المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

‏حظر التجول وفوائده

 

‏ بداية، أتضرع لله عز وجل بأن يحفظنا ويحفظ جميع المسلمين من هذا الوباء، المُسمى بفيروس كورونا، وأن يُنجينا من الإصابة به، وأن يوفق العلماء والأطباء والمتخصصين بإيجاد الدواء النافع في أقرب وقت. ففعلا..!! بات هذا الوباء شبحا مخيفا، حيث أدخل الرعب في قلوب الجميع، من دولٍ وأفراد، وأضحى حديث العالم بأسره، وباتت حكومات العالم تتخذ عدة إجراءاتٍ إحترازية في سبيل الحد من إنتشاره، نظرا، لعدم التوصل للدواء المناسب لهذا الداء.

‏ ومن تلك الإجراءات المُتخذة من قبل الحكومات، ما صدر مؤخرا، بهدف الحد من إنتشاره السريع، وتفشيه بين الأفراد، ألا وهو منع التجول. ولمنع التجول فائدتين أراهما، ” بحسب رأيي الشخصي “. الفائدة الأولى تتمثل بالصحة العامة، وهي الحد من إنتشار المرض نتيجة مخالطة الآخرين، بينما الفائدة الأخرى، وهو التجمع العائلي الذي بات نادرا عند بعض الأُسر.

‏ فإن أخذنا الفائدة الأولى، فأننا على يقين أن ما قامت به الحكومات هو بصالح شعوبها، نظرا لمعرفتها التامة بخطورة المرض، من حيث الإنتقال السريع نتيجة المخالطة بالآخرين، علاوة على عدم إيجاد علاج مناسب له، الأمر الذي يُحتم على الحكومات إتخاذ هذا الإجراء في سبيل إنحساره وإحتوائه قدر المستطاع، ولذلك فحظر التجول بات ضرورة ملحة على الحكومات لتطبيقه، وعلى الأفراد التقيد به، لأنه من مصلحتهم بلا شك.

‏ في حين أن الفائدة الأخرى، تكمن في التجمع الأسري، الذي لم نعد نلحظه كما كان في السابق، لإنشغال الآخرين عن بعضهم، لدرجة أن الآباء لايشاهدون أبناءهم سوى ساعاتٍ قليلة خلال اليوم كله، مما يجعل التفكك الأسري قابل للتطبيق، فالتماسك إن لم يكن شعار الأسرة، فمن المؤكد أن التفكك قادم لا محالة.

‏ أضف إلى ذلك أن العاطفة غريزة لابد من إشباعها، وإشباعها يكون من الأب في المقام الأول، بحيث يلتقي بأبنائه، ويحادثهم، ويمازحهم، ويلاطفهم حتى يعي الأبناء أن لديهم قائداً يتابعهم، وغير غافلا عنهم. وهنا أقول أن هذه الأمور التي ذكرتها تكون في القلة القليلة من الأسر، حتى لا يعتقد القارئ الكريم أنني أبالغ، أو أشوه صورة المجتمع، ففي جُلّ المجتمعات تجد من لا يهتم بأسرته، وحديثي هذا موجه إليهم ” وأسأل الله لهم الهداية”.

‏ وبالعودة لحظر التجول، أتمنى من الجميع التقيد، وعدم الخروج نهائيا حتى لا يقعوا تحت المساءلة القانونية، فبقاءهم في المنازل سلامة لهم ولأبنائهم، والخروج محدد بالضرورة كما حدده المسؤولون، فلسلامتك وسلامة أسرتك يجب أن تتقيد بالتعليمات إلى حين ان تنقشع هذه الغمة التي أسأل الله يأتي لنا بالفرج العاجل، وأن يعديها على خير وسلام، وأن لا يصاب أحدٍ بهذا المرض، وأن يُلهم المتخصصين بإيحاد العلاج المناسب له .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

بقلم: احمد هاني القحص
رئيس الإتحاد الدولي للإعلاميين العرب
رئيس تحرير جريدة الشعلة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى