جدة – رامي أمين
يقول الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي على لسان قيثارة الطرب نجاة الصغيرة :
كل الكلام قلناه .. وأدينا زي ماحنا
لو يوم جميل عشناه .. كانت هانت جراحنا
حبيبي أنت ..غاوي دايماً تقول كلام
لو الكلام بيداوي ..ليه حاسه باَلالام
كل الكلام قلناه
هذا المطلع من أغنية ” كل الكلام ” التي أحكم صياغة جملها اللحنية وما أرتبط بإبداعها من معانٍ وأحداث الموسيقار السعودي طلال ، الذي أستطاع بوعيه وثقافته الموسيقية أستنطاق روح وقوة القصيدة وإظهار الجانب الأكثرعمقاً فيها ، برشاقة وعذوبة وسهولة في التنقل مابين المقامات ، وليقوم بتوزيعها موسيقياَ يحيى الموجي ، و يتابع التنسيق لإنتاج هذه الأعمال الأستاذ خالد أبو منذر .
تغنت بـ “كل الكلام” نجاة الصغيرة الصوت الأكثر تأثيراً في ذائقة الصغير والكبير والتي تعد واحدة من أشهر رموز الأغنية العربية ، ولم تشأ أن تقبل بهذه الفرضية التي يميلها عليها الزمن لتضع لنفسها منهاجاً للتدريب لكي تحافظ على النقاء والوضوح وسلامة النطق والحساسية وخلطت هذه المكونات بالخبرة ، لتعلن صوت الحب عن عودتها من بوابة الموسيقار طلال للساحة الغنائية العربية مجدداً من بعد أن أعتزلت الغناء عام 2002 م ، لتعانق قيثارة الطرب مستمعيها في كافة أنحاء الوطن العربي، وتعيد لهم نفحات من الزمن الجميل .
وعلى خلفية الأغنية المصرية أتذكر أيضاً بأن الموسيقار طلال سبق وأن أبدع في تلحين رائعة الشاعر الراحل حسين السيد ” سامحني ياحبيبي ” التي جمعت الفنان د. عبادي الجوهر بالفنانة المصرية اَمال ماهر ، كما أنه يبرهن دائماَ على إمتلاكه مشروعاً متكاملاً من التنوعات في الاَلحان والقدرة على تلحين الأغانيات الخفيفة والكلاسيكية بلهجات مختلفة وهنا تكمن قوة الملحن .
وكما سبق للموسيقار طلال إعادة الراحلة وردة الجزائرية للمشهد الغنائي بعد غياب لتقديم ديو مع الفنان د. عبادي الجوهرفي أغنية بعنوان “زمن ماهو زماني ” .
وكذلك قام بإعادة الفنان الكبير محمد عبده في عودة قوية للأغنية الطربية بألبوم “عالي السكوت” الذي ضم أربع اغنيات منها أغنية “روحي فداه” وهي من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي و قد حرص الموسيقار طلال ايضاً على حفظ موروث لون الدانة المكية في هذه الأغنية من خلال موسيقاه، و ساهم أيضاً في إعادة الفن الحجازي إلى الواجهة بأصوات كاظم الساهرو صابر الرباعي وأحلام في تعاون مميز مع شاعرة الحجاز الكبيرة ثريا قابل
وفي المشهد الموسيقي العربي قد استطاع الموسيقار طلال أن يفرض وجوده منذ مطلع الثمانينيات الميلادية وحتى يومنا هذا فيما يقارب 600 لحن موسيقي ويعطي مثالاً حياً وقيمة لشكل موسيقانا العربية
كأكثر الملحنيين السعوديين إبداعاً وإنتشاراً في حناجر المطربين السعوديين والخليجيين والعرب وعلى سبيل المثال لا الحصر :
الراحل طلال مداح ، محمد عبده ، عبدالرب إدريس ، أبو بكر سالم بلفقيه ،عبدالكريم عبدالقادر ، عبدالمجيد عبدالله ، راشد الماجد ، طلال سلامة ،رابح صقر، عبدالله الرويشد ، ، نبيل شعيل ، الراحلة ذكرى ،هاني شاكر ، ديانا حداد، نانسي عجرم، الشاب الجزائري خالد .
مما يستدعي إهتمامنا هو ملاحظة إصرار الموسيقار طلال مدفوعاً بتلك الرغبة التي يتسم بها العمل بأية وسيلة على الإبداع، والحفاظ على هويته الشرقية ، وتنقية الأغنية العربية من الشوائب، وإعادة هيكلتها .
يظل السؤال يلاحقني : ياتُرى هل يُعيد الموسيقار طلال الفنانة الكبيرة فيروز من عزلتها للغناء ؟
