المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

بنوك وول ستريت: أيام عصيبة في انتظار «أوپيك»

قالت محطة بلومبيرغ الإخبارية انه رغم الجهود المتجددة التي بذلتها أوپيك من أجل تعزيز أسواق النفط العالمية، فإن المحللين في البنوك الأميركية في وول ستريت يحملون في جعبتهم أخبارا سيئة بالنسبة للكارتل النفطي، فإنهم يرون أن النظرة المستقبلية للعام المقبل أيضا قد لا تكون مشرقة.

فقد فقدت أسواق النفط الآجلة 8% منذ أن وافقت منظمة أوپيك وحلفاؤها في 25 مايو الماضي على إبقاء الإنتاج محدودا خلال الربع الأول من عام 2018 في محاولة للتخلص من تخمة الأسواق العالمية. وفي حين يتوقع محللو بنك غولدمان ساكس أن تنجح استراتيجيتها في نهاية المطاف، إلا أنهم يحذرون من أن الفائض سيعود الى الاسواق من جديد ما ان تنتهي فترة خفض الإنتاج، وبالمقابل فان نظراءهم لدى مصرفي مورغان ستانلي وجيه بي مورغان تشيس يعتقدون انه لن يكون ثمة خيار أمام أوپيك سوى التمسك بالتخفيضات لفترة أطول.

وتتوقع البنوك أن الإمدادات الجديدة من النفط الصخري الاميركي وضعف نمو الطلب على الوقود يعنيان أن أسواق النفط العالمية قد تواجه تدهورا آخر في العام المقبل، وبالتالي فان السعودية وروسيا، وهما اكبر منتجين في الائتلاف المكون من 24 دولة، قد تكونان مضطرتين للوفاء بالوعود التي قطعاها بالقيام «بكل ما يلزم» لاستعادة التوازن.

وقال العضو المنتدب في مورغان ستانلي في لندن مارتين راتس في رسالة عبر البريد الإلكتروني انه إذا أرادت أوپيك أن تبقي السوق متوازنة في العام المقبل، فمن المحتمل أن تحتاج إلى تمديد الإنتاج لعام 2018 بأكمله، حيث تباطأ نمو الطلب إلى حد ما في الآونة الأخيرة، ومع نمو الإنتاج الأميركي بقوة، فانه لا تلوح في الأفق فرص كبيرة لنمو إنتاج أوپيك في عام 2018.

وقد تبين أن تخفيضات الإنتاج قد استغرقت وقتا أطول مما كان متوقعا من أجل تصريف الفائض، حيث يعزز منتجو النفط الصخري الأميركي إنتاجهم بسرعة مدهشة. وقد استعادت شركات الاستكشاف والتنقيب الأميركية نحو نصف الإنتاج الذي فقدته خلال فترة الركود، بعد أن تعلمت العمل بكفاءة أعلى خلال فترة هبوط الأسعار الذي استمر عامين، ونتيجة لذلك، قد يكون السوق غير قادر على استيعاب عودة الإنتاج الذي خفضته أوپيك وشركاؤها عندما ينتهي اجل الاتفاقية في أبريل المقبل.

من جانبه، قال رئيس قسم أبحاث السلع في بنك غولدمان ساكس في نيويورك جيف كوري انه لا يمكن للسوق أن يتخيل عودة إنتاج أوپيك الى ما كان عليه قبل التخفيض دون خلق فوائض ضخمة في 2018. وأضاف «اننا نرى مخاطر فائض متجدد في وقت لاحق من العام المقبل اذا ارتفع إنتاج أوپيك وروسيا الى مستوى طاقتهما الإنتاجية الموسعة وإطلاق العنان لنمو إنتاج النفط الصخري الاميركي على نحو غير مسبوق».

أما بنك سيتي غروب فيبدو اكثر تفاؤلا، حيث يرى انه حتى لو ظهر فائض في عام 2018، فإن جهود أوپيك الحالية لاستنفاد المخزونات ستسهل مهمتها في إدارتها وفقا لما ذكره رئيس قسم أبحاث السلع في البنك في نيويورك إد مورس، وفي حين يعني انتعاش إنتاج النفط الصخري أن حالة العرض في العام المقبل تبدو «كبيرة»، إلا ان تخفيضات إنتاج أوپيك تعني الآن أنه إذا تراكم المخزونات مرة أخرى، فإنها ستبدأ من مستوى أدنى.

وقال المحلل في بنك جيه بي مورغان، ديفيد مارتن إن هذه الزيادات في المخزونات – برغم ذلك – قد تتعاظم على نحو يكفي للحيلولة دون ارتفاع الأسعار. وكان البنك خفض توقعاته لعام 2018 لسعر خام برنت بمقدار 10 دولارات للبرميل إلى 45 دولارا في 25 مايو. وقد تداول بسعر يقارب 49 دولارا للبرميل على بورصات السلع المستقبلية الأوروبية في لندن يوم الجمعة الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى