المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

إدمان الشاشات.. عندما يستغيث الوالدان

قد تكونون من بين الذين ينشغلون لمسألة إدمان أطفالهم للشاشات، وقد يكون هذا الأمر محور حديثكم أثناء الخروج من المدارس، أو في دعوات العشاء أو أثناء العمل أو الدورات التدريبية أو غيرها.
وبعضكم ربما يشارك “آن” (أم لطفلين) قلقها وفزعها من إدمان ابنها ذي 13 ربيعا لألعاب الفيديو، حيث يمضي ساعات طويلة مع لعبته المفضلة، ويرفض الخروج خلال عطلات نهاية الأسبوع دون وحدة التحكم في الألعاب.
ولا تتوقف معاناة الأم عند هذا الحد فطفلها الثاني الأكبر سنا يمضي ساعات يومه بين منصة سنابشات ومشاهدة الفيديوهات أو الألعاب، مما يدفعها أحيانا للصراخ لأنها ملّت رؤية هذه المشاهد المتكررة في البيت.
أما الأم “إيلودي” فبيّنت أن طفليها البالغين خمس وسبع سنوات يستخدمان الشاشات منذ سن الثانية، ويعود ذلك لأنها وزوجها كانا يستخدمان تلك الشاشات بشكل دائم، مما دفعهما للتعلق بها بعمر مبكّر.

تجارب وأسئلة
ولأنكم تتشاركون جزءا من هذه التجارب حتما، فهذه الأسئلة تتبادر لأذهانكم ومنها: ماهي المدة المناسبة التي يجب أن يستعمل فيها الأطفال الشاشات خلال عطلة نهاية الأسبوع؟ وكيف يتم تعزيز الوعي بالجانب الحميمي عند المراهقين؟ هل التحرش منتشر بشكل أكبر بسبب الشاشات؟
الإجابات عن هذه الأسئلة وغيرها طرحت خلال ندوة توعوية نُظّمت في مدينة فال دواز الفرنسية، ونقلت ما جاء فيها صحيفة لوفيغارو.
وبحسب توماس موهمر رئيس مرصد الأبوة والتعليم الرقمي، فإن “حظر استخدام الشاشات لا جدوى منه، وبدلا من ذلك يجب أن يكون الأبوان مهتمين بما يتابعه أطفالهما على الشبكات الاجتماعية، مع التأكد من أن توجيهاتهما مهمة بالنسبة لهم (الأطفال).
ويعتقد الوالدان أن العالم الرقمي لأبنائهما يجعلهم متجاوَزين ويضع حواجز تكنولوجية تعيق الحوار معهم.
ولكن لتخطي هذا الأمر، هناك أشياء يجب على الوالدين فهمها واستيعابها، منها: كيف يكون أي منهم “رقميّا” أو مسايرا للتغيرات التكنولوجية السريعة؟
ويشمل هذا اللغز التعليمي مواضيع متنوعة مثل التنشئة الاجتماعية للمراهقين على الشبكات الاجتماعية، ومشاركة البيانات الشخصية، والسيطرة الإلكترونية، وفهم رموز الإغراء عبر الإنترنت، وألعاب الفيديو، وغيرها.

معلومات وقلق
وبحسب الخبير موهمر فإن الكثير من ذوي الأطفال قلقون جدا بسبب الكثير من المعلومات التي تتحدث عن الإفراط باستخدام الشاشات الصغيرة، وبيّن أن هذه الأخيرة ليست سببا في الإصابة بالتوحد، فشيطنة هذه الأجهزة بمثابة تجريد لها من المخاطر التي تسببها.
وبالنظر إلى الطلبات المتزايدة لمواجهة إدمان الأبناء على استخدام الشاشات، تعددت الندوات والدورات التدريبة وغزت الكتب التي تقدّم النصائح، ويرجع ذلك لكون هذا الأمر أصبح أحد التحديات الكبرى للتعليم، وفقا لما يوضحه المختص بوسائل الإعلام والتطبيقات الرقمية في الاتحاد الوطني لجمعيات الأسرة الفرنسي أوليفيه جيرار.
من جهتها، تؤكد لاتيسيا فيبار رئيسة قطب الأسرة والأطفال والشباب الفرنسي أن “الشاشات ساهمت بتغيير الروابط الأسرية”.
وبيّنت أنهم يقومون بتنظيم المزيد من الإجراءات الوقائية مع الآباء والأمهات وخاصة من لديهم أطفال صغار للحديث عن موضوع في فترة ما قبل المراهقة، أي الفترة التي يتم فيها تثبيت العادات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى