المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

《المسؤولية الوطنية 》

بقلم سارة مشبب آل سالم

 

المسؤولية أمر لا يخلو منه مكلف، وأساس هذه المسؤولية التكريم الإلهي للإنسان إذ جعله مسؤولًا.
خلق الله تعالى الإنسان وكرَّمه، فجعله مسؤولًا أمام الله تعالى وأمام نفسه وأمام غيره، وهو تكريم يفضي إلى استقرار الحياة والعيش فيها وَفق المنهج الذي أراده ربُنا سبحانه وتعالى، وأودعَ الله في الإنسان حتميَّة الإحساس بالمسؤولية والقيام بها بصفتها أساسًا لصلاح الدنيا.

فإن دين الإسلام العظيم بمصدريه الرئيسين – القرآن الكريم والسنة النبوية – عني عناية فائقة بالأوطان ومواطنيها، واهتم ببيان حقوقها والواجبات نحوها، وذلك حرصا منه على أمنها وسلامتها، وحمايتها من الشرور والأخطار الداخلية والخارجية، لأن الوطن هو مكان الانسان، هو سكنه، هو الاستقرار، هوالأمان، هو الانتماء، هو الهوية، هو تاريخه هو العزّةَ، هو الفخر، هو كرامته .

إن الانتماء إلى الوطن فطرة مغروسة في طبيعة الإنسان، وجبله مستقرة في نفوس الأسوياء، هذا الإنتماء يتحتم عليه مسؤولية مفروضة على كل فرد تجاه وطنه، تكون بحبه لوطنه والإخلاص له، والتمتع بكافة الحقوق والمزايا فيه، والقيام بالواجبات ، والتضحية من أجله، والعمل على نصرته واستقلاله، والدفاع عن قضاياه ومقوماته السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وتأمين سلامة أراضيه.
حب الوطن ليست كلمة تقال أو شعر يتغنى ويتغزل به لا بل هو عمل وفعل يعمل به.

هذه الروح الوطنية استمدت مقوماتها من تعاليم الاسلام التي ربطت بين المسلم ووطنه باوثق الروابط، وقد حفل القرآن الكريم والسنة المطهرة بالكثير من الآيات الشريفة والأحاديث النبوية التي تظهر اهتماما بالغا برعاية الأوطان وحقوق المواطنة وبنائها على أسس قويمة، وحمايتها من عوامل الانحراف والشبهات التي تعصف بسلامة المجتمع المسلم وأمنه واستقراره.
قال تعالى ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾

وقد أظهر النبي صلى االله عليه وسلم تعلقه بمكه حين خرج مهاجرا من مكة إلى المدينة إذ لا شيء أشق على النفوس
وأكثر إيلاما لها من مفارقة الأوطان، كما يبينه الحديث عن عبدالله بن عدي قال : ( رأيت رسول االله صلى االله عليه وسلم واقفا على الحزورة فقال : والله إنك لخير ارض الله ، وأحب ارض الله إلى الله ولولا أني اخرجت منك ماخرجت )

وبلادنا والحمد لله دولة اسلامية دستورها القران الكريم والسنه النبوية والقائمه على العقيدة الصحيحة والشريعة الإسلامية، منهجًا في الحكم وطريق لمراعاة أحوال الناس،
فهي دولة قائمه على العدل ومحاربة الفساد ، وعلى التعاون القائم بين المواطن وولاة الامر ودولة حريصة على البر والتقوى ، فالمواطنون كلهم سواء في الواجبات والحقوق .

أولت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – وولي عهده الأمين محمد بن سلمان – حفظهم الله ورعاهم – جلّ اهتمامها وعنايتها بالوطن والمواطن، وكانوا حريصين كل الحرص على تأمين أحتياجات كل مواطن في بلادنا الغالية ليتمتع بحقوقه في كل مجالات الحياة المختلفة.

ولقد أفضل علينا الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله وطيب ثراه- حينما أصدر قراره الموفق بضرورة الاحتفاء باليوم الوطني وجعله إجازة رسمية لجميع الدوائر والمؤسسات العامة وذلك لتعزيز مفاهيم الانتماء الوطني.

وبقدر ما يفتخر هذا الملك العظيم سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – بمكانة بلاده العظيمة، فإنه يؤمن إيمانا عظيما بأن ذلك يحملها مسؤولية عظيمة، ولذا نجده يلخص ذلك بقوله، “أقول وأكرر في كل مكان فخر هذه البلاد وعزها ومسؤوليتها أنها قبلة المسلمين ومهبط الوحي ،إذن مسؤوليتها يا إخوان أكبر من مسؤولية الدنيا كلهاعليه” وقد كانوا خير مثال وقدوة حسنة في تحمل المسؤولية.

ولعل الجهود التي بذلتها الحكومة السعودية للمواطن والمقيم على حد سواء خلال جائحة كورونا تؤكد هذا البعد الإنساني المسؤول لدى الحكومة السعودية بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

فيجب علينا تقدير هذا العطاء والحرص والمحافظه عليه، وذلك بالتعاون بين أفراد المُجتمع الواحد لحماية الوطن من كلّ ما يُهدّد أمنه واستقراره. المساهمة بشكلٍ إيجابيّ في رفعة الوطن باستخدام كل الطرق والوسائل المتاحة، وتظافر الجهود لغرس الانتماء للوطن، وذلك بالتعاون بين المؤسّسات، والبيوت، ووسائل الاعلام ، وهذا املنافي كل مواطن يعيش في هذا البلد العظيم وينعم بخيراته.

هذا وطن نعيش فيه يجب علينا حبّه من الأعماق، ويظهر ذلك جليًّا بقوة ارتباطنا بهذا البلد الغالي، أسأل الله العلي القدير أن يديم عليه أمنه وأمانه، وأن يجعل رايته مرفوعة وخفاقة على مرّ الزمان وان يحفظه من الفتن ماظهر منها ومابطن، وان يحفظ لنا ولاة امرنا وأن يوفقهم لما فيه خير للبلاد والعباد .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى