المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

الدولة والكورونا ..

 

بقلم : منيرة المخيال

كما أظهرت لنا أزمة الكورونا جانب سلبي لبعض الأشخاص والدول ، انكشف لنا جانب إيجابي كبير وعظيم ، فقد كانت هذه الأزمة بمثابة النار التي اظهرت المعادن الأصيلة.
فمن الكورونا عرفنا نماذج مشرفة للوطن أولها هو الأداء الحكومي العالي الذي فاق في تدبيره وتنظيمه أداء دول متصدرة في العالم الصناعي ،فكشفت لنا الغمة عن حكومة واعية تستبق الأحداث بالخطط الإحترازية وتسن القوانين كل لحظة بما تمليه عليها المستجدات ، إدارة متحفزة وعلى أهبة الاستعداد على مدار الساعة ، تعمل بجميع أجهزتها كأخطبوط بعشرة أذرع وعشرات العيون ، قرارات قوية وقاطعة دون تردد ، فها هي تقطع بوقف العمرة والصلاة في المساجد رغم مايعتلي القرار من خوف خاص ومشروع ، لكن القرار بقدر قوته وصعوبته كان إنقاذاً للجميع ، فنحن أمام خيارين إمّا أن نوقف مصيبة الانتشار أو أن نراعي المشاعر على حساب الصحة ، وقبل إرتفاع المؤشر تم الغلق والمنع والتصدي ، بينما نرى في الجانب الغربي استمرار فتح المطارات والمرافق الى ماقبل انهيار الدولة بلحظات ، مستهينين ومستهترين بالمرض حتى أن رئيس وزراء ايطاليا ظهر في تصريح مصور بداية انتشار المرض لديهم يقلل الهلع من المرض ويحث السوّاح على الاستمرار بخططهم معلقاً ( ايطاليا ) آمنة والمناطق الموبؤة محدودة وقد تم عزلها ..!!! فكانت التهاون هو السبب الرئيسي لإنتشار الوباء على إيطاليا .

لا أبالغ إن وصفت الحكومة بالأم الحريصة المحبة التي تعتني بابنائها وتقدر البلاء قبل وقوعه وتبذل كل جهدها كي تخفف عنهم ما يمكن أن يأتي عليهم ، ففي كل يوم تُصنع القرارات بمايخدم الوطن والمواطن و بما يقيمونه من دراسات حول الدول المصابة ، بل أعجبني أكثر سرعة تكييف القرارات و إتخاذها بما يستجد على الساحة ، وهي كفاءة عالية تُحسب لقلة من الدول فمثلاً حين فرضت الحكومة فرض حظر التجول وظهر في اليوم الثاني بعض (المتذمرين )متحدين قرار الحظر بكل صفاقة و محرضين على ذلك ، هنا وضعت الحكومة قرار بمضاعفة الغرامة على من يصور أو ينشر أو ينتقد ، وتم تحويل بعض الحالات للتحقيق ، فاليوم لا وقت للمجادلة والمناكفة ولا للمهاترات ففي حين الدولة تستنزف قواتها لضبط الأمن والصحة معاً نجد من يريد أن يتسلق للشاشة بشكل المعارض أو المضحك ، وكما قال الرسول المصطفى محذراً من آفة اللسان : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).فإن لم يكن لك دور في مساعدة الدولة والشعب فأضعف الإيمان أن تصمت .

المواطنين والمواطنات العاملين في الصفوف الأولى لمواجهة الكورونا ، أنتم فعلا جوهر هذه الأزمة وثروة الوطن ،أثلج صدورنا حين رؤية الكوادر الوطنية بإخلاصها ووطنيتها تؤدي عملها بكفاءة لم نرى مثيلها في أوروبا ، شاهدنا ذلك في تنظيم المسافات بين المستهلكين في الجمعيات والتي كانت الصورة الأوروبية لها قمة الفوضى ، وكذلك التنظيم في المرافق الطبية والمطارات ،الأزمات حقاً تكشف لك معادن الشعوب والحكومات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى