المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

هل يلقى “كورونا” مصيرها؟.. هكذا كانت نهاية أوبئة قاتلة فتكت بالعالم

حصدت أرواح الملايين عبر العصور والأزمان

لم يكن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) – بالطبع – الوباء الوحيد الذي حصد أرواح البشر بلا رحمة، وسجَّل أرقام إصابات مفزعة حول العالم؛ فقد سبقه الكثير من الأوبئة القاتلة عبر العصور والأزمان، عانى منها البشر، وأوقفت مجرى الحياة الطبيعية كليًّا، لأسباب عدة.. ولكن في النهاية وُضع حدٌّ لتفشيها؛ لتنتهي كما بدأت. ولكل منها نهايات مختلفة.

في هذا التقرير نستعرض عددًا من أشد الأوبئة فتكًا.. وكيف كانت نهايتها.

طاعون جستنيان

هو وباء أصاب الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية الشرقية)، خاصة عاصمتها القسطنطينية، وكذلك الإمبراطورية الساسانية، والمدن الساحلية حول البحر الأبيض المتوسط بأكمله، ما بين عامَي 541 و542م. وانتقل المرض كالبرق بين سكان العالم؛ إذ كانت السفن التجارية تؤوي الفئران التي تحمل البراغيث المصابة بالطاعون.

ويعتقد بعض المؤرخين أن طاعون جستنيان كان أحد أكثر الأوبئة فتكًا في التاريخ، وأنه أدى إلى وفاة ما يقدر بنحو 25-50 مليون شخص، وهو ما يعادل 13-26 % من سكان العالم في وقت تفشي المرض لأول مرة.

وانتهي الوباء من العالم بطريقة غير مفهومة؛ فقد حصد ما حصد من أرواح البشر قبل أن ينقشع تمامًا بعد أن بدأ الناس في تجنب مخالطة المرضى. ويرجح العلماء أن من بقوا على قيد الحياة كان لديهم مناعة ضده.

الموت الأسود

يُستخدم مصطلح الطاعون الأسود، أو الموت العظيم، أو الموت الأسود، للإشارة إلى وباء الطاعون الذي اجتاح أوروبا في الفترة بين عامَي 1347 و1352م، وتسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة. كما انتشرت أوبئة مشابهة في الوقت نفسه في آسيا والشرق الأدنى؛ وهو ما يوحي بأن هذا الوباء الأوروبي كان جزءًا من وباء عالمي أوسع نطاقًا.

بدأ المرض في الانحسار والانتهاء عندما قرر المسؤولون في مدينة راجوسا التابعة للبندقية في إيطاليا إجراء حجر صحي على البحارة كافة الواصلين حديثًا إلى المدينة للتأكد من عدم إصابتهم بالأمراض. ومن هنا بدأت فكرة العزل والحجر الصحي في أوروبا. وبذلك انتهى الوباء.

طاعون لندن العظيم

مرة أخرى يضرب الطاعون بقسوة، وهذه المرة يضرب لندن بين عامَي 1665 و1666 حاصدًا أرواح 20 % من سكانها آنذاك. واتبعت السلطات فكرة العزل للمرضى، وإبقائهم في منازلهم عنوة لمنع تفشي البكتيريا القاتلة، وحظرت جميع وسائل الترفيه العامة، ودفن الموتى في المقابر الجماعية. ونجحت فكرة العزل للمرضى؛ لتُنهي آخر تفشٍّ كبير لوباء الطاعون.

الجدري

اجتاح الجدري أنحاء العالم، خاصة الأمريكتين؛ وهو ما أدى إلى وفاة الملايين من السكان الأصليين لهاتين القارتَيْن، قبل أن يكتشف الطبيب البريطاني إدوارد جينر لقاحًا له في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بعد أن لاحظ أن إحدى السيدات التي تعمل في حلب البقر محصنة ضد الجدري؛ وذلك لإصابتها من قبل بجدري البقر؛ فطوَّر لقاحًا بناء على هذا الاستنتاج. وبعد جهد طويل وناجح قام بحملة تطعيم، استمرت إلى أن أعلنت منظمة الصحة العالمية استئصال الجدري من العالم في عام 1980م.

الكوليرا

كان الاعتقاد السائد منتصف القرن التاسع عشر أن المرض الذي قتل عشرات الآلاف ينتشر عبر الهواء الملوث، لكن أبحاث الطبيب البريطاني جون سنو كشفت أن المرض الغامض الذي يُنهي حياة مرضاه خلال الأيام الأولى من الإصابة ناتج من مياه الشرب في لندن.

وبعد جهد كبير أقنع الطبيب المسؤولين المحليين في لندن بإغلاق المضخة، ومنع الشرب والاقتراب منها لإنهاء الكوليرا. وبالفعل توقفت المستشفيات عن تسجيل إصابات جديدة.

الإنفلونزا الإسبانية

في ربيع عام 1918، وفي خضم صراع الحرب العالمية الأولى، بدأت أكثر سلالات الإنفلونزا دموية في التاريخ الحديث في الانطلاق. وأصاب الفيروس ما يصل إلى40 % من سكان العالم آنذاك على مدى الأشهر الـ 18 التالية. ومن بين هؤلاء قُتل ما بين 20 و50 مليون شخص.

وبعد اجتياح العالم تلاشت الإنفلونزا، لكنها تطورت؛ لتتخذ شكلاً مختلفًا من الإنفلونزا الأكثر اعتدالاً التي نراها كل عام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى