المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

«إلغاء المكافأة الاجتماعية للطلبة»… زوبعة في فنجان

المصدر:الرأي

أبدى عدد من طلبة جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، رفضهم الشديد لمجرد المطالبة بإلغاء المكافأة الشهرية التي تمنحها لهم الدولة، مستغربين من أنه بدلاً من زيادتها تتم المطالبة بإلغائها، فيما حسم وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور سعود الحربي الجدل بتأكيده أن «الاعانة» الخاصة بالطلبة لن تمس، موضحاً أن صرفها جاء بقانون ولايمكن إلغاؤها إلا بقانون.
ومع تصاعد الجدل والخلاف حول القضية التي لم تكن سوى مجرد «زوبعة في فنجان»، قامت «الراي» بجولة ميدانية في عدد من كليات الجامعة والتطبيقي، لرصد آراء الطلبة بشأن صرف المكافأة الطلابية لهم على أساس الحاجة لها، كما كانت سابقاً، حيث إنه يجب أن يقدم الطالب طلباً للحصول عليها، ولا تمنح إلا بعد التأكد من استحقاقه لها عبر دراسة حالته، وفق ما طالبت به مساعدة مدير البرنامج الإنشائي في جامعة الكويت الدكتورة أنوار الإبراهيم.
وقال الطالب في كلية الآداب بجامعة الكويت جراح الفضلي، إن مطالبة البعض بإلغاء الإعانة الطلابية، وربطها بدخل الأسرة أمر مرفوض، ما يعزز من استمرار اتكال الفرد على أسرته اقتصادياً في المجتمعات العربية، حتى بعد حصوله على فرص عمل، وإقباله على الزواج أحياناً، معتبراً أن الإعانة الشهرية تدفع الطالب لأن يكون أكثر اعتماداً على ذاته.
من جهته، رأى الطالب صالح الحسن أن عجز الميزانية سببه الفساد، وسوء التخطيط من قبل بعض المسؤولين في الدولة، وليس صرف الإعانة الطلابية التي يجب أن تتم زيادتها بدلاً من إلغائها، مطالباً الدولة ببناء جامعات والاستعانة بخبرات أكاديمية بأعداد أكبر، ما يساهم في تقليص أعداد البعثات الدراسية للخارج التي تكلف الملايين سنوياً.
وجاء رأي الطالبة في كلية العلوم الاجتماعية أنوار رمضان مماثلاً للحسن، حيث أكدت أن الطالب بحاجة لزيادة الإعانة الطلابية، بسبب الاستمرار في تصاعد الغلاء المعيشي الذي يعيشه المواطن الكويتي اليوم، مشيرة إلى أن كوب القهوة ارتفع سعره ليصبح تكلفته شهرياً أكثر من نصف مبلغ الإعانة التي تصرف للطلبة، وأن سعر وقود السيارات ارتفع للضعف، بالإضافة لأسعار المطاعم المبالغ بها واضطرار الطالب للأكل خارج المنزل ضمن وقت الفراغ بين المحاضرات، وأن الطالب قد ينفق إعانته بعد أسبوع فقط من صرفها له.
وتساءلت الطالبة في كلية العلوم الطبية عطور العنزي قائلة: «إذا تم إلغاء الإعانة، منو رح يقدر يشتري المقررات والكتب اللي يجبرون الطالب على شرائها بمبلغ لا يقل عن 30 دينارا كويتيا؟»، لافتة إلى أن الطالب يقوم بصرف الإعانة على متطلبات الكلية والأساتذة، وليس على احتياجاته وملذاته الشخصية.
من جانبه، اعتبر الطالب في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب فهد اللوغاني أن الإعانة الطلابية لا تعتبر هدرا للأموال، بل استثمار ببناء خبرات تساهم في بناء الدولة وتطويرها، وأن الهدر قد يكون في صرف الرواتب العالية لبعض الأساتذة في الجامعة ليصل راتب الأستاذ الواحد إلى 4 آلاف دينار شهرياً، لافتا إلى أنه من أراد أن يقتصد منهم لمنع هدر الأموال العامة، فالأجدر أن يطالب أولاً بخفض راتبه بنسبة ألف دينار على الأقل.
بدورها، قالت الطالبة في كلية التربية الأساسية في التطبيقي نورة المناعي إن الشعب الكويتي عزيز النفس، ولن يقوم بتقديم أوراق تثبت حاجته للإعانة إذا تم تنفيذ القرار لحصوله على 200 دينار، وإن هذا القرار صادر بمرسوم أميري ولا يحق لأي جهة أو شخص التناظر بشأنه أو معارضته له.
من ناحيته، اعتبر الطالب في قسم المختبرات الكيميائية أحمد الشايجي أن أغلب الطلبة بحاجة إلى المكافأة الشهرية لإعانتهم، وأن فئة بسيطة ليست بحاجة للـ200 دينار التي تصرف لهم لأنها لا تحدث فارقا بالنسبة لأوضاعهم المالية، ولكن لا يجب حرمان الأكثرية بسبب الأقلية.
وشاركه بالرأي، الطالب في قسم حاسب آلي عبدالله جمعة قائلاً: «صح في ناس مو محتاجة الإعانة، ولكن في ناس تواجه مشاكل مادية في البيت وتحتاج الـ200 دينار»، مؤكداً أن التفرقة في صرف الإعانة لا تجوز، وأنه ليس من العدل أن تصرف لأشخاص ويحرم منها آخرون.

أنوار الإبراهيم لـ «الراي»:  «ويمكرون ويمكر الله…»

جدّدت مساعدة مدير البرنامج الإنشائي في جامعة الكويت الدكتورة أنوار الإبراهيم قولها في تصريح لـ«الراي»، موقفها بأن هناك اختلافاً بالمستوى المعيشي لدى الطلبة، وأنها ترى أن تتوافق قيمة الإعانة الاجتماعية مع المستوى المادي للطالب، بحيث تزيد على القيمة الحالية للمستحقين، وتقل أو تنقطع عن ذوي الدخول العالية.
وأضافت: أما بخصوص سعي بعض الحسابات التي تقتات من خلال عرض الموضوع بصورة مغايرة للواقع، فأكتفي بقول الله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، وبخصوص كل من أساء لشخصي بقصد، أو من غير قصد فأرد بقوله: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).

غضب وامتعاض

ثارت مواقع التواصل الاجتماعي غضباً وامتعاضاً ورفضاً بعد ظهور الدكتورة أنوار الإبراهيم في أحد البرامج التلفزيونية معلنةً عن تأييدها إلغاء المكافأة الاجتماعية للطلبة التي تبلغ قيمتها 200 دينار شهرياً.
وبعد أن تعالت الأصوات الطاعنة بالقرار المقترح اتخاذه، نفى مدير جامعة الكويت بالتكليف عميد كلية الحقوق الدكتور فايز الظفيري الإشاعات قائلاً «غير صحيح ما يثار حول إلغاء المكافأة الطلابية، إذ إنها صادرة بقانون، ولا تملك الجامعة إلغاءها أو تقدير من يستحقها من عدمه»، ودعا الطلبة لمتابعة موقع الجامعة الرسمي للتحقق من صحة الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى