المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

النفايات الفكرية والأخلاقية وأثرهم على الشباب

بقلم/ مزنة بنت مبارك الجريد

كلنا يعرف أن التفكير عملية عقلية معرفية وجدانية راقية تبني وتؤسس على محصلة العمليات النفسية الأخرى مثل الإدراك والإحساس والتحصيل والإبداع وغيرها الكثير من تلك العمليات العقلية لكن يظل التفكير على قمة هذه العمليات العقلية والنفسية وذلك بسبب أهميته في المناقشات وحل المشكلات المتعددة التي تواجه الإنسان

لكن ما يحدث في هذا الوقت الذي ابتدأ منذ السبعينيات وأواخر التسعينيات الميلادية من تغيرات جذرية من الخروج على التفكير الجمعي إلى التركيز على مفهوم الذات الذي يعتبر حجر الزاوية في الشخصية ومحاولة الدعوة المستمرة بالتمركز حول الذات دون الاعتبار لأي قيمة دينية أو اجتماعية أو ثقافية أو عادات وتقاليد هو السبب الأول في صناعة هذا الشخص الذي نراه اليوم مضطرب قلق نفسيًا لا تخلو أفكاره من المبالغة وتعميم السلبيات على كل ما لا يناسبه أضف إلى ذلك تشويه ما يحمله الناس عنه من آراء ونوايا فلا يرى في هذا العالم إلا الشر أو الخير وإن ذلك كله من المفترض أن يكون معه وإن لم يكن معه فهو ضده
لذا انتشر الغضب والتوتر وتفسير المواقف بشكل معي أو ضدي مما زاد التعاسة والقلق وظهور شخصيات وطوائف وتنازع ديني وأخلاقي ما بين الإلحاد والشذوذ الجنسي والدعوات إلى التصلب في مواجهة المواقف المختلفة المتنوعة بطريقة واحدة من التفكير ما قد يساعد في التوسع في خارطة الاضطرابات النفسية
وما يحدث اليوم من تشكي الشباب من اضطراب في حياتهم النفسية أو العقلية آو الاجتماعية سواءً كان اضطراب مؤقت أو دائم إنما هو انعكاس مباشر لأساليب التفكير وتوقعاتهم التي بات الكثير يعاني منها عن أمور الحياة من توقعات ما يغذيه أصحاب الفكر الضال
وما نريد ذكره هنا أن أصحاب النفايات الفكرية والأخلاقية الذين يستغلون الشباب وأوهامهم بحقائق كثيرة تخالف الفطرة البشرية تجعلهم تدفع بهم أن يعيشوا مزاجًا سيئا مبنيا على الاكتئاب ، فيعانون من مشكلات سلوكية بسبب تفكيرهم المركز على تلك الأفكار المسمومة والخاطئة التي تبرمج عقولهم برمجة سلبية مما يجعلهم يصابون بالشك في إمكاناتهم الذهنية وقدراتهم اللامتناهية على التعلم فيلجؤون إلى كل ما يدمرهم ،إما إتباع أصحاب النفايات الفكرية والاخلاقية أو اللجوء إلى استخدام المخدرات والعقاقير الطبية التي تزيد الأمر تعقيدًا بسبب انفعالاتهم المزاجية والشعور بالاكتئاب . وفي الحقيقة إن ذلك الصراع الذي يعيشونه نتيجة حتمية لتبني أسلوب انهزامي ونظرة تشاؤمية لحياتهم .
من ذلك فإن مواجهة هذه الأمور يحتاج إلى مضاعفة الجهود الوطنية والاجتماعية من أجل إيجاد فكر يتماشى مع متطلبات الحياة الحديثة القائمة على صراعات فكرية غريبة يسعى أصحابها بكل السبل المتاحة والأساليب لتحقيق توازن نفسي وانفعالي للشباب العربي والمسلم الذي يعيش في دوامة صراع فكري قاتل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى