المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

‏حُرمة المقابر لم تعد لها حُرمة

 

بقلم: احمد هاني القحص

‏ منذ عقدين من الزمن تحديدا، باتت المقبرة كأنها مكان عام، يتداول بها الحديث، ويتخللها الضحك، ويُشرع التدخين فيها لدى البعض، متناسين أن لها رهبة، وكذلك عبرة وعظة لضمها رفات الموتى، الذين ذهبوا لدار الخلود وهي الدار الآخرة، ” أسأل الله لهم الرحمة والمغفرة “.

‏ فالمقابر مكانٌ موحش بكل تأكيد، وصمته له وقار في قلوب وعقول المدركين اليقظين، أما الغافلين فقلوبهم وعقولهم في مكانٍ آخر، فحينما أحضر لجنازةٍ، أرى ما يكدر خاطري من قبل البعض، الذين لا يُراعون حرمة المقابر، ولا مشاعر أهل المتوفي، فهم في وادٍ آخر، بعيدين كل البعد عن المكان الذي يتواجدون به.

‏ فبكل أمانة وصدق، يحتاج البعض منا للتنبه واليقظة لهذا الأمر، لأنه أمر ليس بالسهل إطلاقا، فالتصرفات التي تحدث، والسلوك الذي يجري لا يمكن لأي عاقل أن يقبل به، فهو مرفوض رفضا قاطعا، ويجب على الحضور أن يُنبه كل من تصدر منه هذه التصرفات، حتى وأن أزعجته النصيحة، ” فهي ستزعجه الآن، ولكنه في المرة القادمة لن يُعيدها “.

‏ فقبل أيامٍ تقريبا، ” وهو الأمر الذي إستدعاني لكتابة هذه المقالة بسبب عدم الإنتباه لهذا الأمر “، ضجت وسائل التواصل الإجتماعي بحادثة رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم، في مقبرة الصليبيخات، والتي تخللها إحتكاك مع أحد الأطراف، مما جعل التعليقات تنهمر كإنهمار المطر في يومٍ ملبدٍ بالغيوم، وقد تباينت التعليقات في ذلك، وكلٌ سيتحمل وّزْرَ تعليقه في ذلك بالنهاية.

‏ ما يهمنا هنا هو الحدث الذي وقع في المقبرة، وأمام أنظار المُعزّين، ناهيك على أن أهل المتوفين يَأنّون حزنا على فراق من فقدوا، فضلا ع عدم مراعاة حرمة المقبرة، وكيف جرى ذلك دون مراعاة لمشاعر أهالي المتوفين.

‏ حقيقة أمر محزن ان نرى من أبنائنا وإخواننا من لا يُراعي حرمة المقابر، بسلوك وتصرفات لا تليق بهذا المكان، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، لأنه سلوك خاطئ، ولذلك .. أتمنى من قبل الدعاة والواعظين، تنبيه الغافلين لهذا الأمر، والعمل على تصويب عقول البعض للطريق الصحيح، ففعلا كثير منا يحتاج لجرعات وعظية في قلبه قبل عقله، حتى تنتهي هذه الظاهرة الأليمة في المقابر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى