يبدو أن فصولاً جديدة تشهدها قضية التدخّل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، لدعم دونالد ترامب، بدأت تمثّل قلقاً حقيقياً للرئيس، فقد كشف تقرير تمويلي لحملته، مُقدَّم إلى لجنة الانتخابات الاتحادية، أمس الأول، أنها دفعت في 27 يونيو الماضي، مبلغ 50 ألف دولار، لمكتب آلان إس. فيوترفاس للمحاماة، الذي يمثّل حالياً دونالد ترامب الابن، في تحقيقات عن تدخّل روسيا في الانتخابات، وتحقيقات أخرى عن اتصالات محتملة بين مسؤولين روس وحملة ترامب.
ودُفع المبلغ، الذي وصف بأنه لتغطية رسوم «استشارات قانونية»، قبل أيام من تقارير كشفت عن اجتماع عُقد في نيويورك في يونيو 2016، جمع نجل ترامب مع المحامية الروسية ناتاليا فيسلنيتسكايا، بعد أن قيل له إنها ربما يكون لديها معلومات تضر منافسة والده الديموقراطية هيلاري كلينتون. واضطُرّ نجل ترامب إلى نشر رسائل بريد إلكتروني أوضحت عقده الاجتماع وسعيه لامتلاك معلومات تضرّ بكلينتون.
ولم تكشف المذكرة المقدَّمة إلى لجنة الانتخابات، الشخص أو الجهة التي يمثّلها مكتب المحاماة. لكن تبيّن الإثنين أن مكتب فيوترفاس يمثّل ترامب الابن، بعد أن
أورد تقرير لصحيفة نيويورك تايمز تفاصيل اجتماعه والمحامية الروسية. ولم يوضح المكتب متى تم التعاقد مع نجل الرئيس.
من جهتها، أوضحت صحيفة الغارديان أن فوتيرفاس – المحامي المخضرم النيوزلندي المعروف في الدفاع عن العملاء المشاركين مع عائلات مافيا الجريمة – هو محامي دونالد ترامب الابن.
من ناحية أخرى، دفعت حملة ترامب كذلك ما يزيد على 5388 ألف دولار لشركة المحاماة جونز داي، التي مثّلتها خلال الانتخابات، و89561 دولارا نظير «استشارات قانونية» لشركة ترامب، التي يملكها الرئيس، بتاريخ 30 يونيو.
وعيّن ترامب كذلك مارك كاسوفيتز مستشاره القانوني منذ فترة طويلة، في منصب مستشار من خارج الحملة. ولم يكشف تمويل الحملة عن أي مدفوعات له.
وقضت اللجنة الاتحادية للانتخابات أنه بإمكان المرشحين والمسؤولين الاتحاديين إنفاق أموال الحملة على رسوم استشارات قانونية دُفعت بسبب ترشحهم.
في سياق متّصل، قرر الرئيس الاميركي تعيين مستشار قانوني جديد للبيت الأبيض للتعامل مع معضلة التحقيقات حول العلاقات مع روسيا.
وأعلن البيت الأبيض في بيان مقتضب، أمس الأول، أن الشريك في مكتب هوغان لوفيلز للمحاماة في واشنطن، المدعي العام الفدرالي السابق تاي كوب، «سيتولى منصب المحامي الخاص للرئيس ترامب».
وذكرت شبكة إيه بي سي أن المستشار القانوني سيعمل بالتنسيق مع المحامين الخاصين المكلفين الدفاع عن ترامب في فضيحة تدخل روسيا في الانتخابات.
إلى ذلك، أظهرت نتائج استطلاع أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة إيه بي سي، أنه بعد مرور نحو ستة أشهر على تولى ترامب لمنصبه، انخفضت شعبيته إلى %36.
وأوضح الاستطلاع أن شعبية ترامب تراجعت مقارنة بشهر أبريل الماضي، عندما بلغت %422. وارتفعت نسبة عدم شعبية ترامب بواقع خمس نقاط لتصل إلى %58، وبيّن الاستطلاع أن %48 ممن شملهم الاستطلاع «يعارضون بقوة « أداء الرئيس الحالي. ويوضح أن نحو نصف الأميركيين تقريبا (48 %) يرون أن قيادة أميركا للعالم في أضعف حالتها منذ تنصيب ترامب، مقارنة بـ %27 قالوا إنهم يرون أن قيادة أميركا للعالم أصبحت أكثر قوة. (واشنطن – رويترز، أ ف ب ـ د ب أ)
