شارك آلاف الأسبان، صباح أمس، في تظاهرة بمدريد، ضد استقلال إقليم كتالونيا. وأطلقت مبادرة على الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب على عريضة مرتبطة بهذه التظاهرة، جمعت تسعة آلاف توقيع: إن «اسبانيا أفضل من قادتها».
ودعي الراغبون في المشاركة بالتظاهرة إلى ارتداء ملابس بيضاء ونشر أغطية بيضاء على شرفات منازلهم. وأوردت العريضة: «حان الوقت لنكون معا لنظهر لهم أنهم كانوا عاجزين وغير مسؤولين».
كذلك، خرج الآلاف في العاصمة الكتالونية برشلونة لدعم الدستور الاسباني ووحدة البلاد والدعوة إلى الحوار والتفاهم، بينما شهدت مدن أسبانية أخرى تظاهرات هيمنت عليها الملابس البيضاء وخلت من أي أعلام للمطالبة بفتح قنوات الحوار بين الطرفين للتوصل إلى حل للازمة.
وظهرت بوادر تهدئة بين برشلونة ومدريد، الجمعة، يمكن أن تسهل حوارا، قبل ثلاثة أيام من موعد حددته كتالونيا لإعلان الاستقلال من طرف واحد، مثيرة بذلك قلق أوروبا.
وفاز مؤيدو استقلال كتالونيا بنسبة 90.18 في المئة من الأصوات في استفتاء تقرير المصير الذي نظم في الأول من الشهر الجاري. وتؤكد هذه النتائج أن مليونين و44 ألف ناخب كتالوني أيّدوا الاستقلال الذي رفضه 177 ألفا (7.83 في المئة)، مع نسبة مشاركة بلغت 43.03 في المئة في الاستفتاء.
وأعلن رئيس كتالونيا تشارلز بويغديمونت إرجاء كلمة كان سيلقيها أمام برلمان المنطقة في جلسة مقررة مبدئيا غدا. لكن يمكن أن يفسر إعلانه على أنه بادرة، بما أنه لا يسعى إلى عقد الجلسة بأي ثمن الاثنين، بعد أن حظرتها المحكمة الدستورية. وربما يعني ذلك كسب مزيد من الوقت، نظرا الى الانقسام داخل معسكره.
وحظرت المحكمة العليا الاسبانية عقد هذا الاجتماع. وقال «ترشح الوحدة الشعبية» الذي يدعم الائتلاف الانفصالي لبويغديمونت إنه يعمل جنبا إلى جنب مع الحكومة على إعداد نص إعلان الانفصال.
بدوره، أكد وزير الخارجية الاسباني ألفونسو داستيس أن أي وساطة دولية بين الحكومة الأسبانية المركزية والسلطات المحلية في كتالونيا «لن تساعد في شيء». وتابع ان «الحكومة الأسبانية يجب أن تدافع عن دولة القانون في مواجهة حكومة إقليمية تسعى للقيام بانقلاب»، مبيناً ان «أي وساطة دولية في هذا الإطار ليس لها مغزى». وأضاف الوزير الأسباني ان «رئيس الحكومة ماريانو راخوي لديه خيارات قانونية كافية» للرد على التحدي المحتمل من جانب كتالونيا بإعلان الاستقلال من جانب واحد. (أ.ف.ب، رويترز)
