المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

واشنطن تعرض على إيران شروط «استسلام»

أطلّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مطلقاً استراتيجية أميركية جديدة من 7 محاور للتعامل مع إيران، بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي «أخفق في ضمان أمن الأميركيين، وتسبب في ازدياد التوسع الإيراني في المنطقة بعد توقيعه».
وأكد بومبيو أن إيران «لن تكون أبداً بعد الآن مطلقة اليد للهيمنة على الشرق الأوسط»، واعداً بـ«ملاحقة العملاء الإيرانيين وأتباعهم في حزب الله في كل أنحاء العالم بهدف سحقهم».
وإذ تعهّد بومبيو بأنه سيعمل مع البنتاغون والحلفاء في المنطقة «لردع أي عدوان إيراني»، وضع 12 شرطاً على إيران لإبرام اتفاق جديد معها.
ووصف المراقبون الشروط الـ 12 بأنها أقرب إلى وثيقة استسلام تقدمها إدارة دونالد ترامب إلى النظام الإيراني.
وتتمحور أغلب المطالب من إيران حول إنهاء التدخل في شؤون دول المنطقة، ووقف دعم الأذرع المحسوبة على طهران فيها، وسحب كل القوات من سوريا، والإفصاح عن برنامجها النووي والسماح بتفتيش جميع المنشآت، ووقف إنتاج الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.
وقال بومبيو: «إذا التزمت إيران هذه الشروط، فسنكون مستعدين لرفع العقوبات وتطبيع العلاقات معها».
وأكد الوزير الأميركي أن العقوبات التي ستفرض على طهران ما هي إلا البداية وستزداد شدة، وستكون الأقسى في التاريخ. وأوضح: «العقوبات التي سنفرضها ستجعل إيران تكافح لمجرد البقاء»، متوعداً طهران بمواجهتها بـ«عزيمة فولاذية».

تهديدات لا سابق لها، وشروط شبه تعجيزية، أعلنها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، أمس، بحق إيران، خلال عرضه الاستراتيجية الاميركية الجديدة المكونة من 7 محاور للتعامل مع طهران وتهديداتها، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي.
وتوعّد وزير الخارجية الاميركي بأن ايران «لن تكون بعد الآن مطلقة اليد للهيمنة على الشرق الاوسط» و«بملاحقة عملاء إيران ورديفها حزب الله حول العالم لسحقهم».
وألقى بومبيو المدير السابق لـ«وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي إيه) خطاباً مشددا ضد إيران، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستمارس عليها «ضغوطاً مالية غير مسبوقة» مع فرض «أقوى عقوبات في التاريخ».
وبعد أسبوعين من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الهادف الى منع طهران من امتلاك أسلحة نووية، حدد بومبيو 12 شرطا للتوصل الى «اتفاق جديد» مع إيران مع مطالب أكثر صرامة حول «النووي»، ووضع حد للصواريخ البالستية والتدخل الايراني في الشرق الاوسط.

الملف النووي
وقال بومبيو إن الولايات المتحدة مستعدة للرد إذا قررت إيران استئناف برنامجها النووي، مردفا: «مطالبنا لإيران معقولة: تخلوا عن برنامجكم». وتابع: «إذا قرروا العودة (للبرنامج النووي) وإذا شرعوا في تخصيب (اليورانيوم)، فإننا أيضا مستعدون تماما للرد».
وأكد بومبيو ان واشنطن انسحبت من الاتفاق بسبب الأخطاء التي شابته، ولأنه لم يتطرق لبرنامج إيران الصاروخي، لافتا إلى أن فقرات من الاتفاق أجّلت فقط حصول ايران على أسلحة نووية حتى عام 2025. أما بعدئذ، فستكون إيران حرة في الحصول على أسلحة نووية، وهو ما سيفضي إلى تنافس محموم على التسلّح.
وأضاف بومبيو أن من دعموا الاتفاق النووي زعموا أن توقيعه سيجعل منطقة الشرق الأوسط أكثر استقرارا، ولكن شيئا من ذلك لم يحصل، إذ زادت طهران وتيرة عدائها بعد الاتفاق، واستغلت ما حصلت عليه من أموال لتأجيج الأوضاع في الشرق الأوسط.
وذكر الوزير أن طهران خدعت العالم بالاتفاق، وستواجه أقسى عقوبات في التاريخ: «سنمارس ضغوطا مالية غير مسبوقة على إيران، والعقوبات ستزداد إيلاما ما لم تغير إيران مسارها.. العقوبات قد تكون الأقسى في التاريخ، وسنتعقب شركاء إيران في المنطقة والعالم ونقضي عليهم‎».
ودعا بومبيو طهران إلى التزام تعهداتها، وأن تكشف للوكالة الدولية عن كل أنشطتها النووية، موضحا أن أي اتفاق يجب أن يضمن عدم حصول إيران على السلاح النووي.

راعي الإرهاب
وأشار الوزير الأميركي إلى ان إيران هي الراعي الاول للإرهاب في العالم، وأن دعمها مستمر لـ «حزب الله»: «إيران سلحت ميليشيات حزب الله اللبناني وأنفقت أموالها لإراقة الدماء في الشرق الأوسط، ويجب ان تتوقف عن دعم الإرهاب والحوثيين في اليمن».
وأضاف ان إيران تدخّلت في سورية، مما أدى إلى نزوح ولجوء ملايين السوريين، داعياً إياها إلى الانسحاب من سوريا والتوقف عن دعم حزب الله وحركتي حماس والجهاد الإسلامي‎. وأضاف: «الأوروبيون قلقون من أنشطة إيران.. النظام الإيراني يقدم ملايين الدولارات للجماعات المسلحة في الخارج»، متهما طهران بالقيام باغتيالات سرّية في أوروبا.
وأكمل أنه سيعمل مع وزارة الدفاع (البنتاغون) والحلفاء في المنطقة «لردع أي عدوان إيراني»، مردفا: «لن تكون إيران أبدا بعد الان مطلقة اليد للهيمنة على الشرق الأوسط»، واعدا بـ«ملاحقة العملاء الإيرانيين وأتباعهم في حزب الله في كل أنحاء العالم بهدف سحقهم». وقال: «النظام الإيراني لن يدوم للأبد»، قائلاً لمسؤوليه: «لتعوا أن تصرفاتكم الحالية ستقابل بكل حزم». (رويترز، أ ف ب، الأناضول)

نطلب دعم الكويت.. والحلفاء
طالب بومبيو حلفاء واشنطن بـ«الدعم»، معدّدا الكويت والسعودية والبحرين والإمارات ومصر ودولا أخرى.
وقال إن بلاده وحلفاءها سيضغطون على إيران ويشدّدون الخناق عليها اقتصاديا كي تلتزم بتعهداتها وتوقف زعزعتها للشرق الأوسط ودعمها للميليشيات، وكي تعود إلى طاولة المفاوضات.

توثيق الاعتقالات

أفاد بومبيو بأن النظام الإيراني سبب الأزمات الاقتصادية في بلاده، وان التظاهرات أوضحت ان الشعب الإيراني غاضب من نظامه، مضيفاً: «تعامل النظام الإيراني مع المحتجين بالقتل والاعتقال والتعذيب يظهر قدر الاستياء من السياسة المتبعة.. هناك توثيق للتعذيب والاعتقالات».
وتابع بومبيو: «ثمة فرق بين الشعب الممتعض من الفساد والنظام الذي لا يكف عن تقديم ملايين الدولارات للميليشيات في الخارج.. الشعب الإيراني يعاني من انهيار الاقتصاد، وحان الوقت للنظام الإيراني أن يحقق تطلعات شعبه للتغيير والحرية».

تحذير شديد اللهجة لأوروبا

وجه بومبيو تحذيرا شديد اللهجة للشركات الأوروبية من التعامل مع إيران، قائلا إنها «ستتحمل المسؤولية» في حال فعلت ذلك.
وبدأ الاتحاد الأوروبي في عملية تفعيل قانون لا يعترف بأي أحكام قضائية تضع عقوبات واشنطن موضع التنفيذ.
ويسمى القانون بـ«التعطيل»، أو «الحجب»، ويتيح للشركات والمحاكم الأوروبية ألا تخضع لقوانين تتعلق بعقوبات اتخذتها بلدان أخرى، وينص على ألا يتم تطبيق أي حكم قررته محاكم أجنبية بناء على هذه القوانين.

12 مطلباً قاسياً

1 – ان تقدم للوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا عن برنامجها النووي السابق وعن كامل ابعاده العسكرية والسماح لوكالة الطاقة الذرية بالتفتيش باستمرار.
2 – التوقف عن تخصيب اليورانيوم وألا تحاول معالجة البلوتونيوم، وغلق المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل.
3 – أن تمنح الوكالة الدولية نفاذا مطلقا لكل المحطات النووية، العسكرية منها وغير العسكرية.
4 – إنهاء نشرها للصواريخ الباليستية على إيران ووقف انتاج أي صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
5 – إطلاق سراح المواطنين الأميركيين وكل المواطنين التابعين لدول شريكة.
6 – وضع حد لدعمها لمجموعات إرهابية في الشرق الأوسط كحزب الله وحركة حماس والجهاد الإسلامي.
7 – احترام سيادة الحكومة العراقية والسماح بنزع سلاح الميليشيات الشيعية.
8 – وضع حد لدعم الميليشيات الحوثية وأن تعمل على التوصل لحل سياسي في اليمن.
9 – الانسحاب من سوريا وسحب قادتها من هناك.
10 – وضع حد لدعمها لطالبان ومنظمات إرهابية أخرى في أفغانستان ودعمها للقاعدة.
11 – وضع حد لدعم فيلق القدس في الحرس الثوري الذي يدعم الإرهابيين في العالم.
12 – وضع حد لتصرفاتها التي تهدد جيرانها، والكثير منهم هم حلفاء للولايات المتحدة، وذلك يشمل التهديد بتدمير إسرائيل والقضاء عليها، وكذلك اطلاق الصواريخ على السعودية والإمارات وتهديد الملاحة والهجمات الإلكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى