يحذّر أطباء التوليد والقابلات من استخدام أحواض المياه الساخنة أثناء الحمل بشكل روتيني. لذا، من المنطقي أن تقلق الحوامل إزاء استخدام مصادر الحرارة الأخرى، بما في ذلك ألواح التدفئة.
يعاني كثير من النساء آلام الظهر والبطن خلال فترة الحمل، لا سيما في الأشهر الثلاثة الأخيرة مع تمدّد الأربطة وزيادة وزن الرحم. من الممكن في هذه الحالات استخدام وسادات التسخين للتخفيف من آلام العضلات أو المفاصل التي تعانيها الحامل، شرط ألّا يؤدي ذلك إلى رفع درجة حرارة الجسم أكثر من اللازم. فاستخدام وسادات التدفئة لفترات قصيرة مقبول تماماً وهو أكثر أماناً من اللجوء إلى مسكنات الألم الأخرى مثل الأيبوبروفين.
نناقش هنا متى يكون استخدام لوح التدفئة آمنا،ً وأين يمكن وضعه، وما هي الفوائد والمخاطر المرتبطة باستخدامه. كما نبحث في خيارات أخرى لتخفيف الآلام أثناء الحمل.
وسادات التدفئة آمنة أثناء الحمل؟
ربطت دراسة أُجريت في العام 2011 استخدام أحواض المياه الساخنة في بداية الحمل بتشوّهات الأنبوب العصبي. الأنبوب العصبي هو البنية التي تشكّل دماغ الطفل والحبل الشوكي لديه. لذا، يمكن لأي تلف يصيبه أن يسبّب تلفاً في الدماغ ومضاعفات خطيرة أخرى.
وقد وجدت الدراسة الآنف ذكرها أن الاستخدام المنتظم لأحواض الاستحمام الساخنة خطير بشكل خاص، لأنه يرفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير.
لذا يشعر البعض بالقلق من استخدام ألواح التدفئة أثناء الحمل خوفاً من يُلحق ارتفاع درجة حرارة الجسم ضرراً بالطفل النامي. من المعروف أن ارتفاع درجة حرارة جسم الأم قد يرفع درجة حرارة الطفل أيضاً، ما قد يؤدي إلى تشوّهات الولادة في حال كان الارتفاع هذا كبيراً.
ولكن طالما أن وسادة التدفئة لا ترفع درجة حرارة الجسم الأساسية، فهي آمنة للاستخدام.
بالتالي، يمكنك استخدام وسادات التدفئة لفترات وجيزة أي لمدة 10 دقائق أو أقل. ولكن تجنّبي وضعها على جسمك لفترات طويلة أو أثناء النوم، لأنك لن تتمكني من ملاحظة التغيّرات التي تطرأ على درجة حرارة الجسم.
وعلى الرغم من عدم إجراء دراسات حديثة وكبيرة حول سلامة استخدام ألواح التدفئة أثناء الحمل، إلا أنه من غير المرجح أن ترفع الألواح هذه درجة حرارة الجسم الأساسية بشكل كبير. وما يؤكد ذلك هو استخدامها مراراً لتخفيف الألم أثناء الحمل بشكل روتيني ومن دون أن تؤثر سلباً في الحمل.
وقد خلصت دراسة أجريت في العام 2013 إلى أن الجمع بين عدة علاجات (مثل التمرينات الهوائية ووسادات التدفئة والعلاج بتقويم العمود الفقري) فعّال لتخفيف الألم وأنه لا توجد أي آثار سلبية لاستخدام وسادات التدفئة.
ومع ذلك يُنصح بالتوقف عن استخدام أي نوع من وسائل التدفئة عند الشعور بألمٍ شديد أو عدم الراحة.
كما هي الحال عند الإصابة بنزلات البرد، تبدأ عدوى الأذن بنمو جرثومي غير صحي أو عدوى فيروسية.
أنواع عدوى الأذن الأكثر شيوعاً لدى الأطفال هي:
استخدامها على بطنك وظهرك
يتجنّب كثير من الحوامل وضع وسادة التدفئة على البطن أو الظهر لتخفيف الألم الناتج عن الحمل خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تهديد سلامة الجنين أو صحته.
ولكن الحقيقة هي أن استخدام وسادات التدفئة على البطن أو الظهر لفتراتٍ وجيزة لا يشكل أي خطر على سلامة حملك، بل بالعكس يوصي كثير من الأطباء باستخدام الحرارة المنخفضة للتخفيف من آلام الظهر أو الورك أو الحوض.
ومع ذلك، يُستحسن استشارة طبيبك قبل وضعك أي مصدر للحرارة على بطنك أو ظهرك.
كذلك يمكنك اتخاذ التدابير التالية للحد من المخاطر المحتملة لاستخدام وسادات التدفئة:
تجنّبي استخدام وسادات التدفئة في الثلث الأول من حملك لأنه أكثر المراحل خطورة وتأثراً بارتفاع درجة حرارة جسمك.
توقفي ﻋﻦ استخدام لوح التدفئة إذا ﺸﻌﺮت ﺑﺎﻟﺴﺨﻮﻧﺔ أو بارتفاع في درجة اﻟﺤﺮارة أو باﻟﺘﻌﺮق.
ضعي وسادة التسخين لمدة 10 دقائق أو أقل.
توقفي عن استخدام وسادة التدفئة إذا شعرت بتغييرات في سلوك الطفل (كأن تزيد حركته أو تقل).
تجنبي استخدام مصادر متعددة للحرارة في آن. على سبيل المثال، لا تستخدمي مجفّف الشعر ووسادة التسخين في الوقت نفسه لأن ذلك يزيد من صعوبة التحكّم في ارتفاع درجة حرارة جسمك وفي قدرته على تبريد نفسه.
تجنّبي استخدام حوض الاستحمام الساخن أو السونا أو الدش الساخن لتخفيف الألم.
في حال الإصابة بنزيفٍ أو معاناة تسرب السائل الأمنيوسي، لا تستخدمي وسادة التدفئة قبل الحصول على إذن من طبيبك.
فوائد ألواح التدفئة
قد تكون وسادات التدفئة بديلاً صحياً لمسكنات الألم التي لا تستلزم وجود وصفة طبية. وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في حال أردت استخدام مسكّنات الألم أثناء الحمل، عليك استشارة طبيبك حول أفضل الأدوية التي يمكنك استخدامها. تساعد الحرارة على الشفاء من الإصابات الطفيفة. كما أنها:
تزيد من جريان الدورة الدموية
تمنع أو تحدّ التشنجات العضلية المؤلمة
تحسّن حركة العضلات المتصلّبة
تخفّف الآلام بشكل مؤقت
لا تستخدمي مصادر الحرارة إذا كان لديك جرح مفتوح أو كنت تشعرين بخدر في منطقة معينة من الجسم أو كنت مصابة بالحمى.
يشعر البعض بمزيد من الراحة عند استخدام الألواح الساخنة والباردة بالتناوب. ولكن تحدثي إلى طبيب قبل وضعك الثلج على معدتك أو ظهرك مباشرة.
خيارات أخرى لتخفيف آلامك
في حال لم تكن وسادات التدفئة مفيدة لك، يمكنك تجربة بعض الخيارات الأخرى.
وفق مراجعة نشرت في العام 2010، قد تكون الأدوية الشائعة للألم المزمن آمنة أثناء الحمل.
تشير الأبحاث الى أنّ عقار “الاسيتامينوفين” آمن أثناء الحمل، ولكن البيانات حول الأدوية الأخرى التي لا تستلزم وصفة طبية ليست حاسمة.
لذا، قد لا يكون بعض مسكنات الألم الذي لا يستلزم وصفة طبية (مثل الأيبوبروفين) آمناً في مراحل مختلفة من حملك.
تشمل خيارات تخفيف الألم الأخرى ما يلي:
التدليك
قد يغيّر ارتفاع وزن الرحم وضعية الجسد وطريقة المشي، ما يؤدي إلى تشنّج معظم العضلات. يخفّف التدليك اللطيف من تشنّج العضلات ومن الألم والتوتر.
تمارين الاسترخاء
يساعد التنفس العميق والتركيز الذهني الكامل واستراتيجيات الاسترخاء الأخرى في تخفيف الألم وفي إراحة العضلات المتشنّجة.
العلاجات البديلة
يشعر البعض براحة أكبر عند استخدام العلاجات التكميلية مثل الوخز بالإبر.
الرياضة وتمارين التمطّط
معظم التمارين الرياضية آمنة أثناء الحمل. كما يساعد النشاط البدني في تخفيف الألم ومنع تصلّب العضلات والحدّ من مخاطر التعرّض لمضاعفات الحمل (مثل سكري الحمل).
وتُنصح الحامل الراغبة باستخدام علاجات مخفّفة للألم مثل التدليك أو الوخز بالإبر بالاستعانة بإختصاصية مدرّبة على طرق ما قبل الولادة وترتاح إلى علاج الحوامل.
أطلبي من طبيبتك إحالتك إلى إختصاصيات بارعات في المجالات هذه.
