المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم: احمد هاني القحص

                       ليت الزمان يرجع ..؟؟!!

   هذه الجملة تتردد كثيرا على ألسنة كبار السن حينما يتحدثون ويتذكرون القيم والأخلاق بالماضي مقارنة مع الحاضر الذي يعيشونه، فتجده عند نهاية حديثه يختتمها بجملة ” ليت الزمان يرجع ” من هول ما شاهدوا من تفاوت كبيرا بين الزمانين الماضي والحاضر.

   في هذا الزمن الذي نعيشه تشاهد مدى الابتعاد عن القيم التي تعلمناها وسمعناها من آبائنا وكيف كانت القيم في ذلك الزمان، الا ان هذا الزمان اختلف اختلاف كلي بجميع المقاييس، لدرجة ان حتى من تجاوز الخمسين من عمره متطبع بتلك الطبائع الدخيلة على القيم.

   وللأسف أقولها ان الآباء حاليا لم يعد يأبهون لقيم الماضي، لانهم مشغولون بمواكبة الحضارة والحداثة الغربية التي افسدت علينا قيمنا، وبتنا نقلدهم في كل شيء، ولابد من تسليط الضوء على هذه النقطة من اجل انقاذ ما يمكن إنقاذه.

   فلزاما على الآباء من ابناء جيلنا او من يكبروننا بسنوات، ان يغرسوا القيم والاخلاق والسلوكيات الاسلامية في نفوس ابنائهم في سبيل تصويب مسار أداء وفعل المجتمع حتى يكون مجتمعا قويا ومتماسكا، بدلا من التفاوت الذي حاصل الان والذي يصيب كل مهتم بهذا الشأن بالإحباط وخيبة الأمل.

   فبإستطاعة الجميع ان يعيدوا الامور إلى نصابها الصحيح من خلال البدء في بيته أولا، وتعليم ابنائه القيم والاخلاق والعادات والتقاليد التي تنهض بالمجتمع، وتجعله كالجسد الواحد في مواجهة العادات الدخيلة، ثم تسليط الضوء على كل ما من شأنه يهدم جسور القيم والاخلاق والسلوكيات من اجل وأدها قبل أن تستشري في المجتمع فتفسده.

   فبالتأكيد ان هذا الامر ليس مستعصيا على رب الأسرة ان كان لديه العزم والقوة في جعل هذا الزمان يشبه الزمان الماضي، فبتعاون والتكاتف والتماسك نحقق ما نصبوا إليه ولو كان على فترة طويلة، فالمهم ان نضع حلولا جذرية للسلوكيات الخاطئة حتى لا نسمع جملة ” ليت الزمان يرجع ” … والله الهادي إلى سواء السبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى