المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار عربية

تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة يُصدر بيان ضد التدخل التركي في الشأن الليبي

 

إن تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة تابع باهتمام بالغ زيارة رئيس تركيا طيب رجب أردوغان إلى تونس وهي زيارة أثارت ضجة كبرى على الصعيدين الإقليمي والعالمي لما تنطوي عليه من مخططات تسعى إلى تعميق الأزمة الليبية وزعزعة الاستقرار في مجال جيوسياسي من المجالات الحيوية بالقارة الأفريقية.

لا يخفى على أحد أن أردوغان منذ أن عزز قبضته على الحكم وعلى حزب العدالة والتنمية كشف عن نواياه التوسعية ونزعته العثمانية الإمبريالية. ومنذ مطلع القرن الواحد والعشرين بدأت تركيا تكثف حضورها الدبلوماسي والثقافي والاقتصادي في العالم. كان لإفريقيا قسط وافر من هذا التمدد حيث زارها أردوغان ورئيس وزرائه عشرات المرات، وافتتح بها عددا من التمثيليات الدبلوماسية. ومع اندلاع ثورات 2011، ثم الأزمة الخليجية، استغلت الوضع وأصبحت طرفا في المعادلة وتورطت عسكريا في سوريا وليبيا.

إن النزوع إلى إحياء المجد الإمبراطوري العثماني ليس حالة سيكولوجية معزولة، بل توجه أيديولوجي لدى قطاع عريض من الطبقة السياسية التركية يجسده الحزب الحاكم في تناغم مع عدد من الأحزاب والتيارات. تذهب أغلب التحليلات أن الرئيس أردوغان، في خطاباته العصبية الحادة وسياساته العدائية تجاه المعارضة ودول الجوار والقوى الأممية تكشف عن رغبة مُلحة لشغل مكانة “السلطان الجديد”، على حد تعبير بعض الأكاديميين الأتراك، وهو ما يرتبط بعمليات تفكيك وإعادة هيكلة الهوية التركية، وتبني مظاهر وتجليات الإرث العثماني وسياسات الهيمنة والتوسع الإقليمي لإعادة إنتاج عهد “الاستعمار العثماني” في منطقة الشرق الأوسط.

إن التورط التركي في الأزمة الليبية واقع لا غبار عليه، وإن مساعي أردوغان وحلفائه في صناعة الجماعات الإرهابية واستغلالها في ضرب الاستقرار الأفريقي انكشفت للعيان. وليست زيارته الأخيرة لتونس سوى حلقة من حلقات التوسع في الشمال الأفريقي الذي يعمل جاهدا على إغراقه بالجماعات الإرهابية من الدواعش.

تجمع كل التقارير السياسية، الإعلامية والحقوقية، أن تركيا لن ترسل جنودها للقتال في ليبيا وإنما ستكتفي بخبراء عسكريين وضباط سيشرفون على إدارة قوات المرتزقة من الإرهابيين الموالين لأردوغان.

إن تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة، وهو إذ يندد بكل الأجندات الساعية إلى زعزعة استقرار أفريقيا يؤكد على ما يلي:

أولا: دعوة الإخوة الليبيين إلى تغليب مصلحة الشعب الليبي ونبذ العنف وفض نزاعاتهم عبر الحوار وبحث الحلول الممكنة بهدف الخروج من الفخ الذي سقطوا فيه بفعل الارتهان الى الأجندات المعادية للشعب الليبي؛

ثانيا: دعوة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الأممي للتدخل بهدف وقف هذا العدوان الذي يستهدف الشعب الليبي وشعوب المنطقة المغاربية كلها؛

ثالثا: دعوة النخب الأفريقية من حقوقيين وإعلاميين وسياسيين إلى التصدي ومقاومة كل الأجندات التي تعمل على زعزعة الاستقرار السياسي بالبلدان الأفريقية؛

رابعا: دعوة النخب الأفريقية العلمية إلى التنسيق فيما بينها على مستوى الجامعات ومراكز البحث، والعمل سويا على نشر الوعي وتعزيز الثقافة السياسية والتنموية المضادة للعنف والفساد والمخططات الإرهابية التي تستهدف القارة؛

خامسا: دعوة الحكومات الأفريقية إلى انتهاج التدبير السياسي العقلاني على المستويين: المحلي والبيني، وتجديد طبقاتها السياسية على أسس علمية صلبة، تعرف كيف تجمع بين المقاربة الأمنية والمقاربة التنموية؛

إن تحالف الإعلاميين والحقوقيين الأفارقة سيواصل مساعيه الإعلامية والدبلوماسية للتوعية بمخاطر هذا التدخل التركي العدواني السافر في شؤون الشعب الليبي ويأمل من الإخوة الليبيين المسارعة إلى لم شملهم وإفشال هذا المخطط العدواني والعمل معا على استعادة الشرعية التي بدونها ستبقى ليبيا فريسة لكل الأجندات والمخططات التوسعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى