المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم: عمر الحلبوسي

 

الصقلاوية بين المجزرة والمختطفين نكبة مستمرة

عامان مر على مجزرة الصقلاوية في محافظة الانبار وما زالت دماء المغدورين لم تجف الذين أعدمتهم فصائل مليشيا الحشد التي أطلقت تهديدات مسبقة قبل اجتياحها للفلوجة والمناطق المحيطة بها, حيث أطلق القائد المليشياوي أوس الخفاجي و عدنان الشحماني تهديدات تتوعد سكان الفلوجة والصقلاوية والكرمة بالانتقام و القتل ثأرا لثارات حدثت في أماكن أخرى لا علاقة لأهل السنة فيها.

فقد قامت المليشيات بعد عزل الرجال عن عوائلهم و نقلتهم لمقراتها لتمارس بحقهم أبشع جرائم التعذيب والتنكيل وقد بلغ عدد المخطوفين ( أكثر من 4000 مدني من مختلف الأعمار ) وهناك عدد من المعتقلين كسرت أيديهم أو أرجلهم أو مصابين بكسر الأضلاع ورضوض كبيرة من شدة التعذيب وتهشيم الرؤوس , ومن بين من تم تعذيبهم رجل معاق منذ الولادة قامت المليشيات بتعذيبه بشدة حيث نقل إلى مستشفى عامرية الفلوجة الذي أمتلئ بالمعتقلين المعذبين ببشاعة ومن بين المعتقلين أشخاص بحالة خطرة جدا ومنهم من أصيب بإعاقة من شدة التعذيب في مقر المليشيات في أطراف الصقلاوية وفي معسكر طارق وقد استخدمت الميليشيات بتعذيب المعتقلين (الهروات و العصي الكهربائية وأعقاب البنادق و قضيب معدني يحتوي بطرفة أداة حادة و أسلاك كهربائية بمختلف الأحجام)وقد شاهدنا آثار التعذيب واضحة على أجساد المعتقلين منهم من لا يستطيع المشي على قدميه ومنهم غير قادر على مسك قنينة الماء ليشرب وغيرها من الحالات التي يشيب لها الرضع من هول التعذيب .

فقد تحدث لنا عدد من المعتقلين الناجين من مذبحة الصقلاوية بأنهم شاهدوا قيام المليشيات بقطع رؤوس عدد من المعتقلين ودفن جثثهم بعد حفر خندق بآلية (شفل) ودفنهم لتخفي جرائمها ومن بين المعتقلين الذين تم إعدامهم شباب دون سن 16 , كما تحدث عدد من المعتقلين الناجين من المذبحة أن المليشيات منعت عنهم الطعام والشراب و أجبرت عدد من المعتقلين على التبول في قناني ماء فارغة و إجبارهم على شربها , و قامت المليشيات بقطع رأس احد المعتقلين لأنه طلب شرب الماء .

حيث قامت مليشيا الحشد بتقاسم عدد المعتقلين فيما بينها , وفي مجزرة كبيرة قامت الميليشيا سرايا الخرساني بإعدام 300 معتقل من سكان الصقلاوية اغلبهم من عشيرة المحامدة و إخفاء جثثهم وقد حدثت هذه الجريمة في مدرسة ذو النورين في منطقة البوعكاش في الصقلاوية وقد رافق إعدام المعتقلين هتافات طائفية أطلقتها المليشيات التي دفنت المغدورين بمقبرة جماعية مستخدمتا آلية (شفل) التي حفر بها الخندق.

كما قامت مليشيا حزب الله التي خطفت أكثر من 500 مدني بتصوير مجموعة من المدنيين و هي تقودهم لحتفهم بمشهد تقلد به ما يسمى حادثة سبايكر و يظهر أحد عناصر مليشيا حزب الله و هو يقول (لقد أخذنا ثأر سبايكر و نتحدى من يقول أننا لم نأخذ الثأر ), ومن بقي على قيد الحياة من المخطوفين لدى مليشيا حزب الله نقل إلى سجون المليشيا في جرف الصخر شمالي محافظة بابل والتي لها قصص مع إجرام المليشيات.

وكما شاركت مليشيا بدر بمجزرة الصقلاوية عندما قامت بخطف وتعذيب عدد كبير من المدنيين الأبرياء بأساليب بشعة انتقاما من سكان الصقلاوية و إرواء عطشهم الطائفي من دماء المسلمين السنة في محافظة الانبار , كما خطفت مليشيا بدر عدد من المعتقلين ونقلتهم لسجون تابعة لها في جرف الصخر و محافظة ديالى.

وعلى الرغم من مرور عامين كاملين على مجزرة الصقلاوية التي يتكشف يوميا جزء من هذه الجريمة , فقد اكتشف مقبرة تظم أكثر من 40 شهيد من الذين أعدمتهم مليشيا الحشد في منطقة البو عكاش في ناحية الصقلاوية التي نكبت بهذه الجريمة التي حلت بأبنائها التي شاهدها العالم كله لكن لم يتحرك لإنقاذ من بقي حيا أو محاسبة المجرمين المنفذين للجريمة.

رئيس الوزراء حيدر العبادي أنكر حدوث مجزرة في الصقلاوية و نافيا بشكل قاطع أن تكون مليشيا الحشد قد ارتكبت هذه الجريمة على الرغم من أن أفلام الفيديو تظهر مليشيا التيار الرسالي بقيادة عدنان الشحماني وهي تقطع رؤوس أكثر من 11 مدني في الكرمة التي اتصلت جرائم الحشد فيها بما حل في الصقلاوية , كما أن مليشيا حزب الله نشر عناصره أكثر من فيديو وهم ينقلون عدد كبير من المدنيين لوضعهم في خندق ومن ثم إعدامهم جميعا لأخذ ثأر ما يسمى سبايكر.

إن نفي حيدر العبادي لمجزرة الصقلاوية يعد تستر على جريمة حرب بشعة وهذا يدينه لكونه تستر على هذه الجريمة التي تعد خرقا كبير لاتفاقية روما وكذلك اتفاقية جنيف التي تنص على حماية المدنيين وقت الحرب .

و رغم مرور عامين كاملين على مجزرة الصقلاوية ما زال مصير أكثر من 2500 مدني مخطوف مجهولا بعدما نقلوا لسجون جرف الصخر و بعضهم نقل لمحافظة ديالى , وتستمر مأساة الصقلاوية هذا الجرح الغائر في الأعماق العوائل منكوبة بعدما اختطف أبنائهم أو اعدموا بحادثة الصقلاوية على يد عناصر المليشيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى