المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

“واشنطن بوست”: ولي ولي العهد يقود الإصلاح الحقيقي في السعودية

أكد صحيفة “واشنطن بوست”، أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقود الإصلاح الحقيقي في السعودية، عبر مقال للكاتب الأمريكي ديفيد أجناتيوس نشره تحت عنوان “محمد بن سلمان أمير شاب يعيد رسم السعودية.. فهل لرؤيته أن تصبح حقيقة؟”.

يُشار إلى أن الكاتب أجناتيوس كان ضمن الوفد الصحفي المرافق لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، في زيارته الأخيرة للرياض.
وجاء نص المقال، كما يلي:

‏‎بعد مرور عامين على حملته كمُحفزٍ للتغيير في المملكة النفطية، يبدو بأن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بدأ العمل بثقة، واضعاً نفوذه للدفع بجدول أعماله للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. لقد قام الأمير الشاب بتوضيح خططه في لقاءٍ بمكتبه استمر لمدة تسعون دقيقة، في مساء يوم الثلاثاء، وقد قال مساعدوه إن هذه كانت هي المقابلة الأولى المطوّلة له منذ أشهُر. وتحدث الأمير بشكلٍ تفصيلي حول مواضيع عدة مثل السياسة الخارجية وخطط خصخصة الشركة العملاقة في مجال النفط “أرامكو السعودية” واستراتيجية الاستثمار في الصناعة المحلية، وتنمية قطاع الترفيه على الرغم من معارضة البعض.

‏‎وقال الأمير محمد بن سلمان: “إن الشرط الأساسي والجوهري للإصلاح هو رغبة الشعب في التغيير” وأضاف: “الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إذا ما كان الشعب السعودي غير مقتنع، وفي حال كان الشعب السعودي مُقتنعًا، فعنان السماء هو الحد الأقصى للطموحات”.
‏ويبدو بأن هناك رغبة متزايدة بالتغيير في هذا البلد الشاب والدؤوب، فقد قال لي رئيس مركزٍ لقياس الرأي العام هو عبدالله الحقيل، إن استطلاع الرأي الذي أجراه المركز مُؤخرًا أظهر أن نسبة 85% من المواطنين، متى ما أُرغموا على الاختيار، سيفضلون الحكومة على غيرها من السلطات المختلفة، وأضاف أن هناك ما يقارب 77% من الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون خطة الإصلاح “رؤية 2030” التي تقوم بها الحكومة، وأن هناك 82% ممن يفضلون العروض الترفيهية في التجمعات العامة. وعلى الرغم من أن هذه الأرقام غير مؤكدة بشكلٍ مستقل، إلا أنها تُشير إلى توجهات المشاعر الشعبية، التي يقول عنها السعوديون إنها مدعومة بالأدلة.

‏‎وقال ولي ولي العهد، إنه كان “متفائلاً جداً بالرئيس ترامب. ووصف ترامب بأنه “الرئيس الذي سيعيد الولايات المتحدة إلى مسارها الصحيح” بعد باراك أوباما، الذي لم يثق به المسؤولون السعوديون.
واستطرد الأمير قائلا: “على الرغم من أن ترامب لم يتمم بعد 100 يوم في كرسي الرئاسة، إلا أنه استعاد جميع تحالفات الولايات المتحدة مع حلفائها التقليديين”.
‏‎وقد كانت الزيارة التي قام بها وزير الدفاع جيمس ماتيس للمملكة هذا الأسبوع إشارة على ترحيب المملكة لإدارة ترامب. وفي حين أن إدارة أوباما قامت بانتقاد عمليات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، ناقش ماتيس إمكانية تقديم دعم أمريكي إضافي للسعودية، إذا لم يوافق الحوثيين على تسويةٍ من قبل الأمم المتحدة. ‏‎وكان الأمير محمد بن سلمان يتكلم بشكلٍ دبلوماسي عن روسيا والولايات المتحدة، وقد طرح تفسيراً مثيراً عن هدف السعودية بهذه الدبلوماسية. فقال الأمير: “الهدف الرئيس من هذا هو ألا تضع روسيا جميع أوراقها خلف إيران في المنطقة”. ومن أجل إقناع روسيا بأن المملكة تُعد رهان أفضل من طهران في المنطقة، وأضاف “نحن نقوم مؤخرًا بتنسيق سياساتنا النفطية مع موسكو، وهذه قد تكون أهم صفقة لروسيا في العصر الحديث”.

من الواضح أن ولي ولي العهد قد رسم الاستراتيجية العسكرية والسياسة الخارجية والتخطيط الاقتصادي، كما كوّن الأمير محمد بن سلمان فريقاً فنياً أصغر سناً وأكثر شباباً من المسؤولين السابقين في المملكة.  ‏‎وقد بدت خطط الإصلاح على أنها تتقدم بثبات، وإن كانت بطيئة. وقال الأمير محمد بن سلمان: “إن العجز في الميزانية قد انخفض، وأن الإيرادات غير النفطية قد ارتفعت بنسبة 46% من عام 2014 إلى عام 2016، ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 12% إضافية هذا العام”. واستطرد: “إن البطالة والإسكان لا يزالان يُمثلان مشكلة، وأنه من المرجو حدوث تحسن في هاذين الجانبين بحلول فترة 2019-2021”.

‏‎أكبر تغير اقتصادي هي خطة لخصخصة 5% من شركة أرامكو السعودية، والتي قال الأمير محمد بن سلمان بأنها خطوة ستتم في العام المقبل. ‏‎ومن المرجح أن يحقق هذا الطرح الأولي مئات مليارات الدولارات وقد يكون أكبر عملية بيع في التاريخ المالي، ولقد أخبرني الأمير محمد بن سلمان بأن الحجم الدقيق لمثل هذا الطرح سيعتمد على طلب سوق المال وتوفر الخيارات الجيدة لاستثمار الإيرادات التي يتم جنيها، والفكرة الأساسية خلف بيع حصة من هذا الكنز النفطي للمملكة هو توفير الأموال لتنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على الطاقة، وسيكون أحد الأولويات هو قطاع التعدين، الذي يمتلك ثروة معدنية محتملة تقدر قيمتها 1.3 تريليون دولار.
‏‎كما ذكر المسؤول السعودي اهدافًا استثمارية أخرى وهي: إنشاء صناعة محلية لتصنيع السلاح وتقليل ما قدره 60-80 مليار دولار مما تنفقه المملكة على شراء الأسلحة من الخارج، وإنتاج مركبات القيادة في السعودية، لكي تحل محل ما تنفقه الحكومة سنوياً على المركبات المستوردة والتي يُقدر قيمتها تقريباً 14 مليار دولار، وإنشاء قطاعات محلية للترفيه السياحي وذلك للحصول على جزءٍ مما ينفقه السعوديون سنوياً حينما يسافرون للخارج، حيث تُقدر تلك الأموال بنحو 22 مليار دولار.
‏‎قطاع الترفيه ليس إلا واجهة أمامية للغزٍ أكبر وهو كيفية فتح الاقتصاد السعودي، وقد بدأت التغيرات تجري فعلاً، إذ أحيت فرقة أوركسترا يابانية حفلاً أُقيم هنا في الشهر الحالي، وذلك أمام جمهور من العوائل، علاوة على ذلك، فهناك فعالية لـ”كوميك كون” اُقيمت في جدة مُؤخراً، حيث ارتدى فيها الحضور أزياء شخصيات مسلسلات تلفزيونية مثل مسلسل ” سوبر ناتشورال” وغيرها من مسلسلاتهم المفضلة، كما تحتوي النوادي الكوميدية على ممثلي السكتشات الكوميديين، ولكن ليس من بينهم أي نساء.

‏‎هذه الخيارات ليست إلا ثورة بسيطة بالنسبة إلى المملكة التي كانت مواقع الترفيه تقتصر فيها إلى حد قريب على المطاعم والأسواق فقط، وبات العالم المعاصر بكل خشونته يقترب، سواءً كان ذلك سيؤدي إلى نتائج أفضل أو أسوأ. ‏‎ كذلك استضاف استاد الملك فهد الدولي في الرياض في الشهر الماضي حدث خاص بـــ “مونستر جام” محتوياً على الشاحنات ذات المحركات القوية والكبيرة. كما أن هناك خططاً لإنشاء مدينة “Six Flags”  جنوب الرياض.
‏‎وقالت مي العذل في لقاء وهي من ضمن الشباب الذين يعدون الخطط في الهيئة العامة للترفيه، إنها تريد أن تجلب “متحف المثلجات” إلى المملكة ، شبيهاً بالمتحف الذي زارته في نيويورك.

‏‎من جهةٍ أخرى، قال مصرفي الاستثمار السابق أحمد الخطيب والذي يترأس الآن هيئة الترفيه” “نحن نريد تحسين ثقافة الترفيه”، وهو يهدف لإنشاء 6 خيارات ترفيهية عامة في كل نهاية عطلة أسبوع من أجل السعوديين. ولكن الهدف الأكبر بحسب حديثه هو “نشر السعادة”. يبدو أنه يرد على من يقول إن بلاده في بعض الأحيان مصابة بالكآبة.

‏‎القوة المحركة خلف محاولة إعادة تصوير شكل المملكة هو ولي ولي العهد، إذ بسلوكه المفعم بالطاقة والحيوية، فهو يناقض تماماً التحفظ التقليدي، وعلى خلاف الكثير فهو لم يتلقَّ تعليمه في العالم الغربي؛ ما مكّنه من الحفاظ على طاقته القتالية التي تعد سبباً لجاذبيته لدى الشريحة السعودية الشابة.

‏‎المهمة التي أمام محمد بن سلمان هي الحفاظ على علاقة التحالف مع الولايات المتحدة، حيث قال: “لقد تأثرنا كثيراً من الولايات المتحدة، وذلك ليس بسبب ممارسة أحدهم الضغط علينا، فلو قام أحدهم بممارسة الضغط علينا لسلكنا الاتجاه المعاكس تمامًا، ولكن لو وضعت فلماً في دار السينما وشاهدته فقد أقتنع بما شاهدت”، كما قال أيضًا: “من دون التنوع الثقافي سينتهي بنا المطاف مثل كوريا الشمالية، ومع استمرار الولايات المتحدة في أن تكون حليفة للمملكة فمن دون شك سوف نندمج بشكلٍ أكبر مع المتغيرات العالمية.

‏‎إن الأمير محمد بن سلمان محافظ حينما يتحدث عن القضايا الدينية. إذ يتعامل مع السلطات الدينية كحلفاء موثوقين له ضد التطرف ولا يعاملهم كخصوم، ويكرر الأمير محمد حجة مفادها أن النهج الديني المتطرف هو ظاهرة حديثة نسبيًا؛ نتيجةً للثورة الإيرانية التي وقعت في عام 1979 واحتلال المسجد الحرام في مكة من قبل متطرفين سنة في ذات العام كردة فعل للتطرف الشيعي.

‏‎وقال الأمير محمد بن سلمان: “انا شاب، وسبعون بالمئة من مواطنينا هم من الشباب. نحن لا نريد أن نضيع حياتنا في هذه الدوامة التي كنا فيها طوال الـ 30 سنة الماضية بسبب الثورة الخمينية، والتي سببت التطرف والإرهاب، نحن نريد أن ننهي هذه الحقبة الآن، نحن نريد – كما يريد الشعب السعودي – الاستمتاع بالأيام القادمة، والتركيز على تطوير مجتمعنا وتطوير أنفسنا كأفراد وُسر، وفي نفس الوقت الحفاظ على ديننا وتقاليدنا، نحن لن نستمر في العيش في حقبة ما بعد عام 1979″، واختتم حديثه قائلًا: “لقد ولى زمان تلك الحقبة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى