المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

 السفير الإيراني لـ «الأنباء»: انسحاب أميركامن الاتفاق النووي تحدٍّ صارخ للمجتمع الدولي

أكد السفير الإيراني لدى البلاد د.علي رضا عنايتي أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي يعتبر تحديا صارخا لإرادة المجتمع الدولي، مشددا على أن إيران لم ولن تسعى لامتلاك سلاح نووي وبرنامجنا النووي صمم من أجل أغراض سلمية بحتة، مبينا أن العقوبات الأميركية التي لوّح بها الرئيس الأميركي ليست جديدة على إيران ومثل هذه الضغوطات لن تنال من إرادة الشعب الإيراني.

ولفت د.عنايتي ـ في لقاء خص به «الأنباء» ـ إلى أن قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس لم يكن قرارا عشوائيا ولكنه نكبة ثانية تتزامن مع النكبة الأولى التي حدثت قبل 70 عاما بإعلان دولة إسرائيل، موضحا أن إيران جزء من الحل في سورية وقد شاركت بقوة في مفاوضات استانا وتسعى من خلال تواجدها فيها إلى إيجاد حل سياسي للأزمة.

وأشار إلى أن الكويت تلعب دورا مشرفا إقليميا ودوليا نابعا من رؤية سياسية ناضجة وحكيمة تؤمن بالحوار، لافتا إلى أن الحوار الخليجي ـ الإيراني مازال حيا وإن كان يمر بفترة ركود حالية، معربا عن امله في أن يتواصل قريبا، فإلى التفاصيل:
كيف رأيتم انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي والذي تم التوقيع عليه في العام 2015 بين إيران ودول 5+1 والذي أقره مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 2231؟

٭ بداية الاتفاق النووي مع إيران لم يكن اتفاقا ثنائيا بين إيران والولايات المتحدة الأميركية ولكنه كان اتفاقا دوليا متعدد الأطراف تم اعتماده في مجلس الأمن بالقرار رقم 2231 وحظي بتأييد ومباركة دولية واسعة، وبالتالي فإن انسحاب الولايات المتحدة منه يعد تحديا صارخا لإرادة المجتمع الدولي، في خطوة أحادية لم تحظ بالتأييد الدولي إلا فيما ندر.

ما الخطوات والتحركات التي ستتخذها إيران بعد قرار الرئيس الأميركي بالانسحاب من الاتفاق النووي؟

٭ الموقف الإيراني واضح جدا وظهر جليا في خطاب الرئيس د.حسن روحاني بعد قرار الرئيس الأميركي حيث وضع الخطوط العريضة للموقف الإيراني وأوعز لوزير الخارجية د.محمد جواد ظريف لبدء حوار مباشر مع الدول الـ 5 دائمة العضوية في مجلس الأمن في جولة ديبلوماسية لبحث تطورات انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي مع إيران، وبالفعل بدأت هذه الجولة من الصين مرورا بروسيا ثم بروكسل، حيث يلتقي نظراءه الأوروبيين، والهدف من هذه الجولة هو حصول إيران على التطمينات من جانب الدول المعنية ومن ثم تقرر ما تراه مناسبا.

ماذا عن ردود الأفعال الأولية مع بداية الجولة الديبلوماسية لوزير الخارجية د.محمد جواد ظريف؟

٭ في الحقيقة الجولة لم تكتمل بعد لكن الأجواء مطمئنة جدا في الصين وروسيا وتم التأكيد على التزامهما بالاتفاقية النووية المبرمة مع إيران.

كيف قرأتم التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مدى التزام إيران ببنود الاتفاق النووي؟

٭ بداية الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي الجهة الفنية المعنية والمختصة، أما بخصوص تقريرها الأخير والذي ذكر بوضوح ان الأنشطة النووية الإيرانية لاتزال ضمن الحدود الأساسية التي فرضها الاتفاق النووي الذي أبرم في العام 2015 مع 6 قوى عالمية، فهو تأكيد على التزام إيران بتعهداتها الدولية وللعلم هذا التقرير ليس الأول بهذا المضمون.

ما أود أن أشدد عليه أن إيران ستظل ملتزمة بهذا الاتفاق مادامت مصالحها مؤمنة من خلاله.

ما الرسالة التي تود أن توجهها إلى دول الخليج بخصوص البرنامج النووي الإيراني؟

٭ البرنامج النووي الإيراني صمم من أجل أغراض سلمية، وهذا ما أكدت عليه الجهة الفنية المختصة والمتمثلة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارا وتكرارا، وإيران طمأنت جيرانها بالتوقيع على الاتفاق النووي، وأكدنا في أكثر من موضع أن إيران لم ولن تسعى للحصول على سلاح النووي.

المخاوف من البرنامج

إذا كان برنامجكم النووي مصمم للأغراض سلمية فبماذا تفسرون المخاوف حوله؟

٭ في الحقيقة قبل التوقيع على الاتفاق النووي كانت هناك مخاوف من سعي إيران إلى امتلاك سلاح نووي ولكن بالتوقيع عليه أظهرت إيران حسن نواياها للمجتمع الدولي ودول الجوار وأكدت على سلمية برنامجها النووي، ولذلك فهذه المخاوف غير مبررة، لأنه لو كانت هذه المخاوف فنية نجد أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد فندتها بتأكيدها سلمية برنامج إيران النووي من خلال المراجعات والتفتيش الدوري، أما وان كانت تلك المخاوف سياسية سنجد أن الاتفاق النووي قد تم اعتماده في مجلس الأمن بالقرار 2231، فلا داع للقلق إلا إذا كان هذا القلق مختلق من قبل أطراف عدة لإحداث الوقيعة بين دول الإقليم. إيران حريصة كل الحرص على التعاون مع جيرانها اقتصاديا وأمنيا وسياسيا.

عقوبات أميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوّح بفرض عقوبات جديدة على إيران، كيف ستواجهون هذا الأمر؟

٭ العقوبات الأميركية ليست جديدة على إيران، فمنذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979 فرض الاميركان علينا الحصار والعقوبات، ومنذ ذلك الحين والضغوطات الأميركية تزداد علينا يوما بعد يوم، ولكن إيران وقفت في وجه الحصار والعقوبات مستعينة بقدراتها وكفاءات شعبها ولم تستسلم على الرغم من التأثيرات السلبية والأضرار الواضحة على الاقتصاد الإيراني، وبالتالي فإن مثل هذه الضغوطات لن تنال من الشعب الإيراني.

من أبرز الاتهامات التي توجه لإيران هو تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الجوار، فكيف تردون على ذلك؟

٭ بصراحة شديدة إيران تلتزم بالقوانين والأعراف الدولية من حيث احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية مثلما تلتزم بها بقية الدول الأخرى.

وأرى أنه يجب أن نتجاوز هذه العبارات وأن نركز دائما على سبل دعم وتعزيز التعاون المشترك اقتصاديا وسياسيا وأمنيا بما يعود بالنفع على الاقليم، فنحن بحاجة إلى مفردات وآليات جديدة تجمع دول الاقليم ولا تفرقهم.

هل أضاف التواجد الإيراني في سورية من أوجاع الأزمة وزاد من حدتها؟

٭ إيران أعلنت موقفها الواضح والرافض للحل العسكري منذ بداية الأزمة السورية في العام 2011، وشددت على ضرورة حل الأزمة السورية بحل سياسي بيد السوريين أنفسهم، والحكومة السورية هي الحكومة الشرعية، ولذلك إيران تساند الشرعية في سورية وفق القوانين والأعراف الدولية.

إيران جزء من الحل في سورية وشاركت بقوة في مفاوضات «أستانا» والتواجد الإيراني في سورية يأتي في إطار سعيها لحل الأزمة سياسيا والوقوف أمام خطر الإرهاب الذي ابتليت به المنطقة، ولكن للأسف البعض ينسى خطر الإرهاب وجهود إيران في مكافحته سواء في العراق وسورية ويسلط الضوء على ما يطلق عليه الخطر الإيراني في محاولة لخلط الأوراق.

وعن مستقبل الأوضاع في سورية، أرى أن سورية تجاوزت عنق الزجاجة أو بالأحرى أخطر مراحل الأزمة وأصبحت على أعتاب حل سياسي وشيك.

جهود مكافحة الإرهاب

ما ابرز جهودكم في مكافحة الإرهاب؟

٭ إيران ليست جزءا من التحالف الدولي لمحاربة «داعش» ولا يوجد بيننا وبينهم أي تعاون، نكافح الإرهاب وفق مبادئنا وانطلاقنا من قناعتنا بأن الإرهاب خطر داهم يهدد الجميع ولا توجد دولة بمنأى عنه ولذلك تواجه إيران مخاطر الإرهاب بقوة ولله الحمد نجد أنه هزم ميدانيا في العراق وسورية.

كيف ترون المشهد العراقي، هل شاركتم عسكريا في مكافحة الإرهاب في العراق وسورية؟

٭ ايران تساند العراق الجديد وتدعم العملية السياسية فيه ونهتم بأن ينعم العراق بالأمن والاستقرار والهدوء ليعود قويا كما كان بأيدي وإرادة عراقية.

لدينا علاقات اقتصادية وتجارية واستثمارية مميزة مع العراق يتجاوز حجمها الـ 10 مليارات دولار.

لم نشارك عسكريا في مكافحة الإرهاب في العراق وسورية ولكن لدينا مستشارين هناك يدعمون القدرات التدريبية للبلدين.

هل تدخلتم في العراق وسورية لإنقاذ الدولة أم إنقاذ المذهب؟

٭ في الحقيقة إيران بعيدة عن البعد المذهبي والعراق هو العراق بجميع مكوناته، وعلاقتنا من إخواننا السنة الأكراد بنفس قوة العلاقات مع إخواننا الشيعة وكذلك الأمر في سورية على الرغم من أن الشيعة في سورية لا ينتمون للمذهب الجعفري.

لو كانت إيران لديها النية للعمل على أساس مذهبي لكانت طبقت ذلك على شعبها، لك أن تعلم أن لدينا أكثر من 10 ملايين مواطن سني و30 نائبا سنيا في البرلمان وأكثر من 10 آلاف مسجد سني في المناطق السنية كما أن الفقه السني هو من يتولى تنظيم أمورهم، مع الوضع في الاعتبار أن الترشح للانتخابات لا يكون على أسس مذهبية أو طائفية ولكن على حسب المحافظات، فالمواطنة تحكم الجميع والجميع أمام القانون سواسية.

وبالتالي إيران لا تعمل على أساس مذهبي وليست في حاجة لذلك ولكنها تولي جُلّ اهتمامها إلى التعاون الاقتصادي والشراكة البناءة مع مختلف دول العالم.

على صعيد المشهد اليمني، إيران متهمة بتمويل الحوثيين وتسليحهم بالصواريخ التي يستخدمونها ضد المملكة العربية السعودية، فما تعليقكم على ذلك؟

٭ اليمن يعاني من أزمة لا مثيل لها على مر التاريخ ووضع إنساني مزرٍ يدمي القلب، وهذه الأزمة تحتاج أيضا إلى حل سياسي يمني ـ يمني، وإيران تؤكد على ضرورة إيجاد الحل السياسي في اليمن عن طريق تشجيع كل الأطراف اليمنية إلى الحوار.

إيران دعمت الحوار اليمني الذي استضافته الكويت لمدة 100 يوم، لأن الحل في الحوار وليس في الحرب.

أما بخصوص التهم التي تلقى على إيران من دعمها للحوثيين، فطوال الثلاث سنوات الماضية لم يكن لإيران أي تواجد في اليمن ولا دخل لنا بهذه الأزمة، أما بخصوص ما يشاع حول تسليح الحوثيين بالصواريخ الإيرانية فهذا كلام باطل، ولماذا لا يقال إن الصواريخ التي تلقى على الطرف الثاني من الحرب أنها صواريخ أميركية؟ ما اود أن نشدد عليه هو أنه لا رابح في الحرب ولا خاسر في الحوار.

ما الموقف الإيراني من نقل السفارة الأميركية إلى القدس؟
٭ قرار الرئيس دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس تحد سافر للمجتمع الدولي ولمشاعر مليار ونصف مليار مسلم في مختلف أنحاء العالم، هذا القرار لم يتخذ عشوائيا ولا مصادفة، فهو نكبة ثانية تتزامن مع النكبة الأولى التي حدثت قبل 70 عاما وتحديدا في 14 مايو 1948 بإعلان دولة إسرائيل.

كيف تصفون العلاقات الكويتية ـ الإيرانية؟

٭ العلاقات الإيرانية ـ الكويتية في مجملها ممتازة وتاريخية وتوجت بزيارة صاحب السمو إلى إيران قبل 4 سنوات وزيارة الرئيس الإيراني د.حسن روحاني إلى الكويت في فبراير عام 2017، ونأمل أن تتطور هذه العلاقات في مجالات تصب في صالح الإقليم سواء في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والقنصلية، خصوصا في ظل خطة الكويت التنموية الطموحة والتي تزخر بالعديد من المشروعات التنموية الكبرى من مدن وموانئ جديدة والتي ستكون إضافة نوعية للاقتصاد الكويتي وستفتح مجالات إضافية للتعاون.

وبصفة عامة نكن كل الاحترام والتقدير إلى الكويت أميرا وحكومة وشعبا.

على ذكر العلاقات الاقتصادية، كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

٭ حجم التبادل التجاري بين البلدين يتراوح بين 200 و300 مليون دولار وبإمكان البلدين تنمية وتطوير العلاقات التجارية بينهما ورفع معدلاته بصورة تصب في صالح البلدين والشعبين الصديقين.

ماذا عن الاستثمارات الكويتية في إيران؟

٭ الاستثمارات الكويتية في إيران قديمة ومتنوعة، وفي هذا الصدد أود أن أشير إلى أن الحكومة الإيرانية تضمن وتؤمن الاستثمارات الأجنبية بصكوك حكومية وتسعى لتوفير البيئة الملائمة لها ولذلك فلا مجال للخوف أو القلق بشأنها.

كيف تقيمون الدور الذي تلعبه الكويت إقليميا ودوليا على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام؟

٭ الكويت تلعب دورا مشرفا إقليميا ودوليا على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام، فمن ينسى دورها الرائد على صعيد الأزمة اليمنية والحوار الخليجي ووساطتها في الأزمة الخليجية، وأود أن أؤكد أن دور الكويت نابع عن رؤية سياسية ناضجة وحكيمة يقودها صاحب السمو الأمير ومن منطلق إيمان ٩مطلق بالحوار، وأتمنى أن تحذو كل الدول حذو الكويت في هذا الصدد.

ما السر وراء توقف الحوار الخليجي ـ الإيراني؟

٭ رحبنا بالحوار الخليجي ـ الايراني ورددنا تحية الكويت بتحيتين، حيث زار الرئيس د.حسن روحاني الكويت وأكد على دعمه ومساندته للرؤية المنصبة على الحوار واستعداده لتوفير السبل لنجاحها، وبالتالي إيران لم توقف الحوار وإن كنت أعتقد أن الحوار لا زال حيا وإن كان يمر بفترة ركود حالية ونأمل أن يتواصل.

ماذا عن آخر أخبار اتفاقية تبادل السجناء مع الكويت؟

٭ خلال الأسبوع الماضي استلمنا الدفعة الثانية من السجناء والتي تقدر بـ 28 سجينا وتم نقلهم إلى إيران بطائرة خاصة لاستكمال فترة محكوميتهم في السجون الإيرانية وذلك وفق مبادئ الاتفاقية الموقعة بين البلدين في العام 2004، بالإضافة إلى 11 سجينا شملهم العفو الأميري.

قبل سنتين استلمنا الدفعة الأولى من السجناء وتقدر بحوالي 48 سجينا، ونقدر جهود الحكومة الكويتية في هذا الصدد.

100 ألف كويتي يزورون إيران سنوياً

لفت السفير الإيراني لدى البلاد د.علي رضا عنايتي إلى أن أكثر من 100 الف كويتي يزورون بلاده سنويا، موضحا أن المواطن الكويتي يستطيع أن يحصل على الفيزا بمجرد الوصول إلى أحد المطارات الإيرانية الخمسة أو يتقدم للقسم القنصلي للحصول عليها، مبينا أن القسم القنصلي في السفارة أصدر حوالي 60 ألف تأشيرة خلال العام الماضي وإجراءات التأشيرة في الظروف العادية تستغرق حوالي أسبوع، أما التأشيرة المستعجلة فتصدر في خلال 24 ساعة.

كما أشار أن تعداد الجالية الإيرانية في الكويت يبلغ 40 ألف نسمة، موضحا أن أبناء الجالية ينعمون بالأمن والأمان ويقدرون للكويت رعايتها لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى