المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

بقلم: ياسمين الشيباني

                    الملائكة تعانى فى ليبيا ..!!

الاعمال بخواتمها، والسؤال هنا أين انتهى الحال بالليبين بعد مرور خمس سنوات عجاف عن 17 فبراير؟ وقد يتهمني البعض بان الوقت لايزال مبكرا لطرح هذا التسأول! ولهؤلاء اقول ان كنتم تطالبون الشعب الليبي بالصبر الان، فلماذا لم تتحلوا به انتم من قبل ان تقوموا بهذه الثورة..!

اطمنكم وانا اكتب هذه الاسطر اني سأتجرد من اي انتماء سياسي لهذا الطرف او ذاك، ولكني لن اتجرد من عواطفي امام ما اشاهده من معاناة لاطفال ليبيا، وهذا ما دفعني للخروج عن الصمت الذي بات يلوذ به كل الليبيين، خوفا من القتل والتعذيب، وأسرد ما شاهدت عيناي بكل واقعية.. عواطفي اسيرة ما عشاته مدينة بأكملها خلال ستين يوما مليئة بكل اشكال الرعب والقلق، ولا اريد ان اقول الخوف لانه لم يكن موجودا في قلوب الكثيرين منا، ولم نكن نلمسه الا في نفوس اطفالنا الصغار فهم يسمعون ضربات الطائرات وصواريخ البوارج وحصار المدينه من جهاتها الاربع.. في تلك الايام كانت المدينة كشعلة من الجمر وكأنه يوم القيامة الذي كان من صنع ايدي اثمة من صنع البشر وانفسهم الامارة بالسوء.

كان المشهد الانساني في المدينة مخيفا ومقيتا ومفزعا الناس، تموت لا دواء ولا حتى من سيارة تسعفك للمشفى ولا وقود وان وجدت السيارات، فالمستشفى كان أيضا عرضة للقصف.. اطفال كانوا يتضورن جوعا الا من بعض الخبز والماء!

اما الاطفال الرضع فلهم الله الرؤوف، لان العجز امام توفير كل احتياجاتهم شي مسلم به.. لا كهرباء ولا اتصالات قصف متواصل وكأننا في الحربين العالميتين الاولى والثانية.. قصف بكل انواع الاسلحة ممن سموا انفسهم ثوارا. هم وسيدهم الناتو بأسلحة محرمة دوليا.

وهذا ما اود التطرق له الان بسبب ما يحدث للاجنة في بطون امهاتهم.. هذا شيء احمله للمجتمع الانساني كافة امام الصمت عما حدث في ليبيا.. من قصف طائرات الناتو للمدن الليبية وقتل مئات من الاطفال والشيوخ والنساء وليس كما صوروا للعالم انها تقصف فقط في منشآت عسكرية، التي لم تكن مدرجه ضمن قرار الامم المتحدة اصلا، فقد تم التلاعب بالقرار رقم 1973 الصادر عن مجلس الامن ولست بصدد الخوض في ماهية هذا القرار ومضمونه وسقفه.

الان ايها العالم اين انتم من اطفال ليبيا الذين يموتون بسبب النقص الحاد للقاحات في المستشفيات التي اصبحت مكانا للتلوث والموت المحتوم الذي ادى موت اطفال حديثي الولادة في احدى مستشفيات الاطفال في طرابلس المدة الماضية.. ايها المنادون بالحرية ويا منظمات حقوق الانسان اين انتم من اطفال عاشوا الرعب والفزع والظلم تحت مسميات هشة واسباب مفبركة وهم اليوم يعانون المرض والتشوه والموت، وهذا مثال حي يؤكد ما اصاب حتى الاجنة في بطون امهاتهم لاحدى الاخوات اللواتي اجهضن ولم تكن تعرف الاسباب في بداية الامر.. وبعد حملها للمرة الثانية وكانت حاملا بتوأم، الا انها للاسف اجهضت مرة اخرى فاجريت لها تحاليل من قبل طبيب تونسي في العاصمة التونسية يشهد له بالكفاءة، وتم ارسال تحاليلها للمختبرات المختصة في باريس فاثبتت نتائج التحاليل انها تعرضت لاستنشاق اليورانيوم المنضب في الفترة بين شهري 9 و10 من السنة الماضية تقريبا وهذه الفترة التي كان القصف فيها مكثفا على مدينتها.

وقام الدكتور باعداد ملف لارسالها للعلاج في باريس الا ان السفارة الفرنسية رفضت منحها التأشيرة اللازمة بعد اطلاعها على الملف الصحي، خشية ان يفتح ملفا للتحقيق في الامر من قبل الاطباء المعالجين.. وهذه الحالة تكشف مع غيرها من حالات الوفيات لمئات الاطفال في ليبيا الذين تم الحمل بهم او ولدوا خلال فترة القصف المتواصل بأسلحة محرمة دوليا على بلادي، فهل ستعقد جلسة طارئة لمجلس الامن الموقر، ويشن حربا على نفسه لانه ساهم في تدمير دولة كانت لها السيادة باسباب، وقتل اطفال بواسطته والذي بات اداة لتطبيق قانون الغاب بحجج مفبركة، وما الدمار الذي حدث للبنية التحتية في ليبيا الا دليلا على ذلك، فلصالح من هذا؟ ولصالح من هذا التلوث الذي اصاب الحجر والبشر في ليبيا، ألشعب بات مشردا واطفاله يعانون الامرين؟!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى