رانية أسعد الصباغ
قرأت بالأمس كتابًا من تأليف الزوجان الأمريكيان (هاوارد جيه موريس و جيني لي)، بعنوان ” جنون النساء و غباء الرجال” ذكرا فيه:” منذ فجر التاريخ عندما حاول أول رجل بدائي سحرته إمراةً أن يعبر عن عاطفته لتلك المرأةً بطرحها في الوحل أثبت الرجال أنه عندما يتعلق الأمر بالمرأة فإنهم يتسمون بالغباء الشديد. و يؤكدان الزوجان الأمريكيان أنه على الجانب الأخر عندما يتعلق الأمر بالرجال يصبحن النساء بغض النظر عن مستوى الذكاء مجنونات و عدم مقدرتهن التحكم في سلوكهن.
وإستنادا إلى هذه الرواية البسيطة والعميقة في آن واحد وضع الزوجان الأمريكيان كتابهما الكوميدي والذي صاغها بإسلوب مشوق وخفيف، تحول الآن إلى مسلسل تليفزيوني شهير، يتخذ من واقع حياتهما دليلًا للعلاقة بين الرجل والمرأة، والتي تتسم أحيانًا بالمصداقية والاخلاص والأمانة، وأحيانًا بالغباء والجنون في إطار واقعي ومتناقض.
بعد قراءتي لكتاب (جنون النساء وغباء الرجال)، للأمريكين شعرت بغضب تجاه كل من الزوجين، فكيف يعممان تجربتهما الشخصية على باقي البشر من الرجال والنساء؟
نحن نعلم أن هناك بعض الاختلافات بين الرجال والنساء، الاختلاف في التفكير، وفي مواجهةًالضغوط الحياتية، والقدرات الجسدية، وحل المشاكل، وفي الانفعالات والألم، والإهتمام بالتفاصيل، وفي أمور كثيره، لكن لا تصل هذه الاختلافات الى الجنون أو الغباء. يجب أن نؤكد أن هناك تأثيرات على الجنسين (الذكر والانثى) ومن أهم هذه التأثيرات ثقافة وبيئة المجتمع على تفكير الرجال والنساء.
