المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

سلطان.. رعاية الكتاب والقارئ والناشر.. بقلم: مبارك فهد الدوسري

بقلم: مبارك فهد الدوسري

معارض الكتاب لها أهميتها ودورها في تعزيز الثقافة بمفهومها العام وخصائصها وعناصرها المختلفة، فهي تظاهرة ثقافية ومنارة فكرية ونافذة رأي وعلم، وحوارات وإثراء معرفي بين القارئ والمؤلف بين الناشر والكاتب واطلاع ولقاءات مع النقاد والمفكرين والباحثين.

يستفيد من تلك المعارض الماضي والحاضر والصغير والكبير والعالم والمتعلم باختلاف القراء واهتماماتهم واحتياجاتهم من البحث والقراءة والاطلاع والاقتناء.

ومن تلك المعارض المهمة والمتميزة في الوطن العربي معرض الشارقة الدولي للكتاب، وما يميزه تلك الرعاية والدعم السامي من قبل صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهذا الاهتمام لم يأت من فراغ عندما يكون صاحب السمو مؤلفا وشاعرا وأديبا ومؤرخا وصاحب مشاريع فكرية وأدبية فلا غرابة لهذا الاهتمام وزاد هذا الاهتمام لهذه الدورة 39 للمعرض بالدعم اللامحدود من سموه شكر الله له بأن أعفى جميع الناشرين المشاركين من رسوم المشاركة بقيمة بلغت 6 ملايين درهم، ولا ننسى دعمه السخي هذا العام بتخصيص 10 ملايين درهم لاقتناء الإصدارات الحديثة من خلال شراء الجهات والمؤسسات الحكومية من دور النشر المشاركة في المعرض.

وقد أهدى الشاعر محمد صافي أبياتا إلى الشيخ د.سلطان القاسمي:

إلى قاسمي ذي علوم وحكمة

سلطان خير لا تعد مآثره

كريم يحب الخير للناس كلهم

وإن ذُكر الأجواد فالكل شاكره

وشارقة العرفان تشدو وتزدهي

وبالنصح والإرشاد تزهو منابره

كيف لا وهو الذي قال قبل 40 عاما: «آن الأوان لوقف ثورة الكونكريت في الدولة لتحل محلها ثورة الثقافة».

ومن أقوال سموه ورسائله الرائعة وهي نبراس للفرد والمجتمع: «نحن في الشارقة نقرأ، نريد المجتمع القارئ، وندعو الى تعميق عادات القراءة بين فلذات الأكباد، بل وإلى توفير الكتب المناسبة للرجال والشباب وللمرأة.. كتب للجميع ولهم فيها منافع، بهذا الفهم تكون واحات الكتب واحات نور لا بد من تنميتها وتطويرها.. وفي مجالاتها ومساحاتها فليتنافس المتنافسون».

ويحسب لهيئة الشارقة للكتاب وإدارتها من أصغر موظف الى أكبر موظف فيها نجاح التحدي والإصرار في إقامة هذا المعرض، وهذا المحفل في ظل هذه الظروف الصحية العالمية الاستثنائية، والحرص على حسن التنظيم والتدبير، وقد شاهد الجميع نجاح تنظيمه بامتياز، وهناك إقبال جاد والتزام فعّال.

وهذا بيت للشاعر ذكي مبارك:

معرض للكتاب قد نظموه

فوق دار تضاء بالياسمين

الإنسان في الوطن العربي والإسلامي يقرأ بفضل الله ثم بتلك الجهود والدعوات والمنتديات والمعارض وحالها بين ضعف وقوة تختلف باختلاف البيئة الاجتماعية والثقافية والتحفيز من منطقة الى أخرى ودولة وغيرها.. لا تلعن الظلام ولكن أوقد شمعة كما قيل في المثل، فالمسؤولية تبدأ من الفرد والأسرة والإعلام بأنواعه التقليدي والجديد، وعلى مؤسسات التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني مسؤولية كبيرة في تعزيز وأهمية القراءة في المجتمعات وأثرها في تنمية الشعوب وتحسين الحياة الفنية الثقافية والاجتماعية وحتى الاقتصادية من خلال الإثراء المعرفي وبناء جيل واع ومتعلم.

ويبقى على دور النشر والكُتّاب المسؤولية العظمى تجاه القارئ والمكتبة والمجتمع من خلال استشعار المسؤولية والرقيب الذاتي حول عدم نشر الضار من الكلم ولا ينشر إلا المفيد والنافع والمثمر للفرد والمجتمع.

كما يجب على القارئ أن يختار ما يعبر عن احتياجاته النفسية والعلمية وما يناسب مستواه العلمي والفكري، ويحذر من الكتب التي لا تغني ولا تسمن من جوع، فالكتاب والقراءة غذاء الروح ونور للبصيرة ودين فانظروا عمن تأخذون دينكم.. يقول الأوزاعي: «كان العلم كريما، حتى يتلاقاه الرجال بينهم، فلما دخل في الكتب، دخل فيه غير أهله».

شكر وتقدير وامتنان للرعاية السامية والدعم الكريم والتنظيم الناجح الذي جعل العالم يقرأ من الشارقة.. ودمتم بخير.

 

[email protected]

سلطان.. رعاية الكتاب والقارئ والناشر.. بقلم: مبارك فهد الدوسري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى