المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

الحنين إلى الماضي بين «سعاد» و«سأبحر»

الحنين إلى الماضي هو الثيمة الأساسية في عرضي «سعاد» لفرقة الجيل الواعي، و«سأبحر» لفرقة البيادر البحرينية، وهما العرضان اللذان اختتما عروض مهرجان الكويت الدولي للمونودرما 5، وقدما مساء أول من أمس على مسرح الدسمة بحضور شخصية المهرجان الفنان جاسم النبهان وجمهور من عشاق فن المونودراما.

فاطمة.. «سعاد»
تخوض الفنانة والإعلامية فاطمة الطباخ أول تجربة مونودراما تأليفا وإخراجا وتمثيلا من خلال عرض «سعاد»، ولاشك أنها غامرت في الجمع بين العناصر الثلاثة، لكنها كشفت عن طموح لا محدود لإثبات وجودها، في النص الذي كتبته الطباخ حنين شديد وقوي إلى الماضي من خلال شخصية فتاة تدعى سعاد، كانت تحلم بالزواج وبالأبناء والحياة السعيدة، تتعرض للظلم والخداع من أقرب الناس إليها؛ صديقتها التي تخطف حبيبها الذي كانت على وشك الزواج به، والظلم من زوجها الذي «سكانه امه»، والظلم من المجتمع بعد وفاة أمها ووالدها ثم جدتها، وأخيرا يتم هدم المنزل «الخراب» الذي كانت تسكن فيه، وتصبح بلا مأوى.

نص ملتزم
في النص مفردات جميلة أعادتنا إلى طفولتنا ومراهقتنا الأولى، وحركت فينا المشاعر والهموم، وتفاعلنا مع تلك المفردات التي غابت في الوقت الحالي، ويحسب لفاطمة الطباخ قدرتها على تسليط الضوء في نصها على كثير من الأمور، وتنقلها بين شخصية وأخرى، ونجاحها في تقديم نص ملتزم إلى حد بعيد بما يتطلبه نص المونودراما.
على صعيد التمثيل، حاولت الطباخ التعايش مع مختلف الشخصيات في النص، وتجسيد مختلف المشاعر، والتنقل من حالة إلى حالة، وأعتقد أن العديد من الشخصيات تحتاج إلى قدرات كبيرة في التلوين لأنها صعبة جدا، على الرغم مما قدمته فانها تحتاج إلى مزيد من التدريب على الأداء صوتا وشكلا إن هي أرادت الاستمرار في التمثيل.
وأعتقد شخصيا أن على الطباخ أن تركز على التأليف لأنه اللعبة التي تجيدها، وعليها الابتعاد عن الإخراج فهو يحتاج إلى كثير من المقومات، والتجربة الأولى ليست مقياسا على أي حال.

«سأبحر»
في العرض الثاني قدمت فرقة البيادر البحرينية عرضا بعنوان «سأبحر» من تأليف وإخراج الفنان جمال الصقر، ومن تمثيل الشاب حسن محمد في أول تجربة مسرحية له، وفي نص الصقر هناك حنين إلى الماضي، وتحديدا مرحلة الثمانينات من القرن الماضي، حيث التوهج القومي، والصراع بين مختلف التيارات، صراع حضاري إلى حد كبير، أوجد حالة من الرقي على مختلف الأصعدة، ويسلط النص الضوء على محنة التعليم التي وصلنا إليها في الوقت الحالي من خلال شخصية خريج يحلم بأن يصبح مدرس تاريخ، لكن أحلامه تضيع ويتحول إلى مهرج، ومن خلال الشخصية الجديدة يقدم صرخة قوية ضد المفاهيم الهزلية التي يعيشها التعليم في مختلف الدول.
وينتقل من شخصية إلى أخرى بطريقة هزلية، نجح فيها بتقديم نفسه ممثلا كوميديا ينبئ بمولد فنان يجيد التعامل مع لغة الجسد ومع مختلف الشخصيات بسلاسة تامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى