المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

هل يفكر ترامب في استخدام «النووي»؟

يرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن اعداء إيران القديمين والحديثين أصبحوا متوحدين أكثر من أي وقت مضى. وعلى طهران أن تشعر بالقلق بالفعل.
ويزعم منتقدو ترامب أن من الصعب التنبؤ بخطواته المستقبلية، ولكن الحقيقة، أن العكس تماما هو الصحيح. فمن السهل التنبؤ بخطواته إذا تتبعت تصريحاته وفهمت أنه يؤمن بما يقول.

ويعني تصديق ما يقوله الرئيس ترامب، الافتراض أنه سوف يحاول تطبيق سياساته كما سبق وأفصح عن ذلك، ولعل أكثر تصريحاته إثارة للقلق، تلك المتعلقة بالأسلحة النووية، حين قال «ما معنى أن تمتلك الأسلحة النووية ولا تستخدمها»؟
وأعلن ترامب أنه لا يؤمن فقط بإمكانية استخدام السلاح النووي، بل ضرورة استخدامه! فهل يؤمن ترامب بمعركة «ارماجدون» النووية؟ وهل يسوغ ترامب ومستشاره استخدام سلاح نووي تكتيكي صغير لتدمير المنشآت النووية لدولة معادية، خاصة إذا كانت هذه المنشآت تحت الأرض؟

أم القنابل
لقد فشل السلاح التقليدي الأكبر، والمعروف باسم «أم القنابل»، مؤخرا في تدمير مجموعة كهوف في أفغانستان، فهل بدأ ترامب يفكر في أن السلاح النووي هو الخيار الوحيد المتبقي أمام إدارته؟
إذا كنت تعتقد أن ترامب يميل الى استخدام الأسلحة النووية أكثر من أي رئيس أميركي في العصر الحديث، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ضد من؟ الدولتان الأبرز احتمالا هما ايران، وكوريا الشمالية.
إن قصف كوريا الشمالية بالأسلحة النووية من شأنه إثارة سخط الدول المجاورة. فسوف يأتي الرد بالغ السلبية من الصين وكوريا الجنوبية ـ ولسببين مختلفين ـ كما أن ترامب ذكر مؤخرا أن كوريا الشمالية هي مشكلة الصين.

دولة معادية
إيران من جانب آخر، هي دولة معادية وسط محيط من الأصدقاء للولايات المتحدة. والناس في الغرب ينسون أن ايران ـ وان كانت مسلمة ـ فهي ليست عربية، بل فارسية، والخصومة العربية ـ الفارسية تعود الى ما قبل ظهور الإسلام. ولايزال المصريون يتذكرون وحشية ملوك فارس القدماء، فضلا عن النزاع الراهن بين السنة والشيعة.
لقد حدث لفترة قصيرة قبل ظهور النفط أن تحالفت إيران ومصر، حتى أن شاه ايران تزوج شقيقة الملك فاروق لتعزيز هذا التحالف، وذلك قبل ان تبرز المملكة العربية السعودية كقوة اقتصادية وعسكرية إقليمية.

مخاوف إسرائيلية
وبعد إندلاع الثورة الإيرانية عام 19799 عادت العداوة العربية الفارسية إلى الظهور ثانية، فقد سعت طهران إلى زعزعة استقرار الحكومة العلمانية في مصر من خلال تمويل الإخوان المسلمين، في عهدي أنور السادات وحسني مبارك، ثم عادت إلى التقارب مع مصر عند انتخاب محمد مرسي رئيساً في عام 2012.
وكان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد من أوائل الرؤساء الأجانب الذين زاروا مرسي، الأمر الذي أثار مخاوف إسرائيل وعدد من الدول العربية، فالتقارب المصري – الإيراني اعتبرته الدولة العبرية خطراً عليها، ولذلك بذلت كل ما في وسعها لإحباطه.
ولا عجب إذن أن تقوم إسرائيل بحملة واسعة لإقناع الأميركيين بتأييد «الثورة الشعبية» ضد مرسي، والتي انتهت بعزله وانتخاب عبدالفتاح السيسي الذي أعاد الدفء إلى العلاقات المصرية – السعودية، بعد أن شهدت فتوراً في عهد مرسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى