المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

الباسداران «يحاصر» الجمهورية الإيرانية

هو دولة داخل دولة، ويحتل الخط الأمامي في الحرب ضد داعش في الخارج كما يشكل إحدى ركائز وأعمدة الامن والاقتصاد في إيران، إنه الحرس الثوري الذي يفرض نفسه بقوة كسيّد لإيران وفق ما ذكرته مجلة لوبوان التي نشرت في آخر عدد لها ريبورتاجا عن الباسداران.
يتعالى صراخ في حي 500 في جنة الزهراء، أكبر مقبرة في جنوب العاصمة الإيرانية. هناك تصطف عشرات مقابر القتلى تعلوها شمس حارقة، بينما تشهق سيدتان ترتديان التشادور أمام قبر حسين موزغولامي. هذا الشاب ذو الـ23 ربيعا قتل في ابريل في مدينة حماة السورية، وكان ينتمي إلى الحرس الثوري. منذ الإعلان عن دولة خلافة داعش في 2014، شرع الحرس الثوري في قتال الجهاديين، ففي العراق، يحيط الحرس الثوري بالميليشيات الشيعية التي تقاتل جنود دولة الخلافة، وفي سوريا يدعم من يسمون انفسهم بالمدافعين عن مقام السيدة زينب، قوات بشار الأسد.

رسميا مهمة هؤلاء هي حماية مقام ابنة الإمام علي، الذي وعد داعش بتدميره، ولكنهم يقاتلون قبل كل شيء كل المسلحين المعارضين للرئيس السوري، ووفق علي الفنّة الباحث في المجلس الأطلسي فإن عدد الحرس الثوري الذين سقطوا في سوريا لا يقل عن 600، فيما يصل العدد إلى 120 في العراق.
كان الشاب حسين موزغولامي في ثالث رحلة له إلى سوريا ووفق عائلته، فقد ذهب متطوعا، ويقول عمه «كان حسين شغوفا بالحرس الثوري منذ طفولته بسبب معتقداته الدينية، رغم أنه قُبل في أفضل الجامعات، لكنه رفض في سبيل الانتماء إلى الباسداران».
وأما والده علي أكبر موزغولامي، فيقول «ابني قام بواجبه ضد الأمبرياليين، وداعش ليس سوى أداة في يد الغرب للاستيلاء على أرض أخرى بعد أن دمرت اسرائيل الهلال الشيعي»، وأما إلى جانبه فكان يقف جد «القتيل الذي قال إن    «الباسداران يدافع عن كل الفقراء والمضطهدين».
وقد اعلن عن وفاة حسين موزغولامي عبر تطبيق تلغرام، ومنذ ذلك الحين يتوافد شباب مجهولون على قبره تقديرا له، ويقول احدهم ويدعى داوود شادور (24 عاما) «أنا نادم لأني لم أحاول الذهاب إلى سوريا. لقد دافع حسين عن بلاده في سوريا ولو لم يفعل، لكان داعش في إيران اليوم».
وفي صمت اقترب مراهق آخر من قبر «الشهيد».إنه حسين ظهرائي وهو متطوع شاب في الباسيج. هذا الشاب في الـ19 من عمره وكان يتابع دروس المرحوم في مسجد طهران، وعن ذلك يقول «كان الأهم بالنسبة له هو احترام صلاة الفجر. أنا احلم بأن اصبح من الحرس الثوري، وكنت أرغب في أن يقدمني إليهم، لكني لم أجرؤ على ذلك.. وهاهو الوقت قد فات».
وإذا ما صدقنا كلام عناصر الباسيج الآخرين الذين التقاهم موفد مجلة لوبوان في المقبرة، فإن قرابة مليون و800 الف متطوع إيراني ينتظرون دورهم للقتال في سوريا.

تعذيب
«أنا سعيد لأن الحرس الثوري اليوم متواجد خارج الحدود لحماية إيران من داعش» هذا الكلام مفاجئ جدا، لأنه صدر عن حمزة غالبي، وهو معارض إيراني سابق، عانى الأمرين من الحرس الثوري، ففي يونيو 2009، كانت إيران مسرحا لتظاهرات واسعة مناهضة لإعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد، وقد قاد الباسداران وقوات الباسيج حينها عمليات قمع اسقطت 150 ضحية، فيما تم توقيف آلاف المحتجين بينم حمزة غالبي الذي كان حينها ضمن حملة زعيم المعارضة مير حسين موسوي.
لا تزال آثار التعذيب على جسد الرجل الذي يبلغ اليوم 355 عاما. حينها كان طالبا حين أوقف، ووضع في زنزانة صغيرة لا تتجاوز ابعادها متر على مترين ونصف، وأما ما يربطه فيها بالعالم الخارجي، فكان فتحة تهوية في السقف وفتحة صغيرة في الارض، كانوا يدخلون له منها الطعام علاوة على التربة التي كان يستخدمها للصلاة.
يقول حمزة غالبي إن أحد أفراد الحرس الثوري خلال فترة التوقيف خيّره بين التعاون معه للخروج من السجن أو رفض التوقيع على قرار موته، ويضيف «لقد سلّمني قلما وورقة مكتوب عليها «اعترف بأني رغبت في المشاركة في ثورة لصوص للانقلاب على الجمهورية الإسلامية» ويواجه من يدلي بمثل هذه الاعترافات، عقوبة سجن ثقيلة أو الإعدام على أسوأ تقدير، لذلك رفض حمزة التوقيع واعيد إلى الزنزانة التي لم يذق فيها طعم النوم لمدة خمسة ايام وخمس ليال بسبب الانارة القوية والمستمرة.
ووفق حمزة فإن معاناته لم تكن من الضوء فقط، ولكن أيضا بسبب حاجته إلى الكلام، وكان كلما بادر إلى الحديث مع سجانيه، يتلقى الضرب. ويعترف حمزة غالبي اللاجئ اليوم في باريس بان الباسداران عذبه طيلة 62 يوما، ويقول إنه فرّ من إيران قبل محاكمته، بعد أن استفاد من الإفراج المشروط في اغسطس 2009، ورغم ذلك يقول اليوم إن المعارك التي يخوضها الباسداران تضمن استقرار إيران.

قوات في كل القطاعات
يتشكل الباسداران اليوم من 1300 ألف عنصر يتوزعون على أربع قوات هي القوات البرية والجوية والبحرية والخارجية، ويمتد نفوذه أيضا إلى الباسيج الذي يتكون بالتقريب من أربعة ملايين متطوع. هذان القطاعان الأمنيان أسسهما آية الله الخميني في عام 1979 من أجل حماية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الناشئة. لدى وصوله إلى مطار مهراباد في طهران على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، وجد أب الثورة الإيرانية سيارة في استقباله يقودها قائده الأمني محسن رفيق دوست. ويتباهى محسن اليوم وهو في الـ77 من عمره بكونه أول فرد في الحرس الثوري الإيراني، وقال لموفد مجلة لوبوان الفرنسية في مكتبه في آخر دور من بناية فخمة في طهران «أنا أول حرس ثوري» وأضاف «كان الشعب الذي انتصر على جيش الشاه في حاجة إلى بناء قوة جديدة لحماية الثورة. وبعد رسالة في هذا الاتجاه من الإمام الخميني، اجتمعنا في قاعدة وأخذت ورقة بيضاء من حجم أي 4، واعلنت فيها تأسيس الحرس الثوري، وأول اسم سجلته هو اسمي».
وهو يتحدث ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه محسن ذي اللحية الرمادية وقال: لقد قمنا حينها بحثّ الشباب الذين كانوا يرغبون بالدفاع عن الثورة، على الالتحاق بنا، وأما مهمتهم الأولى كانت ملاحقة الشيوعيين، رغم أنهم شاركوا معهم في الانقلاب على الشاه وهنا يضيف محسن رفيق دوست «لقد رصدنا كل الشيوعيين ومؤيديهم ممن عادوا من الاتحاد السوفياتي وأوقفناهم، وقد تم إعدام الكثير منهم.
في عام 19800 اجتاح صدام حسين إيران بدعم من الغرب والاتحاد السوفيتي، خوفا من أن يصدر آية الله الخميني ثورته الاسلامية الشيعية، فانفجرت حرب دموية، شارك الحرس الثوري في خطوطها الأمامية جنبا إلى جنب مع الجيش النظامي والملايين من الشباب المتطوعين، كان بعضهم من القصر ويتذكر محسن رفيق دوست تلك الفترة في قوله «لقد انشانا قواعد في بلادنا لتدريب قادتنا العسكريين وأيضا الباسيج. معا قمنا بطرد العدو من أراضينا، وهذا لم يمنعنا من ردع الثورة المضادة في داخل البلاد».

الثورة المقدسة
ففي تلك الفترة التي أعلنت فيها إيران الحرب المقدسة، اشتد عود الحرس الثوري وأصبح وفق مؤسسيه قوة حقيقية في الشرق الأوسط، لكن محسن رفيق دوست القائد الامني السابق لآية الله الخميني يقول إن فترة العقوبات التي فرضها المعسكران على إيران كانت صعبة للغاية، ويضيف «كان الأمر صعبا لكني نجحت في الحصول على أسلحة بواسطة السوريين والليبيين، ثم باع لنا الصينيون الاسلحة مباشرة».
يعلق محسن رفيق دوست اليوم على جدار مكتبه صورة صاروخ، أهداه له حسن طهراني مقدم أب البرنامج البالستي الإيراني، وعن ذلك يقول «لقد جاء إلى هنا إلى مكتبي، وقال لي أنا في الحقيقة هو أب هذا البرنامج. خلال الحرب قمنا بأنفسنا بتصنيع صواريخنا، ثم تطور اطفالنا إلى درجة اصبحت إيران اليوم مستقلة على المستوى العسكري..لا تزال الثورة الاسلامية تهدد دوما مصالح القوى الكبرى. سنبقى دوما تحت طائلة العقوبات، لذلك يتعين علينا استغلال ما وضعنا أسسه خلال الحرب».
بعد مرور 388 عاما على الثورة، استبدل محسن رفيق دوست القبعة العسكرية بقبعة رجل أعمال، وبعد حوالي عشرة أعوام قضاها في إدارة المؤسسة الحكومية للمحرومين، اسس مؤسسة خاصة به أطلق عليها اسم «نور»، وعنها يقول «لقد اسستها بما كنت املكه. اقوم باستيراد الدواء وابيعه بسعر جيد كما اعمل ايضا في مجال الترقية العقارية وكل ما اربحه أنفقه على المحرومين».

سيطرة على الاقتصاد
حين انتهت الحرب، اقتحم جزء من الحرس الثوري عالم الاقتصاد في مساهمة منهم لبناء البلاد، وعلى الخصوص من خلال شركة الهندسة «خاتم الانبياء»، لكنهم يملكون اليوم مئات المؤسسات العاملة في عدة قطاعات كالنفط والغاز والاتصالات والبنوك والمنتجات الفاخرة وحتى البقالات. وفي المجموع يجني الحرس الثوري من نشاطاته 12 مليار دولار سنويا، وهنا يستدرك قائد الحرس الثوري السابق فيقول: لم يستولي الباسداران على الإقتصاد. حين توقفت الحرب كان الحرس الثوري يملك خبرة في الهندسة ودعته الحكومة للمشاركة في تنفيذ بنى تحتية كبرى، لا يزال يتابعها إلى اليوم، ويضيف: أنا لا أقوم بشي كبير اليوم ولكن شركة فرنسية كبيرة وجدت اسمي على الانترنت وجاء مسؤولوها لرؤيتي هنا في مكتبي، وأصبحت ممثلهم الجديد في إيران، نحن نفاوض على شراء الطائرات والمروحيات.
وفي بناية فخمة على سفح جبل البرز الذي يطل على العاصمة، ندد مستشار غربي رفض نشر اسمه بما وصفه سيطرة الحرس الثوري على الاقتصاد، وقال: نقدر بأن 50 في المئة من الاقتصاد بين يدي الحرس الثوري بشكل مباشر أو غير مباشر، وعليه من الصعب ألا تتقاطع مع الحرس الثوري في طريق الأعمال على مستوى طهران، ويضيف: والغريب أن الباسداران يظهر على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية، لذلك فهو عرضة للعقوبات ومشكلتنا دوما هي ان نعرف بالضبط من يملك الشركات التي نعمل معها.
عندما وصل هذا الخبير إلى طهران، حاول بنفسه أن يبحث في الامر، ويعترف بأن ذلك عرضه للخطر «لقد كنت مراقبا وتم تهديدي جسديا.. لذلك كلفت شركة على علاقة بهم بالموضوع».

فترة أحمدي نجاد
ولدت امبراطورية الحرس الثوري الحقيقية خلال فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد الأولى بين عامي 2005و2009، حين حصل الباسدران على فرص اقتصادية كبيرة، كانت تمنح في السابق لشركات إيرانية خاصة، وفي هذا الشأن يقول الخبير الغربي ذاته «إنهم يحافظون على اقتصاد ريعي، لكن يتعاملون كراسماليين جيدين ما يسمح لهم بتحقيق ارباح كبيرة، والمشكل أنه يفترض أنه يكونوا مناهضين للراسمالية»، واليوم يستخدم الحرس الثوري شركات عدة كواجهة للالتفاف على العقوبات الأميركية.

حكم روحاني
قرر الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني استعادة ثقة الغرب وتطهير الاقتصاد الإيراني، لذلك هاجم المزايا التي يستفيد منها الحرس الثوري منذ انتخابه أول مرة. ففي 2012 شرع في تطبيق سياسة طموحة لخصخصة القطاع العام الإيراني، ومنذ ذلك الحين اندلعت الحرب بينه وبين الحرس الثوري الذي يرتبط بالمرشد الأعلى آية الله خامنئي.
في حي نافاب جنوبي طهران، كان عدد من الانصار في مسجد باب الحوائج ينتظرون عند الشفق وصول اسماعيل كوساري، وهو القائد السابق للفرقة 27 التي تحمل اسم محمد رسول الله، وكانت اهم فرقة في العاصمة طيلة الحرب الإيرانية العراقية.
كان القائد السابق يرتدي بذلة رمادية اللون من دون ربطة عنق. وقال هذا الستيني ذو اللحية الرمادية اللون، والذي تقاعد ليصبح نائبا في البرلمان الإيراني «ليس على الحرس الثوري أن يتدخل بالسياسة، انا هنا اليوم لاذكركم بما حقق الرؤساء السابقون حتى يتمكن الناس بالتصويت بعد معرفة كل الحقائق».
كان ذلك قبل يومين من موعد الانتخابات الرئاسية، حيث كان النائب المحافظ السابق يستعد لالقاء خطاب ضد الرئيس المنتهية ولايته «حسن روحاني، وعد بأن تكون اجهزة الطرد المركزي والاقتصاد تحت اشرافه ورئاسته، ولكنه كذلك لأن النشاط النووي توقف وترون أي حالة وصل اليها الاقتصاد».

جيل جديد
غير بعيد على المنبر، كان شاب في العشرين من عمره يدعى كامران يجلس جلسة القرفصاء، لقد كان يستمع باهتمام إلى حديث من يكبره سنا. هذا الشاب ينتمي إلى الباسيج، ورغم ذلك سيصوت لمصلحة روحاني «من الخطأ تماما القول إن كل افراد الباسيج طلب منهم التصويت لمصلحة مرشح محدد».
قبل عامين توجه هذا الشاب الطهراني إلى مسجد، ليصبح متطوعا، وبعد ان تلقى تدريبا عسكريا استمر 45 يوما، خضع كامران لتحقيق طويل من قبل الحرس الثوري، الذين حققوا مع محيطه حتى يتأكدوا من جدية المجند الجديد.
يحمل كامران اليوم بطاقة متطوع، وهو مكلف بمراقبة السيارات في الشارع وعلى الخصوص المخمورون، لكن تواجد الباسيج في المدن الكبرى اصبح اليوم نادرا بعد فترة طويلة عانى فيها الشباب والشابات من تدخلاتهم بسبب خصلة شعر مكشوفة او قطع من الجسد غير مستورة، ويقول هذا المجند المتطوع «تلك الممارسات كان يرتكبها متطوعو الاجيال السابقة، والشباب اليوم لا يتقبلون مثل هذه السلوكيات.
غالبية افراد الحرس الثوري كانوا في السابق متطوعين في الباسيج، ويأمل كامران هو ايضا مواصلة هذه المسيرة، حيث يقول «ان اصبحت فردا في الحرس الثوري سأضمن مستقبلي من الناحية المالية، أنا متطوع، اعمل في السوق وأدرس، احب بلدي واريد ان اعمل من أجله».
تشوهت صورة الحرس الثوري والباسيج بشكل كبير خلال القمع الذي شهدته البلاد في يونيو 20099، ويعترف هذا الشاب بتورط بعض المتطوعين في بعض اعمال العنف والقمع، لكنه يؤكد ان الأمر لا ينسحب على الجميع، ويضيف «بعض القوانين تزعج الشباب في إيران وان رغبوا في التغيير عليهم ان يشرعوا في الاصلاح خطوة بخطوة، وليس قلب الطاولة».

محطات في تاريخ جيش الخميني
1979عاد آية الله الحميني إلى طهران في 1 فبراير 1979 واسس في 55 مايو الحرس الثوري، الذي كلف بحماية الجمهورية الإسلامية الناشئة.

1979 كانت أولى مهمات الحرس الثوري، تعقب المنشقين وملاحقتهم وتظهر صور عددا من الحرس الثوري أثناء اعدام عدد من المتمردين الاكراد رميا بالرصاص في أكتوبر 1979.

1988-1980  شارك الحرس الثوري وملايين من متطوعي الباسيج إلى جانب الجيش النظامي في الحرب الإيرانية العراقية التي سقط خلالها ما بين 200 الف و600 الف قتيل في الجانب الإيراني. ولعب الحرس الثوري في تلك الفترة دورا محوريا في مقاومة صدام حسين.

2009 في يونيو 2009 قمع الحرس الثوري والباسيج تظاهرات نظمها محتجون ضد اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا للجمهورية الإيرانية، ما اوقع ليس اقل من 150 قتيلا.

2017-2011 أصبح قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قائد الحرب الإيرانية ضد داعش في كل من العراق وسوريا، ورغم ذلك فقد استهدف التنظيم الارهابي إيران لاول مرة في 7 يونيو 2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى