المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

“أوراق الخيانة”.. كيف استلهم الإخوان أفكار النازيّة لتطويع أوباما؟

في الجزء الثالث من بحث “أوراق الخيانة” (2015)، تابع معدّو الدراسة التي نشرها موقع “ذي أمريكان ريبورت” الكتابة عن استراتيجية إدارة أوباما بمن فيها الإخوان المسلمون وقطر في استهداف الطبقة الوسطى الأمريكيّة. كذلك بيّنت الدراسة الدور الذي أدّاه هؤلاء في إبراز فضائح أوباما. من هنا، ولفهم دور الإخوان في الموضوع، يجب دراسة تأثّرهم بالنازيّة (أوضح الجزء الأوّل صلاتهم بها) وتأثّرهم بأبي مصعب السوريّ، أحد أبرز منظّري القاعدة.

غرفة التجارة الأمريكية، مع صلاتها القطرية، هي أكبر مجموعة ضغط في واشنطن إذ دفعت 136.3 مليون دولار في واشنطن سنة 2012 وحدها وهذا ما يجعل الأموال القطرية ترخي بثقلها على الحزبين الجمهوري والديمقراطي

لم يكن الاقتصاد الألماني في المرحلة النازية مبنياً على المنطق والأفكار الاقتصادية بل على سياسات هتلر. وتوضح الدراسة أنّ الاقتصاد في النازيّة كما في الشيوعيّة كان مستنداً إلى السيطرة المطلقة على مقدّرات الدولة من قبل زعيم الحزب. واستخدم النازيّون الأوامر التنظيمية التي كانت تتعدّل بناء على الرغبة الشخصيّة. ومن كان ينال حظوة لدى النازيّين أمكنه تخطّي القواعد التنظيميّة وإلّا خضع لأسوأ أنواع العقوبات. وهذا يذكّر بقانون أوباماكير الذي أعفى حوالي 1200 شركة من كوجباته، فيما تمّ إرغام شركات أخرى على تقديم التغطية الصحية لعمليّات الإجهاض ضدّ معتقد ورغبة أصحاب الشركات أنفسهم. ويمكن إقامة المقارنة نفسها بالنسبة للجزاءات والملاحقات التي فُرضت بطريقة غير عادلة على المصارف لخرقها مجموعات لا تحصى من القواعد التنظيمية.

أبو مصعب السوري
من جهة التأثير الثاني، تشير الدراسة إلى أنّ الأمريكيين يعلمون هوية أسامة بن لادن لكنّهم يجهلون هويّة أبي مصعب السوري أحد أبرز مساعديه الذي قدّم نصائح استراتيجية للشبكة الإرهابية. السوري كان عضواً في القيادة العسكرية للإخوان سنة 1982 وقضت مخططاته بتدمير أمريكا عبر حثّه الإرهابيّين على ضرب أهداف قيّمة كي يتضرر الاقتصاد. وهو كان العقل المدبّر لهجمات قطارات مدريد سنة 2004. وهنا، ربطت الدراسة بين هذا الواقع وفكرة القاعدة في ضرب برجي التجارة لأنّهما شكّلا شبكة من الاتصالات ومقرّاً لعدد كبير من الشركات البارزة.

بين الحزبين الجمهوري والأمريكي.. أموال قطرية 

أشار البحث المطوّل إلى أنّ الإخوان سيطروا على قطاعات كبيرة في أمريكا خلال عهد أوباما مثل الصحّة والمصارف والطاقة والزراعة والنقل. وفي هذا الوقت، كانت إدارة أوباما تتدخل في جميع نواحي الحياة والأعمال بشكل ساهم في إفلاس الطبقة الوسطى. وفي فبراير (شباط) 2010، أنشأت غرفة التجارة الأمريكية مكتبها القانونيّ الأوّل في الدوحة التي تموّل الإرهاب والتي تؤوي يوسف القرضاوي. هذا المكتب يمثّل قطاع الأعمال الأمريكي ويتمتع بمهمات ديبلوماسية وسياسية. تتمتّع غرفة التجارة الأمريكيّة في قطر برعاية منظمات وشركات كبيرة مثل إكسون موبيل، بوينغ، جامعة نورثوست، كارنيغي ميلون قطر وفليور. من جهة ثانية، لدى شركات أخرى صلات اقتصاديّة مع قطر مثل لوكهيد مارتن، بلومبيرغ، مصرف أمريكا، ميراماكس وغيرها. غرفة التجارة الأمريكية، مع صلاتها القطرية، هي أكبر مجموعة ضغط في واشنطن إذ دفعت 136.3 مليون دولار في واشنطن سنة 2012 وحدها وهذا ما يجعل الأموال القطرية ترخي بثقلها على الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

سلاح للإسلاميّين المتطرّفين
في يونيو (حزيران) 2012، نقلت صحيفة “ذا دايلي كولر” الأمريكيّة أنّ مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) حضر “مئات” الاجتماعات مع إدارة أوباما. وتسأل الدراسة عمّا يمكن أن يقدّمه كير فعلياً ليتناقش مع الإدارة. ثمّ يذكّر الباحثون بما أعلنه أوباما مراراً خلال حملته الانتخابية من حاجة أمريكية لقوّة أمنية قومية مدنية، قوية ومموّلة جداً. تلقت وزارة الأمن القومي استشارات من محمّد الإبياري، إيبو باتل ومحمّد ماجد الذين يملكون صلات موثّقة بالإخوان. لذلك، وجدت الدراسة أنّه تم تحويل وزارة الأمن القومي إلى سلاح للإسلاميّين المتطرفين في وجه الأمريكيين. كما تورّطت إدارة أوباما بحملات تجسّس وتنصّت على عدد من الصحافيّين.

حملة إخوانيّة على الشرطة والجيش

لقد استهدفت إدارة أوباما أيضاً الجيش الأمريكي بحملات تطهير طاولت مئات الضبّاط من الرتب الرفيعة. وبالتلازم مع عسكرة وزارة الأمن القومي، شنّت إدارة أوباما حملة على الشرطة التي تعرّضت أيضاً للاعتداء من قبل مظاهرات متنقلة في عدد من المدن. وكانت مجموعة “أنسر” التي تملك صلات بجمعية الطلبة المسلمين في أمريكا (مرتبطة بالإخوان) من أبرز المجموعات التي تورّطت في تلك الاعتداءات. أمّا قاتل الشرطيين في مدينة نيويورك أواخر 2014 اسماعيل عبدالله برينسلي، فكان موظفاً في الجمعية الإسلامية لأمريكا الشماليّة (إيسنا). وفي نفس وقت الجريمة، كان رئيس إيسنا، محمّد ماجد، مستشاراً لأوباما وعضواً في مجلس الأمن القومي.

إعفاء مالك أوباما الإخوانيّ من الضرائب
أصدر مجلس الشؤون الإسلامية العامة (أمباك) المرتبط بالإخوان ورقة عمل سنة 2013 لإصلاح شامل للهجرة. وعملت إدارة أوباما على فتح أبوابها لحوالي 300 ألف مهاجر من الدول المسلمة لكنّ خطّتها لم تتضمّن استيعاب ودمج هؤلاء بل تضمّنت إقامتهم لمجتمعات معزولة عن بقيّة الشعب الأمريكي كما أظهره مجتمعون في البيت الأبيض خلال أحد المؤتمرات عن الهجرة. وكان بيل أيرز، أحد مرشدي أوباما قد تلقى حوالي 50 مليون دولار من فارتان غريغوريان وهو عضو مجلس إدارة مؤسسة قطر التي كانت جزءاً من لجنة أوباما حول الزمالات.

بالإضافة إلى ممارسة الضغوط على خصوم أوباما السياسيّين، راحت مصلحة الضرائب تعزّز الإخوان من خلال الأخ غير الشقيق للرئيس الأمريكي السابق مالك أوباما، حين أعفت مؤسستين تابعتين له من الضرائب. وما يثير مشكلة هو أنّ لمالك علاقة موثقة بالإخوان وبمنظمات إرهابية ومطلوبين إلى العدالة ومن بينهم حماس بحسب الدراسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى