المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

وزير الخارجية: محطات العلاقات الكويتية ـ الإسبانية المضيئة لا حصر لها

المصدر/الأنباء الكويتية

  • ألباريس: الأشهر المقبلة ستشهد عملاً على تعميق التعاون في التحول الرقمي والأمن السيبراني والثقافة والسياحة
  • السعيدي: مواصلة بذل الجهود الرامية إلى توثيق العلاقات في مختلف المجالات والصعد كافة

أقامت سفارتنا في مملكة إسبانيا الثلاثاء احتفالية «غير تقليدية» بمناسبة ذكرى مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الديبلوماسية بين الكويت ومملكة إسبانيا الصديقة.

وافتتحت الاحتفالية بكلمة مسجلة لوزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د.أحمد ناصر المحمد ونظيره الاسباني خوسيه مانويل ألباريس أشادا فيهما بالعلاقات الثنائية المتميزة بين الكويت ومملكة إسبانيا. وأكدا رغبة البلدين في مواصلة تعميق التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين.

وقال وزير الخارجية في افتتاح الطاولة المستديرة التي أقامتها سفارتنا لدى إسبانيا بالمناسبة ان «العلاقات بين البلدين الصديقين مرت بمحطات مضيئة لا حصر لها»، لافتا إلى ان ذلك «ساهم في تعزيز العلاقات الرسمية والشعبية بينهما وتوطيدها في كافة المجالات».

وأضاف ان «العلاقات بين البلدين مرت بمواقف مصيرية ووجودية أثبت فيها البلدان التزامهما بمبادئ لا يمكن التنازل عنها، من أبرزها موقف إسبانيا الداعم حين قدمت الكويت في فترة استقلالها طلب انضمامها للأمم المتحدة وكذا موقفها التاريخي خلال ما تعرضت له الكويت من عدوان عراقي غاشم عام 1990»، لافتا في هذا السياق إلى ان «الكويت لا تنسى موقف إسبانيا الصديقة المؤيد والداعم للحق الكويتي وانه لايزال محفورا في ذاكرة جميع الكويتيين وقلوبهم».

واعتبر ان «التواصل الوثيق والمستمر بين حكومتي الكويت ومملكة إسبانيا طوال العقود الماضية لهو دلالة على تنسيق عالي المستوى أفضى إلى تقارب وجهات النظر حيال مجمل القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية وإلى تبادل الدعم في المحافل الدولية»، لافتا في هذا السياق إلى الزخم المتواصل للزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين من الجانبين.

وأضاف «عندما نتحدث عن العلاقات الكويتية – الإسبانية فإن ما يميزها هو التاريخ المشترك وما يحمله من ارث ثقافي يقرب المسافات وذلك ان مملكة إسبانيا بمختلف مدنها هي إحدى وجهات السفر المفضلة للشعب الكويتي على مدار العقود الماضية حتى أصبحت إحدى الوجهات الرئيسة للسياح الكويتيين».

وفي هذا الصدد، شكر «الدعم والرعاية المقدمين من إسبانيا وحكومتها للمواطنين الكويتيين المتواجدين على أرضيها».

وأكد في سياق متصل على قدرة الكويت ورغبتها في تعزيز تواجدها في مجال الطاقة في إسبانيا من خلال القدرة التامة على توفير احتياجات السوق الإسباني من المشتقات البترولية نظرا لما تملكه الكويت من خبرة كبيرة في هذا القطاع.

وشكر الدور الكبير للشركات الاسبانية المتواجدة في الكويت في تنفيذ روية الكويت 2035، داعيا القطاع الخاص في إسبانيا إلى استغلال الفرص الكبيرة التي يزخر بها السوق الكويتي بما يصب في مصلحة البلدين الصديقين وتعميق العلاقات بينهما.

ولفت إلى ان إسبانيا إحدى الوجهات الرئيسة لاستشفاء المواطنين الكويتيين لما تمتلكه من خبرات رائدة في المجال الطبي، لافتا إلى انه أحد المجالات الواعدة لمزيد من التعاون.

وأشاد بمواقف إسبانيا حيال القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ودعمها المستمر لمبدأ حل الدولتين وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية وبما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ونيل مطالبه المشروعة.

وهنأ الجانبين الكويتي والاسباني بهذه المناسبة العزيزة، داعيا إلى توسيع وتعميق آفاق التعاون بين البلدين الصديقين.

من جانبه، قال وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس في كلمة مسجلة أيضا ان البلدين تقاسما 60 عاما من الصداقة بين الحكومات وبين شعبي البلدين.

وأضاف انه رغم ان الاحتفال بالذكرى السنوية الـ60 لإرساء العلاقات الديبلوماسية بين البلدين يأتي في خضم جائحة غير مسبوقة فإن البلدين نجحا في تجديد العلاقات الثنائية وتعزيزها وإعطاء دفع جديد للتعاون على جميع الصعد.

وشدد ألباريس على أهمية التنسيق وتعميق التعاون الثنائي في القضايا التي تهم البلدين الصديقين في شتى المجالات ووضع استراتيجيات لمواجهة التحديات المشتركة.

وقال ان العلاقات السياسية والديبلوماسية المتميزة بين البلدين يجب أن تأتي مترافقة بالتعاون الوثيق في الجانبين الاقتصادي والتجاري وفي مجال الاستثمارات بما يعود بالخير على شعبي البلدين وعلى الشركات والمؤسسات.

وأكد ألباريس أهمية استغلال الفرص لتعميق التعاون في مجالات الصحة والتربية والأمن الغذائي وكافة المجالات التي لها تأثير كبير على الشعبين الكويتي والاسباني، ومنها التحول الرقمي والأمن السيبراني في حين أوضح انه سيتم العمل في الأشهر المقبلة على تعميق التعاون في تلك المجالات وفي مجالي الثقافة والسياحة.

واختتم ألباريس بالتشديد على رغبة حكومة إسبانيا وتعهدها بالعمل الوثيق لتعميق التعاون بين إسبانيا والكويت في شتى المجالات.

وسّعت السفارة الكويتية لتكون الاحتفالية بمرور 60 عاما على إرساء العلاقات الثنائية بين البلدين غير التقليدية وحرصت على ان يكون لها مخرجات عملية من شأنها إعطاء دفع جديد للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.

احتفالية «غير تقليدية»

وخلال الاحتفالية ألقى سفيرنا لدى إسبانيا عيادة السعيدي كلمة استعرض فيها واقع العلاقات الثنائية بين البلدين ومستقبلها.

وتقدم السفير السعيدي بأسمى آيات التهاني وأجمل التمنيات لقيادات البلدين وشعبيهما، مؤكدا في هذا السياق على اعتزاز الكويت بقوة العلاقات الديبلوماسية الثنائية ومتانتها.

وأضاف ان السفارة في مدريد بادرت تنفيذا لرغبة القيادة السياسية العليا للكويت وبتوجيهات وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ د.أحمد ناصر المحمد إلى تنظيم احتفالية غير تقليدية هدفت إلى جمع عدد من القطاعات في مجالات التعاون المشترك بين البلدين لتعزيزها وتوطيدها.

وأعرب عن أمله في تسفر الطاولة المستديرة عن نتائج مثمرة للارتقاء بالعلاقات الثنائية والتعاون المشترك بما يلبي تطلعات شعبي البلدين.

وأكد الاستعداد لمواصلة بذل الجهود الرامية إلى توثيق العلاقات في مختلف المجالات وكافة الصعد، معتبرا ان احتفالية اليوم تمثل محطة جديدة من التعاون في مسار العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين.

وشدد على الحرص على بلورة الأفكار والرؤى التي سيتم طرحها وترجمتها إلى توصيات يتم تقديمها للجهات المعنية للمتابعة وصولا إلى الأطر القانونية وتنفيذها على أرض الواقع.

تعميق التعاون

من جانبه، أكد مدير عام إدارة المغرب والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط ألبرتو أوثيلاي على حرص الحكومة الاسبانية على تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التعاون لاسيما في مجالات التجارة والاستثمار والصحة والأمن السيبراني.

وأعرب عن رغبة إسبانيا في مواصلة العمل المشترك مع الكويت نحو مزيد من التقارب في وجهات النظر والمواقف تجاه القضايا المحلية والإقليمية والمسائل ذات الاهتمام المشترك، شاكرا في هذا السياق جهود السفارة الكويتية في مدريد لتحقيق ذلك التقارب وسعيها لمزيد من التعاون الثنائي في قضايا تهم شعبي البلدين.

وشارك في الطاولة المستديرة عدة متحدثين رئيسيين من الجانبين الكويتي والاسباني في القطاعين العام والخاص، علما ان الجانب الإسباني شارك حضوريا في حين شارك الجانب الكويتي عبر الاتصال المرئي.

وبحثت الطاولة المستديرة أربعة محاور أساسية هي القطاع التجاري والاقتصادي والاستثماري والأمن الغذائي وكذلك قطاعات الصحة والتعليم والثقافة وأخيرا قطاع الامن السيبراني والتحول الرقمي.

وتبادل المشاركون وجهات النظر والأفكار واستعرضوا الفرص المتاحة والتسهيلات التي يقدمها البلدان لتواجد الشركات وتعزيز الاستثمارات وتبادل الخبرات في شتى المجالات.

وعلى صعيد التجارة والاقتصاد استعرض الجانب الكويتي أبرز ما يميز الكويت في جميع المجالات بما يجعلها وجهة للاستثمارات والخبرات الاسبانية، داعيا الجانب الاسباني إلى الاستثمار في الكويت من خلال هيئة تشجيع الاستثمار المباشر التي تقدم للمستثمرين تجارب فريدة من نوعها.

وفي قطاع الصحة دعا المشاركون إلى التعاون في مجال البحوث الطبية وتعزيز صحة كبار السن والاستفادة من الخبرات الاسبانية والتعاون في مجال إدارة المستشفيات.

أما على صعيد الثقافة والتعليم فقد أكد الطرفان على فرص التعاون المشتركة لتطوير البرامج الثقافية ووضع برامج شراكات للبحث العلمي وبرامج طلابية لبناء قوى عاملة منتجة لتطوير الحاضر والمستقبل والحفاظ على الصداقة الراسخة بين البلدين.

وشدد الطرفان على ضرورة تطوير اتفاقية التعاون العلمي التي وضعت في مايو 2008 لتعزيز أوجه التعاون المشترك فيما أعرب الطرف الاسباني عن رغبته في استقبال الطلبة الكويتيين في الجامعات الإسبانية العامة والخاصة.

وعلى صعيد الأمن السيبراني والتحول الرقمي دعا الطرفان إلى أهمية التعاون للتصدي للمعلومات المضللة وتعزيز الأمن السيبراني للافراد والشركات والمؤسسات ومواصلة العمل لضمان الحقوق والحريات، مشيرين إلى رغبتهما في تطوير التعاون لمواجهة التحديات المستقبلية.

وتم خلال الاجتماع طرح نماذج ناجحة من التعاون مع دول أخرى واقتراح آليات لتنفيذ هذا التعاون الجديد وتوسيع قاعدته.

واختتم الحفل الذي أقيم في مقر رئيس البعثة الديبلوماسية الكويتية في مدريد بتقديم الجانب الكويتي «هدية فريدة غير تقليدية» للجانب الاسباني تتجسد في لوحة ابدعتها الفنانة الكويتية نورة العبدالهادي تمثل أوجه التعاون والصداقة التاريخية بين الطرفين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى