبداً، بل بالعكس في بعض الأحيان أشعر بالراحة «جذي آخذ راحتي وأستانس».
• في العادة، كيف تكافئين نفسك؟
– عن طريق السفر واكتشاف حضارات وثقافات جديدة، أو من خلال تدليل نفسي بالاسترخاء وتغذية نفسي فكرياً بقراءة الكتب.
• وفي المقابل، كيف توبخين نفسك إن أخطأت؟
– أحاول أن أخلو مع نفسي وأراجع الخطأ الذي اقترفته، ثم أطلب من الله أن يقويني، وأن أتعلم منه كي لا أكرره مجدداً.
• ما الذي تغيّر في شخصيتك مع مَنْ هم حولك بعد دخول الفن؟
– لم يتغير الكثير، فما زلت الحنونة عليهم والمحبة الدائمة لهم، والحمد لله على حياتي العائلية المستقرة. إلا أن ما يزعجني في بعض الأحيان بحكم ظروف التصوير هو ابتعادي عنهم قليلاً، لكن سرعان ما ينفرج ذلك مباشرة فور انتهاء فترة التصوير.
• متى تنسين أنك فنانة؟
– فقط عندما ألعب مع ابن أخي، لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يعيدني طفلة.
• هل تشعرين أحياناً بانفصام في الشخصية بين شخصيتك الحقيقية والفنية؟
– في النهاية الفنان هو إنسان، وعلى العكس أرى أن الفنان إنسان حسّاس أكثر من غيره. وفي ما يخصني، لا أرى بي انفصاماً بالشخصية، لأن شخصيتي هي ذاتها مع الجميع. لكن في المقابل أتعامل مع الناس كل على حدود فكره، وبالتالي شخصيتي مرنة مع الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى